يتوقّع الأطباء أن يكون معدّل وفيات الرضّع في إنكلترا يمكن أن يكون أكثر من ضعفي معدل البلدان الغربية الأخرى في غضون ما يزيد عن عقد من الزمن. في وقت تسجّل بريطانيا أسوأ حالات الربو والوفاة بأمراض الجهاز التنفسي بين البلدان المماثلة.
ويحذّر تقرير صادر عن الكلية الملكية لطب الأطفال، من أنّ تراجع معدل وفيات الأطفال على مدى قرن من الزمن، يتأثّر بشكل معاكس اليوم، بعد ارتفاع معدل وفيات الرضع في العامين الأخيرين على التوالي، وهو تقرير قال الخبراء إنّه ينبغي أن يدق أجراس الإنذار في الحكومة، بحسب ما أوردت صحيفة "ذا تايمز" اليوم الاثنين.
ويساهم الفقر والبدانة وانخفاض معدلات الرضاعة الطبيعية بزيادة وفيات الأطفال ممّن هم دون العام الواحد من العمر. وتقول الكلية أيضًا إن حالات فشل خدمات الصحة الوطنية تؤدي إلى وفيات يمكن تفاديها للأطفال الأكبر سنًا.
يضيف التقرير الذي أصدرته الكلية اليوم، أنّ الشباب في إنكلترا أقل رضى عن حياتهم من المتوسط بالنسبة لدول الغرب، وإن مشاكل الصحة النفسية في طريقها إلى الزيادة بنسبة الثلثين بحلول عام 2030.
بدوره، قارن رئيس الكلية ومؤلف التقرير، راسل فينر، بيانات إنكلترا مع أرقام 15 دولة من دول الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى أستراليا وكندا والنرويج، وحذّر من أن بريطانيا ليست الأسوأ الآن فقط، وإنما هناك دول تتحسن في حين أن التقدم في إنكلترا توقف.
وفي عام 2016، توفي 1651 طفلاً لم يبلغوا عامهم الأول من العمر في إنكلترا وويلز، بزيادة قدرها 134 وفاة خلال عامين. ومعدل وفيات الرضع الآن يبلغ 3.8 لكل 1000 ولادة. وهذا أعلى بنسبة 30 في المائة من المعدل المتوسط في الغرب.
ويرى التقرير أنه إذا بقيت معدلات وفيات البريطانيين عند هذا المستوى واستمر التحسن في الدول الأخرى بالمعدل ذاته، ستزيد النسبة لتصل إلى 138 في المائة بحلول عام 2030. وإن تحسن البلدان الأخرى سيقابله ارتفاع معدل وفيات الرضع في بريطانيا بنسبة 80 في المائة.
ويتركز ارتفاع معدل وفيات الرضع في الأسر الأكثر فقرا، إذا تبلغ معدلات الوفيات بالفعل ضعفي النسبة لدى الأثرياء. وفي المجموعات المهنية في بريطانيا، تعتبر معدلات وفيات الرضع منخفضة مثل أفضل المعدلات في أوروبا.
وحذر البروفيسور فاينر قائلاً: "من المتوقع أن يزداد فقر الأطفال خلال العقد القادم، وهو الأمر الذي قد يجعل توقعاتنا أقل من التقديرات، إذا كانت صحيحة. إن الأطفال الذين يعيشون في الفقر هم أكثر عرضة للبدانة، ولديهم مشاكل في الصحة العقلية، كما يموتون في وقت مبكر".
وبعد أن أظهرت الأرقام الأسبوع الماضي أن السمنة عند الأطفال بمستوى قياسي، من المتوقّع أن ثلث الأولاد المحرومين سيكونون بدينين بحلول عام 2030، بزيادة بأقل من الربع عن الآن.
وفي السياق، قال غاري وانان، من الجمعية الطبية البريطانية: "بعد 100 عام من التراجع، كان الارتفاع في معدل وفيات الرضع في إنكلترا في السنوات الأخيرة أمرًا مثيرًا للاهتمام وعلامة واضحة على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة الآن. لم يعد بإمكاننا اعتبار أنفسنا أحد مقدمي خدمات الرعاية الصحية الرواد في أوروبا، ولا حتى في جميع أنحاء العالم، حين نتخلّف بشكل ملحوظ في توفير الخدمات للشباب".
وقالت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: "إن تحسين الصحة العقلية والبدنية للأطفال يمثل أولوية لهذه الحكومة، وهو محور خطتنا طويلة الأجل للهيئة الوطنية للصحة".