زيادة ملحوظة بعدد الشرطيات في جنوب أفغانستان

رغم الأجواء الأمنية المتوترة والعادات والتقاليد القاسية، بدأ عدد النساء يزداد يوما بعد يوم في صفوف الشرطة في جنوب أفغانستان، الذي يعاني من أوضاع أمنية صعبة.

وارتفع عدد الشرطيات من عشرات إلى المئات، كما تقول التقارير الأمنية الأخيرة، ففي إقليم هلمند الذي يشهد منذ أعوام معارك طاحنة بين القوات المسلحة والمسلحين، انضم مؤخرا حوالي 35 امرأة إلى صفوف الشرطة، كمقدمة لتعيين 400 شرطية مطلوبة على مستوى الإقليم.
وتشير الحكومة المحلية بإقليم هلمند إلى أنها تسعى إلى أن تكمل هذا العدد خلال الأشهر المقبلة، متهمة المسؤولين السابقين في الحكومة بالتسويف والفساد المالي، فيما يتعلق بتشكيلات الأمن والشرطة عموما.
وقال رئيس شرطة هلمند ومسؤول أمن الإقليم، أقانور كينتوز، إن 35 امرأة يعملن حاليا في صفوف الشرطة، وإن الداخلية الأفغانية وجهت أوامر بتعيين 400 شرطية في الإقليم، وأن العدد المطلوب سيكتمل خلال الأشهر المقبلة، متهما المسؤولين السابقين في الحكومة المحلية بعدم الجدية والفساد فيما يتعلق بتشكيلات الأمن عموما، وتعيين الشرطيات على وجه الخصوص.
وشدد كينتوز، على أن الحكومة تتشاور مع الزعامات القبلية بهذا الشأن كي يكتمل العدد المطلوب، لافتا إلى أن الشرطيات معظمهن يشتغلن في مجال مكافحة المخدرات والقضايا الجنائية المختلفة.
وذكر أنه وبسبب الأعراف والتقاليد المتبعة، لا يمكن للشرطيات المساهمة في عمليات التفتيش والعمليات المسلحة، "لكن ثمة مجالات كثيرة نحتاج فيها إلى النساء".
وفيما يتعلق بأجواء العمل، يؤكد المسؤول الأمني أن "الأجواء مهيأة تماما للنساء ليعملن في صفوف الشرطة، وليست هناك أية ضغوطات عليهن من حيث مراعاة قوانين البلاد والعادات المجتمعية المتبعة".
بدورها، تقول مسؤولة القسم النسائي في الشرطة بإقليم هلمند، جلالي أيوبي، "إن الشرطيات يلعبن دورا كبيرا في الأمن. هناك إقبال كبير من النساء مقارنة بما مضى، حيث كن يخشين المسلحين والجماعات المسلحة".
وطالبت أيوبي الحكومة بأن تهتم أكثر بالقضية، وأن يتم تعيين النساء في صفوف الشرطة وفق لائحة الداخلية، كما دعت إلى تأمين الأمن لأسر النساء اللاتي يلتحقن بالشرطة.
ورغم وجود كثير من الصعوبات والعقبات، علاوة على الأعراف والتقاليد، تؤكد أيوبي، أن "الوضع قد تحسن كثيرا بسبب التغيرات التي حصلت مؤخرا في المنظومة الأمنية".