أطلقت شرطة جنوب أفريقيا الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه والرصاص المطاطي لتفريق مئات المتظاهرين الذين كانوا يحتجّون في بريتوريا على وجود الأجانب.
وتأتي التظاهرة في أعقاب أحداث عنف تخللها نهب وحرق مبانٍ يقيم فيها أجانب يشتبه بأنهم يديرون بيوت دعارة أو الاتجار بالمخدرات في جوهانسبورغ وفي العاصمة. وفي إطار البطالة المتفشية والفقر، يتهم المتظاهرون الذين احتشدوا بناء على دعوة وجهتها مجموعة من السكان في إحدى ضواحي بريتوريا، الأجانب بأنهم يسرقون ويشجعون على الجريمة.
وتجمّع نحو 500 شخص في الصباح وتوجهوا إلى وزارة الداخلية. وعلى امتداد خط سير التظاهرة، أغلق التجار الأبواب الحديد لمحالهم. وقال متظاهر لم يكشف عن هويته، لوكالة "فرانس برس"، إنّ "الناس ضاقوا ذرعا بالذين يجلبون المخدرات والجرائم التي ترافقها". وأضاف "لقد سئموا من الوعود الكاذبة للحكومة".
وبحسب "فرانس برس" فإن شرطة مكافحة الشغب التي انتشرت بأعداد كثيفة قرب الوزارة، فرّقت الجموع التي كانت تقترب منها، مستخدمة الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والقنابل المسيلة للدموع.
وفي تصريح بثته دوائره قبل ساعات من التظاهرة، دان الرئيس جاكوب زوما "بشدة أعمال العنف، ودعا مواطني جنوب أفريقيا والأجانب إلى ضبط النفس".
وتسببت أعمال العنف هذه بأزمة دبلوماسية مع نيجيريا التي كان مواطنوها الهدف الأول للحوادث. واستدعت أبوجا سفير جنوب أفريقيا الخميس لإبلاغه بـ "قلقها العميق" والمطالبة بتدابير لحماية "حياة الأجانب وممتلكاتهم".
وتتكرّر أعمال العنف التي تستهدف المهاجرين في جنوب أفريقيا. ففي عام 2015، قتل سبعة أشخاص خلال أعمال نهب وسلب استهدفت متاجر يتولى إدارتها أجانب في جوهانسبورغ ودوربان. وفي عام 2008 أسفرت أعمال شغب استهدفت الأجانب عن مقتل 62 شخصاً.
(فرانس برس، رويترز)