يأمل العديد أن ينهوا دراستهم الجامعية في سن الـ22، ليصبح طموحهم الأكبر بعدها أن يكونوا محظوظين بما فيه الكفاية للحصول على وظيفة ثابتة، إلا أن الشاب الأميركي بيوش شريفاستافا كان مختلفًا.
بعد إنهاء دراسته الثانوية عام 2013، والتحاقه بجامعة أوهايو في الولايات المتحدة، شارك بيوش في تأسيس شركة Genetesis، مع زميليه فينيت إيراسالا وماني سيتين، حيث جمع بين الدراسة والعمل في سنته الجامعية الأولى، ليترك الكلية لاحقًا، ويتفرغ لمتابعة مشروعه الذي كان يحلم به.
بدأ الأصدقاء التفكير في كيفية تشخيص الأطباء لآلام الصدر في غرف الطوارئ باعتبارها أحد أبرز أسباب زيارة من تجاوزا الخامسة والأربعين للمستشفيات، إذ يمكن أن تكون أوجاعهم مؤشرًا على إصابتهم بمشكلة قاتلة في القلب، ما يدفعهم لإجراء اختبارات عديدة، مثل فحوص الدم، والأشعة السينية، واختبار الجهد.
وكشفت دراسة حديثة في مجلة JAMA Internal Medicine، أن إجراء الفحوصات القلبية المكثفة، قد يستغرق 28 ساعة، ويكلف كل مريض حوالي 1527 دولارا بشكل متوسط، في حين بلغت تكلفة معالجة آلام الصدر ما يقارب 7 مليارات دولار في المستشفيات الأميركية خلال عام 2015.
بحث شريفاستافا وأصدقاءه عن تقنية فحص أرخص ثمنًا، ولا تتطلب وقتًا طويلًا لتحديد المشكلة الصحية، وفقًا لموقع "سي إن إن".
ويؤكد الشاب أن جهاز الماسح الضوئي "فاراداي" المسجل باسم شركته، يلتقط صورًا ثلاثية الأبعاد للصدر تساعد الأطباء على اكتشاف المشكلة الصحية الحقيقية بشكل أسرع وأدق، وأكثر راحة للمريض، ويستخدم فيه الذكاء الصناعي الذي ينشئ آلاف الخرائط ثلاثية الأبعاد لقلب المريض، ليكشف للأطباء المسبب الأساسي لآلام الصدر، ولا تستغرق عملية الفحص والتشخيص في هذه الحالة أكثر من 4 ساعات فقط، بتكلفة قليلة مقارنة بالفحوص الأخرى، في حين يكلف اختبار الجهد القلبي مثلًا حوالي 500 إلى 2000 دولار، ويجبر المرضى على حجز غرفة في المستشفى بتكلفة تقارب 2000 دولار.
Facebook Post |
وتعتبر تقنية شريفاستافا سهلة التطبيق، ولا تحتاج حتى وخزة إبرة، "توضع المستشعرات فوق الصدر مباشرة، وتلتقط صورًا عالية الجودة من دون تعرض المريض لأي نوع من الإشعاع. كان المريض يضطر سابقًا لخلع قميصه لتضع الممرضة على صدره مادة لزجة، وفوقها الأقطاب، إلا أن الجهاز الجديد سيجعل هذه الخطوات غير ضرورية، ولن يتطلب الفحص به أكثر من 90 ثانية".
ويعتمد نظام الخوارزميات في التقنية الجديدة على تحليل البيانات المغناطيسية في خرائط القلب، مشيرًا إلى مكان وجود المشاكل الصحية، مثل أمراض الشريان التاجي، نقص التروية، أو نقص تدفق الدم الذي يسبب انسداد الشرايين في الكثير من الأحيان.
وأكد شريفاستافا أن الفحص بجهازه لا يتطلب إخضاع المريض للإجهاد أو النظائر المشعة، على عكس الاختبارات الأخرى التي تتطلب أن يركض المريض على جهاز المشي، أو يحقن بنظائر مشعة في دمه.
واختبر شريفاستافا جهازه في دراسة أولية شملت 28 مريضًا عام 2016، ثم عرض النتائج في جلسات علمية في الجمعية الأميركية للقلب، ليبدأ بعدها دراسة أكبر في مستشفى سان جون، والمركز الطبي في ديترويت.
وأكدت الدكتورة مرغريتا بينا، الباحثة وطبيبة الطوارئ في مستشفى سان جون، أنها تتوقع نجاح الجهاز في الدراسة التجريبية، ليختبر لاحقًا في العديد من المراكز الطبية، قبل أن يحصل على موافقة الهيئة العامة للغذاء والدواء، ويصبح متاحًا للاستخدام السريري.
وحذر الدكتور إليوت إنتمان، العميد المساعد في كلية الطب في جامعة هارفارد، ورئيس جمعية القلب الأميركية سابقًا، من الاعتقاد الخاطئ في أن تقنية واحدة يمكنها إحداث ثورة في اختبارات تقييم آلام الصدر، على الرغم من أن نتائج تقنية شريفاستافا تبدو واعدة، وشدد على أهمية التحدث مع المرضى وتطوير اختبارات الدم، في حين يعتقد شريفاستافا وفريقه أنهم قادرون على تغيير الوضع الراهن، وأنهم في طريقهم لذلك، على الرغم من صعوبة الأمر.
ويذكر أن جمعية Kairos التي تعنى برواد الأعمال الشباب في جميع أنحاء العالم، كرمت شركة Genetesis عام 2017، معتبرة إياها واحدة من أفضل 50 شركة في العالم، أسسها شخص يقل عمره عن 26 عامًا.
(العربي الجديد)