طرحت المعلمة الفلسطينية، رجاء لحلوح، قضية حرمان ابنها الذي حصل على معدل عالٍ في الثانوية العامة لعام 2017 – 2018 من منحة دراسية عن طريق الإدارة العامة للشرطة الفلسطينية، لدراسة العلوم الشرطية والقانون، مع تعليل حرمانه من المنحة بسبب نتائج البحث الأمني.
تقول لحلوح، عبر مقطع فيديو نشرته على موقع "فيسبوك"، إن نجلها عرسان لحلوح تفوّق في الثانوية العامة، وحصل على معدل 98.3 في فرع العلوم الإنسانية، وكان طموحه دراسة العلوم الشرطية والقانون. وتقدم عقب ذلك للإدارة العامة للشرطة بطلب منحة لدراسة تخصص العلوم الشرطية، وكان اسمه الأول أو الثاني في المرشحين للمنحة، كونه متفوقاً في معدله.
وتوضح أن جواز السفر والأوراق كافة كانت جاهزة وقدمها للشرطة لاستكمال شروط المنحة، لكن في اللحظات الأخيرة، فوجئت العائلة برفض تسجيل عرسان، وبعد متابعة الأمر تبين أنه مرفوض بناء على البحث الأمني الذي تجريه الأجهزة الأمن الفلسطينية لكل متقدم لهذه المنحة.
وتساءلت لحلوح عبر مقطع الفيديو عن البحث الأمني وعلى أي أساس تم البحث، مشيرة إلى أن ابنها لم تكن لديه أية نشاطات، بل كان يعود من المدرسة إلى البيت، وكانت الدراسة هي كل اهتمامه للحصول على معدل يمكنه من تحصيل المنحة في الجامعة.
رجاء لحلوح، وهي معلمة فلسطينية، كانت تدرّس اللغة الإنكليزية، لكنها أحيلت للتقاعد القسري المبكر في مارس/ آذار من العام الجاري، وذلك بسبب نشاطها في حراك المعلمين الموحد عام 2016، الذي كان يطالب بحقوق مشروعة للمعلمين الفلسطينيين وتحسين ظروف معيشتهم.
وقالت لحلوح في حديث لـ"العربي الجديد": "إن العائلة بحثت واستفسرت من عدة جهات حول سبب الرفض المفاجئ هذا، كون الجهات الرسمية لا تعطي أية تفاصيل واضحة وصريحة حول السبب، لكن المقربين من العائلة، وبعد الاستفسارات، أكدوا أن السبب في الفصل هو نشاطي في حراك المعلمين".
وتضيف: "أنا كنت ناشطة في حراك المعلمين من بين آلاف المعلمين، وإذا كان هذا الحراك بنظر السلطة جريمة يعاقب عليها القانون، فأنا نلت عقابي بإحالتي للتقاعد القسري المبكر، وإذا كان الحرمان من المنحة نتيجة انتمائنا السياسي، وانتمائي أنا وزوجي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فالجبهة الشعبية جزء من منظمة التحرير، ولا يتحمل ابننا مسؤولية انتماءاتنا".
لم تنته المشكلة برفض عرسان من المنحة الدراسية في الخارج فحسب، فالعائلة تقبلت الرفض في البداية، وقررت ألا توقفه أمام هذه المنحة، فقدمت أوراقها لجامعة الاستقلال التابعة للسلطة في مدينة أريحا شرقي الضفة، على أن يدرس ما يطمح إليه فيها، وتم قبوله، وبدأ دوامه في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وتتابع: "بعد ثلاثة أسابيع تم استدعاء عرسان، وإبلاغه بأنه مفصول من جامعة الاستقلال لذات البحث الأمني، وهي بالطبع الأسباب التي أحالتني للتقاعد القسري، نتيجة النشاط في الحراك الموحد للمعلمين الفلسطينيين".
تبدي لحلول غضبها واستغرابها من أن يتحمل نجلها عرسان نتيجة نشاطها مع مئات المعلمين في الحراك الموحد، مشيرة إلى أنها عوقبت كون ما فعلته كان جريمة بعين السلطة، لكن أن يتحمل ابنها المتفوق في دراسته عبء هذا الحراك فهذا أمر غير طبيعي وغير مسموح به.
وتلفت لحلوح إلى أنه "بسبب هذا الرفض، أضاع ابنها عرسان فصلاً دراسياً، ويفكر بأية جامعة وأي تخصص سيلتحق".