بدأت جماعة أنصار الله الحوثيّين في اليمن توزيع استمارات تتضمّن شعارها، بهدف الاستعانة بمدرّسين متطوّعين بدلاً من المضربين عن العمل. خطوةٌ اعتبرها عاملون في القطاع التربوي استهدافاً للتعليم والمدرّسين، وأبدوا خشيتهم من توظيف أنصار للحوثيين في قطاع التعليم، وبالتالي نشر أفكارهم المتطرفة في المدارس.
تهديد الحوثيّين باتخاذ إجراءات قانونية ضد المدرسين المضربين، في حال عدم انتظامهم بالدوام، والاستعانة بمدرسين من الموالين لهم، قوبل برفض كبير من التربويين والتلاميذ أنفسهم، ما جعل النقابة الوطنية للتعليم العام في صنعاء تحذّر من اتخاذ حلول ترقيعية لا تجدي نفعاً.
ويقول التربوي عبد الجليل الشراري إن ما يحدث للمدرّس، بفعل الأسلوب الذي ينتهجه الحوثيون، والانتهاكات التي تتعرض لها مدارس أمانة العاصمة (اقتحامات وتهديدات لمنتسبيها وإداراتها)، هو كارثة لم تحدث من قبل. ويشير إلى أن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين تفتقد للمدرسين والكتب، وهذه سابقة في تاريخ اليمن الحديث.
في هذا السياق، توضح جميلة، وهي مدرّسة لغة إنكليزية، أن "تهديدات الحوثيّين باستبدال المعلمين بكوادر من المتطوعين ليست حلاً للمشكلة، كما أنه ليس في استطاعتهم إيجاد كوادر لتدريس التلاميذ". وتشير إلى أنّ أولياء أمور التلاميذ لن يسمحوا بإجراء مماثل، وهم متضامنون مع المدرّسين. وتؤكّد أنّه من الصعب أن يترك المدرّس أفراد أسرته جائعين، وممارسة عمل لن يوفر له شيئاً. تضيف: "يلومون المدرسين ويقولون إنّهم يخونون واجبهم تجاه وطنهم، ويتركون التلاميذ من دون تعليم. لكن كيف يريدون من المدرّسين الالتزام بتقديم التعليم للتلاميذ، وهم لا يستطيعون توفير رغيف الخبز لأبنائهم؟".
وكانت النقابة العامة للمهن التعليميّة والتربوية قد أكدت في بيان على الحق القانوني للمدرسين في الإضراب عن العمل، في حال عدم صرف رواتبهم والاستجابة لمطالبهم الحقوقية المشروعة، محذّرة من المساس بهذا الحق. وتحمّل الحكومة التابعة للحوثيين في صنعاء مسؤولية فشل وانهيار العملية التعليمية في البلاد من جراء عدم صرف الرواتب.
في السياق، يؤكّد رئيس لجنة الرقابة في المكتب التنفيذي في نقابة المهن التعليمية والتربوية في صنعاء، أحمد غيلان، أنّ التهديدات التي أطلقها الحوثيّون هي محاولة لإرهاب المدرسين. "للأسف، تأتي في ظلّ تفاهمات قائمة مع حكومة الإنقاذ التي شكّلها الحوثيون والرئيس علي عبد الله صالح، والتزم بها التربويون". يضيف غيلان لـ "العربي الجديد": "هذه التهديدات تأتي لتُضاف إلى مجموعة من الممارسات التعسفية التصعيدية التي قد تؤثر على التفاهمات وتدفع نحو التصعيد، ما سينعكس سلباً على العملية التعليمية"، مؤكداً أنها "غير قانونيّة، ولن تسكت عنها النقابة، وستتعامل معها من خلال إجراءات قانونية مناسبة". ويرى ذلك "مجرّد تهديد للمدرسين".
من جهته، يشير مصدر خاص في وزارة التربية والتعليم في صنعاء، لـ "العربي الجديد"، إلى وجود صعوبات مالية تحول دون دفع رواتب المدرسين، لكن الوزارة تعمل مع الحكومة لإيجاد حلول من أجل صرف الرواتب، حفاظاً على العملية التربوية والتعليمية.
وحول حقيقة سعي الوزارة إلى الاستعانة بمدرسين متطوعين، يشير المصدر إلى توزيع استمارات في بعض المناطق في صنعاء من قبل عدد من التربويين، إلا أنها "لا تعبر عن موقف رسمي. لكنّني لا أتمنى أن يحدث ذلك، لأن هذا يعني انهيار العملية التعليمية". ويقول تلاميذ في مدارس حكومية في صنعاء، لـ "العربي الجديد": "الأشخاص الذين أحضرهم الحوثيون لتغطية غياب المدرسين العام الماضي، بدوا عاجزين عن القيام بمهام أي مدرّس، كونهم غير مؤهلين وقادرين على التدريس وإيصال المعلومات إلى التلاميذ".
وللمطالبة بتسليم رواتب المدرسين، نفذت مئات مدرسات أمانة العاصمة تظاهرة للمطالبة برواتب العاملين في وزارة التربية والتعليم. واتجهت التظاهرة نحو مبنى أمانة العاصمة، وهن يرفعن لافتات تطالب بالرواتب المنقطعة منذ نحو عام.
