وتعتمد قطر في غذاء سكانها اليومي على مواد قادمة من خارج البلاد، كثير منها من السعودية التي تتملك شبه جزيرة قطر معها فقط حدودا برية، وبالفعل توقف وصول الواردات من السعودية والإمارات وعدد آخر من الدول المشاركة في المقاطعة، لكن قطر أعلنت عن مخزون استراتيجي من الغذاء، وخطوط نقل جوية وبحرية لواردات غذائية بديلة من عدد من الدول، أبرزها تركيا.
وفي حين يعبر القطريون عن خيبة أمل كبيرة من قرارات قطع العلاقات التي سبقتها حملة إعلامية واسعة لتشويه الدوحة، بدأ كثيرون، دون صدور قرارات حكومية، بمقاطعة المنتجات المتوفرة في الأسواق الواردة قبل الأزمة من السعودية والإمارات والأردن ومصر.
ونشر العديد من القطريين خلال الأيام الأخيرة أسماء وصوراً للمنتجات القطرية، مطالبين مواطنيهم بشرائها كبديل لمنتجات البلاد التي قطعت علاقاتها، كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور توضح وصول منتجات غذائية لم يعرفها السوق القطري سابقا، وأغلبها من المنتجات التركية.
Twitter Post
|
وقال القطري، عواد الخالد، وهو صاحب مطعم في "سوق واقف" التراثي الشهير في الدوحة، إن عمله لم يتأثر بالأزمة بين دول الخليج. "قطر تملك اقتصادًا قويًا، وتحالفات جيدة، ومعظم من في السوق لديهم القناعة نفسها"، وتوقع أن "السعودية ومن معها لن يطيلوا فترة الأزمة، ولكن في حال عدم تراجعهم فلدى قطر خيارات أخرى كتركيا وإيران وروسيا" بحسب وكالة الأناضول.
وتابع الخالد "أكثر ما آلم قلبي وقلوب القطريين، أن هذه القطيعة وهذا الحصار وقطع العلاقات السياسية، تم في شهر رمضان من قبل دول عربية ومسلمة. يمكن أن تكون للدول رؤى سياسية مختلفة، لكن أن يفرض الحصار فهذا عمل مشين. وأنا على يقين أن ما اتخذ من قرارات أتى من المسؤولين وليس من الشعوب".
ويتفق المواطن راشد مع الخالد في أن الحصار "لم يؤثر على سير الحياة الطبيعية في قطر. انظروا إلى حيوية الشارع. هل هذا يشير إلى وجود أزمة في بلدنا. الأخبار التي تنشر عن قطر كاذبة؛ نحن في حال جيدة".
وتقول جميلة التميمي؛ وهي فلسطينية تعيش في قطر منذ 36 عاماً: "ذهبت اليوم إلى الماركت؛ كان كل شيء موجودًا؛ الأخبار تقول إن البضائع نفدت في قطر. الإعلام يكذب".
وقالت قريبتها، إيناس التميمي: "استغربنا هذه التصرفات ضد قطر؛ المعروفة بدعمها ومساعدتها للآخرين؛ فقطر لا تستحق ذلك منهم. أنا أؤمن بأن هذه الأزمة ستكون لها آثار إيجابية؛ فقد رأينا تدفق البضائع التركية إلى المتاجر. هذه الأزمة وفرت لدول أخرى خيارات وإمكانات تجارية".
Twitter Post
|