صلى اليوم آلاف الأقباط المصريين، قداس أحد الشعانين المعروف باسم أحد "السعف"، في بداية أسبوع الآلام الذي يسبق عيد القيامة المجيد ويعرف بـ "البصخة المقدسة".
وكثفت قوات الأمن المصرية من عناصرها أمام أبواب الكنيسة، وتواجدت الخدمات الأمنية على أبواب الكنائس، وساعدتها الكشافة الكنسية التي تولت تأمين الكنيسة من الداخل والتأكد من هويات الزوار.
وافترش باعة الورد والسعف والجريد الأخضر الأرصفة أمام باب الكنيسة، وتزاحم الزوار الذين اشتروا السعف إحياء لذكرى دخول المسيح مدينة أورشليم، واستقبال أهلها له بالجريد والسعف الأخضر وهم يهتفون بالعبرية "أوشعنا" التي تعني "خلصنا"، انتظارًا منهم للخلاص من الحكم الروماني الذي عذب وقتل آلاف الشهداء.
هذا العيد، هو يوم ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس، ويسمى أيضاً بأحد الزيتونة، لأن أهالي القدس استقبلوه بالسعف والزيتون المزين وفرشوا ثيابهم وأغصان الأشجار والنخيل تحته، لذلك يعاد استخدام السعف والزينة في أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم. وترمز أغصان النخيل أو السعف إلى النصر لأنهم استقبلوا يسوع كمنتصر.
ويبدأ أسبوع الآلام بأحد السعف، وينتهي بأحد القيامة، ويمارس الأقباط المراسم الكنسية بتذكر الآلام التي لاقاها السيد المسيح، والتعايش مع أحداثها يوماً بيوم، لذا سُمي "أسبوع الآلام". منذ نحو 1600 سنة، وقبل هذا التاريخ كان يسمى "الأسبوع العظيم".
وجاءت تسمية "أحد السعف"، بالنظر إلى قيام الأقباط بجدل السعف ليصنعوا منه أشكالاً جميلة على هيئة قلب أو صليب وأساور وخواتم وتيجان، ومنها ما يمثل شكل الحمار أو الجمل وعُش النمل، ومجدولة القربانة أيضا.
وتحتفل الكنيسة في هذا اليوم بإقامة الصلوات كتذكار لدخول السيد المسيح أورشليم كملك منتصر، وتتزين بفروع النخيل والصلبان المصنوعة من السعف.
ومن الطقوس الكنسية أيضاً في هذا اليوم، قراءة فصول من الأناجيل الأربعة في زوايا الكنيسة الأرثوذكسية وأرجائها رمزًا للتبشير بالإنجيل في جميع أرجاء العالم.
ويعد "أحد السعف" من الأعياد المسيحية ذات الأثر الشعبي المبهج، إذ يسير الأقباط في هذا اليوم في الشوارع حاملين معهم سعف النخيل الأبيض ويذهبون به إلى الكنائس.
أما "الشعانين" فهي كلمة عبرانية تعني "يارب خَلِّص"، ويعرف بـ "أحد السعف" لأن اليهود في ذلك اليوم استقبلوا السيد المسيح وهم يحملون سعف النخيل وأغصان الزيتون .