ورفضت قيادة أمانة العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، الاستجابة لمطالب التظاهرات، وأكدت أنها لن تستطيع تسليم الرواتب. وقال القيادي الحوثي المعيّن مؤخراً وكيلاً لأمانة العاصمة لقطاع الخدمات، علي السقاف، إن الوزارة لن تتمكن من تسليم الرواتب.
اقــرأ أيضاً
تهديد الحوثيّين باتخاذ إجراءات قانونية ضد المدرسين المضربين، في حال عدم انتظامهم بالدوام، والاستعانة بمدرسين من الموالين لهم، قوبل برفض كبير من التربويين والتلاميذ أنفسهم، ما جعل النقابة الوطنية للتعليم العام في صنعاء تحذّر من اتخاذ حلول ترقيعية لا تجدي نفعاً.
ويقول التربوي عبد الجليل الشراري إن ما يحدث للمدرّس، بفعل الأسلوب الذي ينتهجه الحوثيون، والانتهاكات التي تتعرض لها مدارس أمانة العاصمة (اقتحامات وتهديدات لمنتسبيها وإداراتها)، هو كارثة لم تحدث من قبل. ويشير إلى أن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين تفتقد للمدرسين والكتب، وهذه سابقة في تاريخ اليمن الحديث.
في هذا السياق، توضح جميلة، وهي مدرّسة لغة إنكليزية، أن "تهديدات الحوثيّين باستبدال المعلمين بكوادر من المتطوعين ليست حلاً للمشكلة، كما أنه ليس في استطاعتهم إيجاد كوادر لتدريس التلاميذ". وتشير إلى أنّ أولياء أمور التلاميذ لن يسمحوا بإجراء مماثل، وهم متضامنون مع المدرّسين. وتؤكّد أنّه من الصعب أن يترك المدرّس أفراد أسرته جائعين، وممارسة عمل لن يوفر له شيئاً. تضيف: "يلومون المدرسين ويقولون إنّهم يخونون واجبهم تجاه وطنهم، ويتركون التلاميذ من دون تعليم. لكن كيف يريدون من المدرّسين الالتزام بتقديم التعليم للتلاميذ، وهم لا يستطيعون توفير رغيف الخبز لأبنائهم؟".
وكانت النقابة العامة للمهن التعليميّة والتربوية قد أكدت في بيان على الحق القانوني للمدرسين في الإضراب عن العمل، في حال عدم صرف رواتبهم والاستجابة لمطالبهم الحقوقية المشروعة، محذّرة من المساس بهذا الحق. وتحمّل الحكومة التابعة للحوثيين في صنعاء مسؤولية فشل وانهيار العملية التعليمية في البلاد من جراء عدم صرف الرواتب.
في السياق، يؤكّد رئيس لجنة الرقابة في المكتب التنفيذي في نقابة المهن التعليمية والتربوية في صنعاء، أحمد غيلان، أنّ التهديدات التي أطلقها الحوثيّون هي محاولة لإرهاب المدرسين. "للأسف، تأتي في ظلّ تفاهمات قائمة مع حكومة الإنقاذ التي شكّلها الحوثيون والرئيس علي عبد الله صالح، والتزم بها التربويون". يضيف غيلان لـ "العربي الجديد": "هذه التهديدات تأتي لتُضاف إلى مجموعة من الممارسات التعسفية التصعيدية التي قد تؤثر على التفاهمات وتدفع نحو التصعيد، ما سينعكس سلباً على العملية التعليمية"، مؤكداً أنها "غير قانونيّة، ولن تسكت عنها النقابة، وستتعامل معها من خلال إجراءات قانونية مناسبة". ويرى ذلك "مجرّد تهديد للمدرسين".
من جهته، يشير مصدر خاص في وزارة التربية والتعليم في صنعاء، لـ "العربي الجديد"، إلى وجود صعوبات مالية تحول دون دفع رواتب المدرسين، لكن الوزارة تعمل مع الحكومة لإيجاد حلول من أجل صرف الرواتب، حفاظاً على العملية التربوية والتعليمية.
وحول حقيقة سعي الوزارة إلى الاستعانة بمدرسين متطوعين، يشير المصدر إلى توزيع استمارات في بعض المناطق في صنعاء من قبل عدد من التربويين، إلا أنها "لا تعبر عن موقف رسمي. لكنّني لا أتمنى أن يحدث ذلك، لأن هذا يعني انهيار العملية التعليمية". ويقول تلاميذ في مدارس حكومية في صنعاء، لـ "العربي الجديد": "الأشخاص الذين أحضرهم الحوثيون لتغطية غياب المدرسين العام الماضي، بدوا عاجزين عن القيام بمهام أي مدرّس، كونهم غير مؤهلين وقادرين على التدريس وإيصال المعلومات إلى التلاميذ".
وللمطالبة بتسليم رواتب المدرسين، نفذت مئات مدرسات أمانة العاصمة تظاهرة للمطالبة برواتب العاملين في وزارة التربية والتعليم. واتجهت التظاهرة نحو مبنى أمانة العاصمة، وهن يرفعن لافتات تطالب بالرواتب المنقطعة منذ نحو عام.
ورفضت قيادة أمانة العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، الاستجابة لمطالب التظاهرات، وأكدت أنها لن تستطيع تسليم الرواتب. وقال القيادي الحوثي المعيّن مؤخراً وكيلاً لأمانة العاصمة لقطاع الخدمات، علي السقاف، إن الوزارة لن تتمكن من تسليم الرواتب.