في واحدة من تجلّياته الفكرية قال الرئيس بشار الأسد: "إن سورية للذين يدافعون عنها"، وسورية هنا تعني بالنسبة له النظام، نظامه، وليست البلاد المعروفة والمعترف بها المسماة سورية. لكن الأسد ليس اللاعب الوحيد على الجغرافيا السورية فكما يمارس هو التطهير الطائفي يمارس آخرون التطهير المضاد في مناطق سيطرتهم بمن فيهم الأكراد.
داعش ليست أقل عنفاً من السلطات السورية، وكذلك من القوات الكردية التي تقذف بالعرب والتركمان بعيداً عن المناطق التي تسيطر عليها. وقد سبق وقذف الصراع المحتدم بأقليات صغيرة تعد بمئات الألوف أو الملايين الى خارج البلاد (مسيحيون، آشوريون، أرمن، كلدان...) . والحصيلة أن سورية تغيرت وغيرت معها الناس من مواطنين إلى لاجئين أو نازحين وكذلك المنطقة المحيطة.
من يتنبه لمسار الحرب في سورية يلاحظ تكرار تبادل السيطرة على المدن والقرى بين مختلف الفرقاء المحليين والإقليميين والدوليين. والحصيلة هي مزيد من التدمير حتى أن بعض الإحصاءات (القديمة) تحدثت عن تدمير مليوني منزل ووحدة سكنية. ما يمكن معه القول، إن 12 مليوناً أي نصف سكان البلاد قد فقدوا بيوتهم.
يحاول التلفزيون السوري دوماً، ولكن عبثاً، أن يوهم المشاهد أن البلاد تعيش حياة عادية. ولكن هذا ما تنقضه حتى الأرقام الرسمية. الإحصاءات تؤكد أن خسائر رأس المال المادي في القطاعات هي: 30 في المائة في البناء والإعمار و18 في المائة في الصناعة و9 في المائة لكل من التعدين والخدمات والمرافق العامة. أما باقي المائة بالمائة فيتوزع على التأمين والنقل والتجارة الداخلية والزراعة. كما ارتفعت معدلات البطالة من 15 في المائة عام 2011 إلى 48 في المائة عام 2014. ثم تابع مساره التصاعدي بعدها ليصل الى 80 في المائة عام 2016.
في العام 2010 كانت نسبة من يعيشون تحت خط الفقر 28 في المائة، وفي العام 2015 باتت 80 في المائة. المناطق الأكثر فقراً في الإحصاءات الرسمية السورية هي المناطق الريفية التي تعرضت لتدمير مضاعف. يصح ذلك على كل من الرقة وإدلب ودير الزور وحمص. والحصيلة هي تعمق حال الفقر بفعل ارتفاع معدلات البطالة وخسارة الممتلكات والأصول. أيضاً نصف عدد الأطفال السوريين، رغم جهود "يونيسيف" والدولة اللبنانية، هم خارج المدارس وهو مثال واضح. هنا نتحدث عن 350 ألفاً. أما من هم في مراحل تعليمية أعلى ففي غالبيتهم خارج مقاعد الدراسة جرّاء أوضاعهم النفسية واختلاف المناهج والاضطرار للعمل. والحصيلة هي ارتفاع نسبة الأمية بين السوريين مقيمين ولاجئين على حد سواء.
(أستاذ جامعي)
اقــرأ أيضاً
داعش ليست أقل عنفاً من السلطات السورية، وكذلك من القوات الكردية التي تقذف بالعرب والتركمان بعيداً عن المناطق التي تسيطر عليها. وقد سبق وقذف الصراع المحتدم بأقليات صغيرة تعد بمئات الألوف أو الملايين الى خارج البلاد (مسيحيون، آشوريون، أرمن، كلدان...) . والحصيلة أن سورية تغيرت وغيرت معها الناس من مواطنين إلى لاجئين أو نازحين وكذلك المنطقة المحيطة.
من يتنبه لمسار الحرب في سورية يلاحظ تكرار تبادل السيطرة على المدن والقرى بين مختلف الفرقاء المحليين والإقليميين والدوليين. والحصيلة هي مزيد من التدمير حتى أن بعض الإحصاءات (القديمة) تحدثت عن تدمير مليوني منزل ووحدة سكنية. ما يمكن معه القول، إن 12 مليوناً أي نصف سكان البلاد قد فقدوا بيوتهم.
يحاول التلفزيون السوري دوماً، ولكن عبثاً، أن يوهم المشاهد أن البلاد تعيش حياة عادية. ولكن هذا ما تنقضه حتى الأرقام الرسمية. الإحصاءات تؤكد أن خسائر رأس المال المادي في القطاعات هي: 30 في المائة في البناء والإعمار و18 في المائة في الصناعة و9 في المائة لكل من التعدين والخدمات والمرافق العامة. أما باقي المائة بالمائة فيتوزع على التأمين والنقل والتجارة الداخلية والزراعة. كما ارتفعت معدلات البطالة من 15 في المائة عام 2011 إلى 48 في المائة عام 2014. ثم تابع مساره التصاعدي بعدها ليصل الى 80 في المائة عام 2016.
في العام 2010 كانت نسبة من يعيشون تحت خط الفقر 28 في المائة، وفي العام 2015 باتت 80 في المائة. المناطق الأكثر فقراً في الإحصاءات الرسمية السورية هي المناطق الريفية التي تعرضت لتدمير مضاعف. يصح ذلك على كل من الرقة وإدلب ودير الزور وحمص. والحصيلة هي تعمق حال الفقر بفعل ارتفاع معدلات البطالة وخسارة الممتلكات والأصول. أيضاً نصف عدد الأطفال السوريين، رغم جهود "يونيسيف" والدولة اللبنانية، هم خارج المدارس وهو مثال واضح. هنا نتحدث عن 350 ألفاً. أما من هم في مراحل تعليمية أعلى ففي غالبيتهم خارج مقاعد الدراسة جرّاء أوضاعهم النفسية واختلاف المناهج والاضطرار للعمل. والحصيلة هي ارتفاع نسبة الأمية بين السوريين مقيمين ولاجئين على حد سواء.
(أستاذ جامعي)