يقول استشاري الصحة النفسية، الدكتور علي بلدو، إن "هناك إقبالاً كثيفاً من الرجال" على الالتحاق بمدرسة تعليم الرومانسية التي أنشأها في الخرطوم في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وكان بلدو قد أنشأ المدرسة بحجة "انتشار الجفاف العاطفي والمجاعة العاطفية التي أصابت الرجل السوداني بصورة خاصة والرجل الشرقي بصورة عامة، إضافة إلى وجود شح في التعبير عن الشعور لدى الأزواج"، ما يؤدي، بحسب ما يقول، إلى "فشل العلاقات الزوجية والإصابة بأمراض القلب وضغط الدم والسكري".
في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، التحق بالمدرسة (مجاناً) نحو 25 رجلاً، قضوا نحو ثلاثة أسابيع (20 ساعة)، وخضعوا لامتحان نهائي، فلم ينجح منهم إلا واحد، ومنح بعدها شهادة عبر برنامج تلفزيوني بُث على الهواء مباشرة في السودان.
يقول بلدو لـ"العربي الجديد"، إن "نتيجة الدفعة الأولى تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الرجل السوداني راسب في الرومانسية"، ما سيدفعه لقبول دفعات جديدة في المدرسة. ويشير إلى أن "نحو 1500 رجل اقتنعوا بالفكرة وسجلوا أنفسهم لدورة تدريبية جديدة"، لكنه أوضح أن العدد سينقّح ليصل إلى 25 فقط.
ويتلقى المشاركون في المدرسة مناهج نظرية وعملية، أبرزها المبادئ الأساسية لعلم النفس الإنساني والذكاء العاطفي والوجداني والتحكم في الانفعالات واللياقة والإتيكيت، فضلاً عن الرومانسية وتطبيقاتها المختلفة على مستوى المجتمع والأسرة والزوجة. ويعرب بلدو عن أمله في تعميم فكرته على كل الدول العربية "وخاصة أن الجفاف العاطفي يعتبر السبب الرئيس في كل الاحتقانات الاجتماعية في الشرق الأوسط".
من جهته، يشير الباحث في علم الفلك أنور أحمد عثمان، وهو أول خريج من مدرسة الرومانسية، إلى أن "الكثيرين فهموا خطأ فكرة مدرسة الرومانسية وحصروها في تعلّم العلاقات العاطفية وتعلّم عبارات الغزل مع الفتيات، رغم أنها أشمل بكثير من ذلك المفهوم". ويؤكد عثمان في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه دخل التجربة الجديدة رغم كبر سنه من أجل اكتساب معارف جديدة وسلوك جديد، شارحاً أنه تعلّم تطبيق الرومانسية بمفهوم حديث غير المفهوم الكلاسيكي. يقول: "المدرسة درّبتنا على الإبداع الفكري والذهني وتجاوز التقليدية في التعامل مع الآخر وإمساك النفس عند الغضب والابتعاد عن الحسد والحقد ونشر المحبة بالهدايا مع التركيز على معاملة الزوجات". وشجّع الآخرين على خوض التجربة الجديدة من دون تردد.
وانقسم السودانيون حول الفكرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وتعامل البعض معها بشيء من السخرية، فمنهم من رفضها بحجة أن "الرومانسية لا يمكن تدريسها لأنها إحساس وشعور"، ومنهم من قال إن "هذه قلة أدب"، فيما ساندها آخرون.