افتتاح مكتبة قطر الوطنية رسمياً مع كتابها المليون

يُحتفل في العاصمة القطرية الدوحة غدًا الإثنين، بالافتتاح الرسمي لمكتبة قطر الوطنية، ويوضع الكتاب رقم مليون على أرفف المكتبة التي تبلغ سعتها الإجمالية مليوناً و200 ألف كتاب.

ويتميز المبنى الجديد، الذي صمّمه المهندس المعماري الهولندي الشهير رِم كولهاس، بأنه مجهز لكافة الزوار بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة. ويحتوي عدداً من الابتكارات التكنولوجية مثل نظام فرز الكتب الآلي، وشاشات الوسائط التفاعلية، ومحطات الاستعارة والإعادة التلقائية، التي تمكن أعضاء المكتبة من استعارة الكتب وإرجاعها بسهولة ويسر.

وتنظم المكتبة لاحتفال افتتاحها الرسمي، باقة متنوعة من الفعاليات العامة على مدار أسبوعين، تتضمن محاضرات وندوات نقاشية ومعارض وورشاً تثقيفية وتدريبية، بهدف إبراز الدور القيادي للمكتبة في نشر المعرفة، والحفاظ على التاريخ والتراث في دولة قطر ومنطقة الخليج العربي وما حولها.

تبدأ الفعاليات بعد غد الثلاثاء، بالمعرض الألماني القطري، الذي يسلط الضوء على تاريخ الحكايات الشعبية والقصص العربية والألمانية، وكيف تأثرت بعضها ببعض. ويُقدِّم المعرض بعض الأنماط الحديثة لسرد القصص في قطر وألمانيا، وبعض القصص الألمانية والقطرية المعاصرة التي استلهمت مضمونها من حكايات "ألف ليلة وليلة" ومن قصص الأخوين "غريم" الخيالية.

ويفتَح المعرض الأول للمكتبة التراثية أبوابه، في اليوم نفسه (الثلاثاء) ليطلع جمهور المكتبة على مجموعة واسعة من المقتنيات التي توضح انتشار العلوم والمعرفة خلال الحقب المختلفة من التاريخ الإسلامي، وتوثق التفاعل بين العرب والغرب على مر القرون. ويحتوي المعرض كُتباً ومخطوطات تراثية وصوراً وخرائط تاريخية ومجسمات قديمة للكرة الأرضية، وغيرها من المواد التي تحكي مقتطفات من تاريخ دولة قطر وتاريخ العلوم العربية الإسلامية والأدب العربي وكتابات الرحالة الذين زاروا المنطقة، وغيرها من الموضوعات.


ومساء الثلاثاء، تستضيف المكتبة نخبة من الصحافيين وخبراء المكتبات والأكاديميين في الندوة النقاشية الأولى بعنوان "الحقيقة تُهمُّنا جميعًا: عصر الأخبار المُزيَّفة"، تعرض أساليب استخدام الأخبار المُزيَّفة في المشهد السياسي الراهن لتحقيق أهداف سياسية، وما يمكن فعله إزاء ذلك.

وضمن فعاليات الاحتفال بالافتتاح الرسمي، تُطْلِق مكتبة قطر "نادي الكتاب للمكفوفين"، وهو مشروع فريد من نوعه يتيح للمكفوفين فرصاً متكافئة في استخدام خدمات المكتبة والاطلاع على مصادرها المعرفية.


وفي 18 إبريل/ نيسان الجاري، وبالتزامن مع افتتاح المعرض الرقمي الأول لمكتبة قطر الوطنية، يُلقي ديفيد ماكاندليس، الصحافي ومهندس البيانات المتخصص في عرض المعلومات، محاضرة بعنوان "جمال المعلومات: جولة في بيانات الكون".

وعن أهمية هذه الفعاليات، علقت المديرة التنفيذية لمكتبة قطر الوطنية سهير وسطاوي، بقولها "من أهم أهدافنا في المكتبة مساعدة أفراد المجتمع على صقل مهارات التفكير النقدي في البحث عن المعلومات التي يحتاجونها والاستفادة المثلى منها".



ويلقي الباحث المشارك في مشروع المركبة الفضائية "روزيتا" بوكالة ناسا الأميركية، عصام حجي، محاضرة عامة، في 19 إبريل/ نيسان، يتحدث فيها عن القوى الطبيعية التي تحدّد معالم البيئة في قطر، ودورها المهم في تشكيل الحياة فيها ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. وفي مساء اليوم نفسه، تُقدم أوركسترا قطر الفلهارمونية، مجموعة من المعزوفات الموسيقية ضمن سلسلة حفلاتها الدورية بعنوان "الفلهارمونية في المكتبة".

وخلال الفترة من 22 إلى 25 إبريل/ نيسان، تُعقد فعاليات "أسبوع العمارة التقليدية في الخليج"، بمشاركة نخبة من خبراء ومهندسي العمارة من قطر ودول المنطقة والعالم، ويهدف لمناقشة قضايا العمارة في الخليج العربي وملامحها التقليدية والتعرف إلى سماتها ومراحل تطورها وتأثيرها.

يذكر أن المكتبة استقبلت منذ الافتتاح التجريبي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نحو 161 ألف زائر، وسجلت أكثر من 51 ألف عضو جديد، وتجاوز عدد الكتب المستعارة 300 ألف كتاب، منها 185 ألفا و536 كتاباً من مجموعة الأطفال واليافعين و115 ألفاً و278 كتاباً من المجموعة الرئيسية، ما مكّنها أن تصبح خلال الأشهر الستة الماضية مقصدا لجميع أفراد المجتمع.