أصدرت المحكمة العليا البريطانية، أمس الثلاثاء، حكماً يمنع قادة حزب "بريطانيا أولاً" اليميني من دخول أجزاء من مدينة لوتون (شمال لندن) أو أي مسجد في إنكلترا وويلز لمدة ثلاث سنوات. واعتبرت شرطة "بيدفوردشير" الحكم بمثابة انتصار على نشاط حركة "بريطانيا أولاً" التي تتهدد السلم المجتمعي.
وقالت الشرطة، إن الحكم يشمل نشطاء الحركة المناهضة للإسلام، بمن فيهم زعيمها بول غولدنغ (34 عاما) ونائبته جيدا فرانسين (30 عاما)، وغيرهم ممن سبق لهم المشاركة في مسيرات مناهضة للإسلام جرى تنظيمها في مدينة لوتون.
بدوره، اعتبر زعيم الحركة اليمينية المتطرفة، بول غولدنغ، قرار المحكمة مناهضاً للديمقراطية، مُتهما الشرطة بتقييد حقوق الجماعة كحزب سياسي مسجل. فيما قال مساعد رئيس مقاطعة بيدفوردشير، مايك كولبورن: "لا نسعى أبدا إلى حظر التظاهرات أو الاحتجاجات السلمية، ولكن علينا واجب حماية مجتمعاتنا، ولا يمكن لأحد الاستخفاف بالقرار القضائي، والعبث باستقرار المدينة التي تفخر بتنوعها المجتمعي".
يذكر أن حركة "بريطانيا أولاً" هي حركة يمينية متطرفة، أسسها في عام 2011 أعضاء سابقون في الحزب الوطني البريطاني (BNP)، ويصفها منتقدوها بالحركة "العنصرية" والواجهة لـ"الفاشيين" الجدد، وهي المزاعم التي ينفيها زعماء الحركة. وتعتبر مدينة لوتون، التي تقطنها جالية مسلمة كبيرة، مَهْداً للحركات اليمينية البريطانية المعادية للإسلام والمسلمين.
وكانت مجموعة من الناشطين اليمينيين أسست رسمياً فرع حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب"، المعروفة اختصاراً باسم "بيغيدا"، في بريطانيا في الرابع من يناير/كانون الثاني الماضي، في حفل أقيم بمدينة لوتن في مقاطعة "بيدفوردشير" شمالي العاصمة لندن. وزعم مؤسسو الفرع البريطاني للحركة، أن الدين الإسلامي "إيديولوجية فاشية". ولا يخفي أنصار الحركات والأحزاب السياسية البريطانية اليمينية مخاوفهم من تزايد عدد المسلمين في بريطانيا، وتنامي التشدد الإسلامي في ثنايا المجتمع البريطاني، بعدما تخطى عدد المسلمين في المملكة المتحدة حاجز الـ3 ملايين.