الأخبار كثيرة عن مجازر في حق الطيور أثناء هجرتها وكأنّها عدو يجب الثأر منه في كلّ عبور ربيعي وخريفي. يتباهى ذلك الذي يدعي أنه صياد، أنه اصطاد عدداً كبيراً من الطيور من هذا النوع أو ذاك، وذلك بإغراق سيارته بطيور ميتة من أنواع عديدة.
يتباهى في التقاط صور معها، وهو يتخيل نفسه بطل الأبطال في رمي الطيور والعصافير الصغيرة التي لا يتجاوز حجمها حجم خرطوشة البندقية التي يستخدمها في أعماله الخارقة. ولكثرة ما يعرضه هؤلاء على حساباتهم في مواقع التواصل، فإنّ الصور التي ينشرونها باتت في متناول كلّ محبّ ومراقب ودارس للطيور في أوروبا الغربية. بات هؤلاء ينظرون إلينا نظرة غريبة، خصوصاً عندما نذهب إليهم لحضور مؤتمر يتعلق بالمحافظة على الطيور، فكأنهم يقولون في أنفسهم: "ماذا يفعل قتلة الطيور هؤلاء بيننا"؟.
يبدو أنّه كتب علينا تشغيل نفس الإسطوانة في عرض دورنا في كلّ اجتماع. فقد كان لا بد لنا من ابتكار أحداث تنظف سجلنا من هذه النقاط السوداء في حقنا. عملنا، بالإضافة إلى التحرك لتطبيق القانون ونشر الوعي بين الناس، على سياسة إظهار ما ينتج عن جهود المحافظة على الطيور في المحميات والمناطق الهامة للطيور والحمى.
ففي حمى قرية الفاكهة بين العين ورأس بعلبك (شرق لبنان) أدى ذلك إلى عودة الكروان الذي كان قد اعتبر منقرضاً في البلاد منذ عام 1983، وإلى تكاثر طائر الكرج بأعداد جيدة فأصبح يُشاهَد في رفوف كبيرة لم يسبق لها مثيل في لبنان. كذلك، عاد الصقر الحر المهدد، أيضاً، بخطر الانقراض إلى الحمى بعد طول غياب، بينما جاءت الدرسة الرمادية النادرة المهددة بخطر الانقراض على المستوى العالمي لتحاول التعشيش في ربوع حمى الفاكهة.
هذا الإنجاز سبقه إنجاز آخر في منطقة عنجر/ كفرزبد، حيث يفرّخ نوع آخر مهدد بالانقراض على المستوى العالمي وهو النعار السوري الذي يحظى بحماية الأهالي والسلطة المحلية على السواء. كما يفرّخ غراب الليل الذي كان قد توقف عن التفريخ في لبنان منذ عام 2005، ويفرّخ إلى جانبه 29 نوعاً آخر من الطيور على مساحة هكتار واحد، وهو أمر نادر الحدوث في العالم.
أما في محمية جزر النخل الطبيعية فقد عاد طائر النورس الأودويني المهدد بعد غياب عن لبنان دام أكثر من 44 عاماً. وفي محمية أرز الشوف للمدى الحيوي بات الأرز يأوي 3 أنواع من الصقور بالإضافة إلى صقر العوسق الذي كان يتفرد بتمثيل فصيلة الصقور وحده في المحمية، كما ازداد تكاثر النعار السوري في المحمية، واطمأن العقاب آكل الحيّات وعشش فيها. وفي عين زبدة أصبح الحجل اللبناني يتكاثر بأعداد وفيرة.
*اختصاصي في علم الطيور البريّة
اقــرأ أيضاً
يتباهى في التقاط صور معها، وهو يتخيل نفسه بطل الأبطال في رمي الطيور والعصافير الصغيرة التي لا يتجاوز حجمها حجم خرطوشة البندقية التي يستخدمها في أعماله الخارقة. ولكثرة ما يعرضه هؤلاء على حساباتهم في مواقع التواصل، فإنّ الصور التي ينشرونها باتت في متناول كلّ محبّ ومراقب ودارس للطيور في أوروبا الغربية. بات هؤلاء ينظرون إلينا نظرة غريبة، خصوصاً عندما نذهب إليهم لحضور مؤتمر يتعلق بالمحافظة على الطيور، فكأنهم يقولون في أنفسهم: "ماذا يفعل قتلة الطيور هؤلاء بيننا"؟.
يبدو أنّه كتب علينا تشغيل نفس الإسطوانة في عرض دورنا في كلّ اجتماع. فقد كان لا بد لنا من ابتكار أحداث تنظف سجلنا من هذه النقاط السوداء في حقنا. عملنا، بالإضافة إلى التحرك لتطبيق القانون ونشر الوعي بين الناس، على سياسة إظهار ما ينتج عن جهود المحافظة على الطيور في المحميات والمناطق الهامة للطيور والحمى.
ففي حمى قرية الفاكهة بين العين ورأس بعلبك (شرق لبنان) أدى ذلك إلى عودة الكروان الذي كان قد اعتبر منقرضاً في البلاد منذ عام 1983، وإلى تكاثر طائر الكرج بأعداد جيدة فأصبح يُشاهَد في رفوف كبيرة لم يسبق لها مثيل في لبنان. كذلك، عاد الصقر الحر المهدد، أيضاً، بخطر الانقراض إلى الحمى بعد طول غياب، بينما جاءت الدرسة الرمادية النادرة المهددة بخطر الانقراض على المستوى العالمي لتحاول التعشيش في ربوع حمى الفاكهة.
هذا الإنجاز سبقه إنجاز آخر في منطقة عنجر/ كفرزبد، حيث يفرّخ نوع آخر مهدد بالانقراض على المستوى العالمي وهو النعار السوري الذي يحظى بحماية الأهالي والسلطة المحلية على السواء. كما يفرّخ غراب الليل الذي كان قد توقف عن التفريخ في لبنان منذ عام 2005، ويفرّخ إلى جانبه 29 نوعاً آخر من الطيور على مساحة هكتار واحد، وهو أمر نادر الحدوث في العالم.
أما في محمية جزر النخل الطبيعية فقد عاد طائر النورس الأودويني المهدد بعد غياب عن لبنان دام أكثر من 44 عاماً. وفي محمية أرز الشوف للمدى الحيوي بات الأرز يأوي 3 أنواع من الصقور بالإضافة إلى صقر العوسق الذي كان يتفرد بتمثيل فصيلة الصقور وحده في المحمية، كما ازداد تكاثر النعار السوري في المحمية، واطمأن العقاب آكل الحيّات وعشش فيها. وفي عين زبدة أصبح الحجل اللبناني يتكاثر بأعداد وفيرة.
*اختصاصي في علم الطيور البريّة