3 أسابيع مضت على أول لقاء جمع مسنة فلسطينية، لاجئة في لبنان، وخالها، المقيم في عكا (شمالي فلسطين)، في مكة المكرمة، إذ أديا فريضة الحج، لكن دموع فرحة اللقاء وألم الوداع لم تجف بعد.
"كنا نبكي كثيراً عندما ننظر لبعضنا بعضاً. هناك قلت للمرة الأولى في حياتي: يا خالي. ومن فرحتي بكيت أكثر وأكثر"، هكذا وصفت اللاجئة الفلسطينية في لبنان الحاجة "مريم شرقية" (62 عاماً)، لحظة لقائها الأول بخالها "يوسف عكاوي" (69 عاماً)، الذي قدِم إلى مكة المكرمة من بلدة "الشيخ داوود"، في قضاء "عكا".
وقالت الحاجة شرقية، بعد عودتها من الأراضي المقدسة: "لا أعرف خالي، فأمي خرجت من فلسطين، وهي بعمر 13 عاماً، وأنا ولدت في لبنان"، مضيفة "حقيقة لقد كان اللقاء صعباً جداً، وجميلاً جداً".
وأضافت شرقية، التي تقيم في مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية ببيروت: "هذه الحِجة بالنسبة لي جامعة لفرحتين، الأولى أداء المناسك، والثانية أنني اجتمعت بخالي الذي قدِم لأداء الحج من فلسطين".
وتابعت، والدموع تنهمر من عينيها "عندما رأيت خالي هناك، للمرة الأولى في حياتي، لم أعد أعرف ما أقول وماذا أفعل، وبدأت أسأل قلبي أسئلة كثيرة عن هذا اللقاء"، مضيفة "لقد شممت رائحة وعطر فلسطين التي هي لنا مهما طال الزمن ومهما طالت الأيام والسنون".
وتواصلت شرقية مع خالها لترتيب اللقاء، خلال موسم الحج، كما أنهما كانا يتواصلان من وقت لآخر، لكن لم يلتقيا من قبل بسبب منع إسرائيل اللاجئين الفلسطينيين من حق العودة إلى قراهم ومدنهم.
وقالت شرقية: "لحظة اللقاء، أجمل لحظة في كل حياتي"، مضيفة "سمعت الكثير من خالي عن فلسطين وأهلنا هناك وعن دار جدي في عكا. لقد كان الحديث طويلاً جداً، وجميلاً جداً، ومؤثراً جداً".
وعن لحظة الوداع وعودتها إلى لبنان ورجوع "عكاوي" إلى عكا، أوضحت شرقية: "لقد كانت لحظات صعبة جدا بالنسبة لكلينا، لدرجة أنني لم أستطع الكلام أبدا".
وختمت الحاجة شرقية، حديثها بالقول: "الرحلة كانت جميلة جداً، وأنا هنا أشكر كل من سعى لنا وتبرع لنا لأداء هذه الحجة".
وحطم موسم الحج، كل الحواجز والعوائق الإسرائيلية، التي تحول دون عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم، ولقاء أهلهم، وتمكن من جمع الحاجة شرقية، بخالها عكاوي، لقاءً كان ممزوجا بألم الفراق وحرقة البُعد عن الوطن والأهل والأحباب.
واليوم، عادت الحاجة شرقية بثوبها الأبيض، إلى بيروت بعد أكثر من 20 يوماً، بجسدها كما تقول "ولكن روحي وقلبي بقيا هناك في الأراضي المقدسة، وحيث اللحظات الأجَلُّ بالنسبة لي في حياتي كلها".
والحاجة شرقية، واحدة من 1200 حاج فلسطيني من لبنان، أدت مناسك الحج هذا العام بمساعدة دار الشيخوخة في مخيم "نهر البارد" للاجئين الفلسطينيين في شمالي لبنان.
ولجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى لبنان عام 1948 مع "النكبة" الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل، وما زالوا، بعد مرور أكثر من 66 عاماً، يوجدون في 12 مخيماً منتشراً في أكثر من منطقة لبنانية، وتقدر الأمم المتحدة عددهم بحوالي 460 ألفاً.
(الأناضول)
وحطم موسم الحج، كل الحواجز والعوائق الإسرائيلية، التي تحول دون عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم، ولقاء أهلهم، وتمكن من جمع الحاجة شرقية، بخالها عكاوي، لقاءً كان ممزوجا بألم الفراق وحرقة البُعد عن الوطن والأهل والأحباب.
واليوم، عادت الحاجة شرقية بثوبها الأبيض، إلى بيروت بعد أكثر من 20 يوماً، بجسدها كما تقول "ولكن روحي وقلبي بقيا هناك في الأراضي المقدسة، وحيث اللحظات الأجَلُّ بالنسبة لي في حياتي كلها".
والحاجة شرقية، واحدة من 1200 حاج فلسطيني من لبنان، أدت مناسك الحج هذا العام بمساعدة دار الشيخوخة في مخيم "نهر البارد" للاجئين الفلسطينيين في شمالي لبنان.
ولجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى لبنان عام 1948 مع "النكبة" الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل، وما زالوا، بعد مرور أكثر من 66 عاماً، يوجدون في 12 مخيماً منتشراً في أكثر من منطقة لبنانية، وتقدر الأمم المتحدة عددهم بحوالي 460 ألفاً.
(الأناضول)