وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها إغلاق المعبر، وبررت فصائل المعارضة قرارها بخطورة المرور منه على المدنيين، واستهداف "داعش" لهم في المناطق المحيطة بالمعبر الوحيد الفاصل بين الحجر الأسود ومخيم اليرموك والمناطق الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة في الغوطة الشرقية، مشيرةً إلى قيام أحد عناصر "داعش" بقنص أحد المدنيين في يلدا، ما أدى إلى مقتله على الفور، إضافة لاستهداف التنظيم بالرصاص الحي السيارات المنتقلة عبر المعبر، ومنها حافلة كانت تقل أطفالاً إلى مدارسهم، من دون وقوع إصابات.
وتسبّب الإغلاق بتوقف دخول الخبز إلى المخيم، وارتفاع أسعاره بشكل كبير، وخلوّ منازل السكان من المادة الأساسية في غذائهم. يقول يحيى، وهو من سكان المخيم لـ"العربي الجديد": "منذ أربعة أيام لا يوجد رغيف خبز في بيتنا، كنا نشتري ربطة منه بـ 150 ليرة، ولم تعد موجودة، وإن عثرت عليها تكون غير صالحة للأكل وسعرها فوق الـ 500 ليرة".
ويتابع "فور إغلاق المعبر بدأ تجار الأزمات برفع الأسعار واحتكار المواد، وفي كل مرة يشتبكون بها ندفع الثمن نحن الفقراء".
ويعاني السكان، بالإضافة إلى الحصار، من خطر القذائف التي تسقط على المناطق المدنية في الحي، ويقول يحيى: "قصفت قوات النظام مخيم اليرموك قطاع الكراعين وشارع فلسطين بقذائف الهاون، تزامناً مع الاشتباكات بين داعش ومليشيات فلسطينية تابعة للنظام، كثير من المدنيين القريبين من خطوط الاشتباك تركوا بيوتهم وهربوا نحو الأحياء الأكثر أمناً داخل المخيم".
وتسبب قرار الإغلاق بصعوبة وصول الحالات الصحية الحرجة والإسعافية باتجاه مشافي يلدا، على الرغم من محاولة الدفاع المدني التخفيف من آثار الإغلاق، عن طريق محاولة إقناع القائمين على المعبر من أجل فتحه للحالات الإنسانية المستعجلة، على الرغم من خطورة استهدافهم أثناء العبور.
وانقطع طلاب المخيم عن الدوام في مدارسهم الموجودة في بلدتي يلدا وببيلا، والتي كانوا يصلون إليها بشكل يومي عبره. يقول الأستاذ طالب الخيّر وهو مدرس في مدينة يلدا: "يعاني أطفال اليرموك من حالة عدم استقرار بالتعليم المدرسي كسائر أطفال سورية، نحاول جاهدين تشجيعهم ذكوراً وإناثاً على مواصلة الدراسة والقدوم إلى المدارس في البلدات المجاورة، على الرغم مما يعانوه من مشقة الطريق بشكل يومي أثناء عبور المعبر، نحاول إنقاذهم من محاولات داعش إلحاقهم بمدارسه"، ويضيف "إغلاق المعبر يحرمهم من مدارسهم ويضيع كل جهودنا سدى".