كان توافد الناس بشكل كثيف لأداء الصلوات في المساجد أحد المظاهر المميزة لشهر رمضان في سورية، خاصة صلاة التراويح، لكن الاستهداف المتكرر لكل التجمعات، سواء الأسواق أو المساجد في مناطق سيطرة المعارضة، من قبل قوات النظام السوري والطائرات الروسية، دفع كثيرا من السوريين إلى الإحجام عن أداء الصلوات في المساجد هذا العام، وأدائها في البيوت.
ووفقاً لإحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، استهدفت قوات النظام 85 مسجداً ومنشأة دينية في مناطق سيطرة المعارضة منذ بداية العام الجاري، حتى نهاية مايو/أيار الماضي، وتسبب قصف هذه المساجد بدمارها كلياً أو جزئياً.
وكانت "غرفة عمليات فتح حلب" قد دعت في بداية شهر رمضان إلى إلغاء صلاة التراويح في المساجد في حلب، بسبب القصف المتكرر الذي تتعرض له المساجد خصوصاً.
ويقول فاضل الحموي، من حلب إنه "العام الأول الذي نؤدي فيه صلاة التراويح في المنزل"، يضيف "للصلاة في المسجد روحانية خاصة، وأنا أفتقدها كثيراً لكني مضطر، نسأل الله أن يتقبلها منا في كل مكان".
بدوره، أشار صبحي، من مدينة داريا في غوطة دمشق، إلى أن صلاة التراويح لم تقم في عدد من المساجد بسبب خوف الناس من القصف، ويضيف "بتنا نخاف من أي تجمع، ومع أن البيوت لا تسلم من القصف أيضاً، لكن النظام يستثمر ذخائره لقتل أكبر قدر ممكن من البشر من خلال استهداف التجمعات".
ويقول محمد، من درعا، إن "عدداً من المساجد في درعا استُهدف أكثر مرّة خلال الأعوام الماضية، وبعضها لا يزال مفتوحاً ويرتادها المصلون. وهو ما دفع أئمة بعض المساجد إلى دعوة المصلين لأداء صلاة التراويح في بيوتهم أو في مساجد أخرى كما فعل إمام مسجد الحسين الذي ألغى إقامة صلاة التراويح فيه حرصاً على حياة المصلين، بعد أن استهدف المسجد أكثر من مرة بالقذائف والصواريخ نتيجة موقعه الخطير".