خلال الشهور اللاحقة لتنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك عن حكم مصر، استجابة لطلب الشباب في الميادين خلال ثورة يناير، كما قيل، كان ملايين المصريين يشعرون، ربما للمرة الأولى، أنهم أصحاب البلد وليسوا رعايا حاكمها، ومن هذا الشعور المخادع تولد لدى كثير منهم اعتقاد خاطئ أنهم انتصروا على "دولة العواجيز".
في هذا الوقت، ظهرت آمال وأحلام كثيرة، بينها حلم أن يتولى رئاسة مصر شاب مدني، وبات الحلم يداعب عشرات الشباب الذين باتت أسماؤهم لامعة، والذين كان يطلق عليهم لقب "شباب الثورة"، حتى إن البعض بدأ تحضير نفسه للترشح.
لاحقاً تكشّفت الحقيقة، فالمنصب حكر على "العواجيز"، أو على الأقل من تجاوزوا الخمسين، وفي القلب منهم العسكريون، وكشفت الانتخابات الديمقراطية الوحيدة التي شهدتها مصر على مدار تاريخها الحديث في منتصف 2012، أنه لا مكان للشباب، حتى وإن سمح لهم بالترشح كنوع من تجميل الصورة القاتمة المتخمة بالمسنين.
ترشح الشاب خالد علي، وكان عمره وقتها أربعين سنة، وإلى جواره كان بقية المرشحين ممن تجاوزوا الخمسين، وحصل على نحو 125 ألف صوت في الجولة الأولى، وفي الجولة الثانية انحصرت المنافسة بين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق، وفاز مرسي، وتم الانقلاب عليه عسكرياً بعد عام واحد.
وشهدت انتخابات 2012، "زفة انتخابية" كبيرة للمرشح الأبرز وقتها حازم صلاح أبو إسماعيل، وزفة انتخابية أخرى للمرشح اللواء عمر سليمان، وزفة ثالثة للمرشح المطرب الشعبي سعد الصغير، والثلاثة لم يتنافسوا في الانتخابات لأسباب متباينة.
في تلك الانتخابات ترشّحت أستاذة الأدب الإنكليزي منى برنس، كأول سيدة مصرية تترشح رسمياً للرئاسة، ولم توفق في استكمال شروط الترشح، وبالتالي لم تدخل السباق، وقد أعلنت قبل يومين، عزمها الترشح مجدداً في الانتخابات المنتظرة في 2018، تحت شعار "هابقى ريسة دمي خفيف وهادلع الشعب".
لكن على هامش المنافسة ظهر اسم آخر شهير هو الراقصة والممثلة هياتم، والتي تحولت حملة ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي حول ترشيحها رئيساً لمصر إلى العلامة الأبرز في السباق الانتخابي، والتي أظهرت أن أحلام الشباب في منتصف 2011 برئيس مدني شاب، اصطدمت بصخرة الواقع السياسي الذي لا يسمح للشباب إلا بممارسة السخرية من المرشحين المسنين والعسكريين.
في انتخابات 2018، إن كان ثمة انتخابات في هذا التاريخ، لم يعد حق الترشح متاحاً إلا عبر الكتابة على مواقع التواصل، مثلما فعل المحامي طارق العوضي ومنى برنس، كما أن السخرية من المرشحين باتت جريمة مثلها مثل التظاهر.
اقــرأ أيضاً
في هذا الوقت، ظهرت آمال وأحلام كثيرة، بينها حلم أن يتولى رئاسة مصر شاب مدني، وبات الحلم يداعب عشرات الشباب الذين باتت أسماؤهم لامعة، والذين كان يطلق عليهم لقب "شباب الثورة"، حتى إن البعض بدأ تحضير نفسه للترشح.
لاحقاً تكشّفت الحقيقة، فالمنصب حكر على "العواجيز"، أو على الأقل من تجاوزوا الخمسين، وفي القلب منهم العسكريون، وكشفت الانتخابات الديمقراطية الوحيدة التي شهدتها مصر على مدار تاريخها الحديث في منتصف 2012، أنه لا مكان للشباب، حتى وإن سمح لهم بالترشح كنوع من تجميل الصورة القاتمة المتخمة بالمسنين.
ترشح الشاب خالد علي، وكان عمره وقتها أربعين سنة، وإلى جواره كان بقية المرشحين ممن تجاوزوا الخمسين، وحصل على نحو 125 ألف صوت في الجولة الأولى، وفي الجولة الثانية انحصرت المنافسة بين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق، وفاز مرسي، وتم الانقلاب عليه عسكرياً بعد عام واحد.
وشهدت انتخابات 2012، "زفة انتخابية" كبيرة للمرشح الأبرز وقتها حازم صلاح أبو إسماعيل، وزفة انتخابية أخرى للمرشح اللواء عمر سليمان، وزفة ثالثة للمرشح المطرب الشعبي سعد الصغير، والثلاثة لم يتنافسوا في الانتخابات لأسباب متباينة.
في تلك الانتخابات ترشّحت أستاذة الأدب الإنكليزي منى برنس، كأول سيدة مصرية تترشح رسمياً للرئاسة، ولم توفق في استكمال شروط الترشح، وبالتالي لم تدخل السباق، وقد أعلنت قبل يومين، عزمها الترشح مجدداً في الانتخابات المنتظرة في 2018، تحت شعار "هابقى ريسة دمي خفيف وهادلع الشعب".
لكن على هامش المنافسة ظهر اسم آخر شهير هو الراقصة والممثلة هياتم، والتي تحولت حملة ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي حول ترشيحها رئيساً لمصر إلى العلامة الأبرز في السباق الانتخابي، والتي أظهرت أن أحلام الشباب في منتصف 2011 برئيس مدني شاب، اصطدمت بصخرة الواقع السياسي الذي لا يسمح للشباب إلا بممارسة السخرية من المرشحين المسنين والعسكريين.
في انتخابات 2018، إن كان ثمة انتخابات في هذا التاريخ، لم يعد حق الترشح متاحاً إلا عبر الكتابة على مواقع التواصل، مثلما فعل المحامي طارق العوضي ومنى برنس، كما أن السخرية من المرشحين باتت جريمة مثلها مثل التظاهر.