وجد باحثون بريطانيون أن الحمل بعد أقل من عام على الولادة يشكّل مخاطر على الأطفال والأمهات من جميع الأعمار، لكن المخاطر التي تتعرّض لها الأم ظهرت فقط لدى أولئك اللواتي تجاوزن الـ35 من العمر.
وقال مؤلفو الدراسة، من جامعة كولومبيا البريطانية ومدرسة الصحة العامة في جامعة هارفارد، إنّ النساء المسنّات غالباً ما يسعين إلى الحمل مرّة أخرى بسرعة بسبب انخفاض الخصوبة أو ارتفاع مخاطر التشوهات الوراثية لدى الأطفال كلّما كانت الأم أكبر سنّاً.
إلى ذلك، بدت المخاطر الصحية أكبر لدى النساء اللواتي تجاوزن الـ35 من العمر اللواتي حملن مجدداً بعد حوالي ستة أشهر من الولادة السابقة، وكان هناك 12 حالة وفاة أو مرض حاد لكل ألف حالة. بيد أنّ الانتظار 18 شهراً بين حالات الحمل قلّل من خطر الإصابة لتصبح 5 حالات لكل ألف حالة حمل.
أمّا النساء اللواتي تراوحت أعمارهن بين الـ20 والـ 30 عاماً فكانت هناك حالتان فقط لكل ألف حالة للأمّهات اللواتي انتظرن ستة أشهر، وثلاث حالات لكل ألف حالة بالنسبة للواتي انتظرن 18 شهراً. وقال الباحثون إنّها لا تمثّل زيادة كبيرة.
ووجدت الدراسة أيضاً، أنّ الحمل بعد ستة أشهر يزيد من الخطر لدى النساء من جميع الأعمار ولكن بشكل خاص بين الأمهات الشابات.
جاءت النتائج لدى الأمهات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و34 سنة وحملن بعد أقل من ستة أشهر من الولادة السابقة، لتسجّل 85 حالة ولادة قبل الأوان لكل ألف حالة. وانخفض هذا العدد إلى 37 حالة لكل ألف حالة حين كانت الفجوة مع الولادة السابقة 18 شهراً.
اعتمدت الدراسة على السجلات الصحية لحوالي 150 ألف حالة حمل في كندا، ونشرت يوم أمس في مجلة جاما الطبية "JAMA Imternal Medicine". وقالت ويندي نورمان الكاتبة والمستشارة الأسرية في جامعة كولومبيا البريطانية، إنّ الدراسة قدّمت دليلاً ممتازاً للأمّهات الأكبر سناً وتوجيهات للمباعدة بين فترات الحمل.
رغم عدم وجود أي توجيهات رسمية حول الفترة الأمثل للمباعدة بين فترات الحمل في المملكة المتحدة، بيد أنّ القابلات غالباً ما ينصحن النساء بترك فترات أطول.