نجح ثلاثة طلاب من جامعة بيرزيت الفلسطينية في رام الله بربط مهاراتهم التكنولوجية والإبداعية بالجانب الإنساني في مجتمعهم، عبر جهاز يمكنه مساعدة ذوي الإعاقات الحركية على المشي.
ويحمل جهاز الطلبة الثلاث اسم "أزر" وتسميته مأخوذة من المؤازرة الإنسانية بكافة جوانبها. ويهدف القائمون عليه مساعدة ما نسبته 48 في المائة من ذوي الاحتياجات الخاصة والذين يعانون من إعاقة حركية على المشي بصورة طبيعية، كون الجهاز يؤدي وظائف خارقة ستحدث تغييراً كبيراً في حياة من يحتاجون إليه.
ويقول محمود برهم أحد الطلبة القائمين على المشروع لـ"العربي الجديد": "من خلال مشروعنا ننوي مساعدة الأشخاص غير القادرين على الوقوف والمشي، فالجهاز الإنساني الذي يحمل محركاً وهيكلاً خاصاً يزن عشرة كيلوغرامات يساعدهم على تخطي إعاقتهم والتغلب عليها".
ويضيف: "هناك عدد كبير من ذوي الإعاقة الحركية، أكثرهم بسبب الاحتلال الإسرائيلي وشظايا صواريخه وقنابله والرصاص الذي جعلهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وفكرتنا تخدم هؤلاء بصورة جميلة ومفيدة".
يعتمد الجهاز، بحسب برهم، على أوامر الجسم التي يتم تجميعها عبر مسجات خاصة تتصل بالأرجل، إضافة إلى أنها ترتبط بمبرمج خاص مهمته أخذ المعلومات من المجسات، وتحويلها إلى أوامر لينفذها الجهاز.
ولفت إلى وجود تصميمين للجهاز الأول لكبار السن وذوي الإعاقة الحركية بشكل جزئي، يعتمد على المجسات التي من الممكن أن تستقبل إشارات من الأرجل والعضلات. أما الثاني يعتمد على برمجة خاصة يجري تطويرها لاستقبال الإشارات من أصحاب الإعاقة الكاملة والمشلولين.
ويطمح أصحاب المشروع الأول في فلسطين والوطن العربي إلى تأسيس شركة خاصة تعمل على تصنيع وإنتاج الجهاز وتحويله إلى السوق، في الوقت الذي لاقى فيه استحساناً كبيراً لدى المجتمع الفلسطيني كونه يشكل صورة إنسانية تعالج فئة مهمة وحساسة في المجتمع.
"أزر" دخل ثلاث مسابقات فلسطينية على الصعيد المحلي وحاز على المرتبة الأولى فيها، ويستعد إلى دخول مسابقة مايكروسفت العالمية. ويطمح المبتكرون الثلاثة للحصول على دعم من المؤسسات المحلية لمساعدتهم في إنتاج الجهاز بتكاليف أقل من الحالية.
ويسعى المهندسون الثلاثة محمد برهم، وسامر مخيمر، ومصطفى أبو صفية للوصول بمنتجهم إلى العالمية، وأن يتمكن غير القادرين على السير في بلدهم المشي بفضل جهازهم، والذي يعتبر مختلفاً ومميزاً في البرمجة والوزن، وآلية العمل، وفكرة التطبيق أسوة ببقية الأجهزة المبتكرة في العالم والتي تحمل ذات الهدف.
المهمة طويلة، بحسب برهم، والجهاز نجح عند تجربته على أحد المقعدين، بينما سيتم التنسيق مع المستشفيات والأطباء المختصين في اعتماد الجهاز للتجربة، وتدريب أصحاب الإعاقة الحركية عليه، كي يرى النور في المستقبل القريب.