كانت الحُجّة الرائجة أن محمد مرسي ضد هويّة البلاد، وأنه سيزيد من تردي الأوضاع السيئة، وأن إزالته عن رأس السلطة ضرورة حتى لا يتضرر الوطن.
تم ترويج تلك الشعارات بقوة تحقيقاً للمثل الشعبي المصري "الزّنّ على الودان أقوى من السحر". كان الآلاف مدفوعين بمصالحهم الضيقة، ورؤيتهم القاصرة، بينما كان رجال النظام القديم، الذي لم يسقط يوماً، يدعمون إسقاط الحاكم رغبة في استعادة دولتهم التي تزلزلت أركانها بعض الشيء في 2011.
خرج مئات الآلاف إلى الشوارع مطالبين بإسقاط الرئيس، آلاف من هؤلاء قرروا التخلي عن إجازاتهم السنوية في سواحل مصر، أو خارج البلاد، للمشاركة في إسقاطه. رغم أن هؤلاء أنفسهم كانوا ضد إسقاط من سبقه وهاجموا من طالبوا بسقوطه.
سقط النظام، وفرح من أسقطوه، غنوا ورقصوا، بعضهم لم يكن يدرك مدى فداحة ما فعله بنفسه وببلاده، وبعضهم خدع نفسه أن العسكريين الذين سيطروا على السلطة بعد الإطاحة بالرئيس المدني المنتخب، سيحققون الديمقراطية، أو يعيدون الطابع المدني إلى السلطة، هذا الطابع الذي يعد النتيجة الإيجابية الوحيدة لثورة أطاحت بالجنرال حسني مبارك ونظامه، أو هكذا كنا نعتقد.
بعضهم كان يرغب في تجربة أن يكون ثائراً بعدما أُلصق به وصف "الفلول"، أو "حزب الكنبة"، حتى لو كان ذلك بالمشاركة في ثورة مضادة، وآخرون كان كل همهم إسقاط ثورة يناير، ومعاقبة من شاركوا فيها، وكان هذا مدعوماً بوضوح من الجيش والشرطة. تعددت الأغراض والأهداف، لكنها اتفقت على إسقاط الرئيس محمد مرسي، وهو نفسه ترك الثورة المضادة تشتعل تحت قدميه دون أن يفعل شيئاً لمقاومتها أو تحجيمها.
مرت الشهور والسنون، واختفت شعارات يناير تماماً، ثم اختفت سريعاً شعارات يونيو 2013، فخارطة الطريق المزعومة التي أعلنها الجنرال في بيان الانقلاب، لم يتحقق منها شيء، ولا يحتاج المرء عيناً فاحصة لكشف أن الأوضاع باتت أكثر سوءاً على كل المستويات، فلا الأسعار انخفضت، ولا مستوى المعيشة تحسن، ولا مصر أصبحت "أدّ الدنيا"، بل ظهرت شعارات جديدة منها "شبه دولة" بعدما كانت "أم الدنيا"، و"انتو مش عارفين إننا فقراء أوي"، و"يعمل ايه التعليم في وطن ضايع".
اقــرأ أيضاً
حتى شعارات نخبة الانقلاب نفسها اختفت، وباتت الحريات وتعدد الآراء من الماضي، ومن يخرج إلى الشارع معترضاً يعتقل، وربما يقتل، ومن يكتب أو يعرض رأياً مخالفاً يعاقب، حتى إن التظاهر الذي أسقط مبارك، ثم طارد الجنرال حسين طنطاوي وصولاً إلى عزل مرسي، بات جريمة.
الأهم أنه لم يعد يجرؤ أحد على التبجح بأن مصر الآن أفضل مما كانت عليه في 2013.
تم ترويج تلك الشعارات بقوة تحقيقاً للمثل الشعبي المصري "الزّنّ على الودان أقوى من السحر". كان الآلاف مدفوعين بمصالحهم الضيقة، ورؤيتهم القاصرة، بينما كان رجال النظام القديم، الذي لم يسقط يوماً، يدعمون إسقاط الحاكم رغبة في استعادة دولتهم التي تزلزلت أركانها بعض الشيء في 2011.
خرج مئات الآلاف إلى الشوارع مطالبين بإسقاط الرئيس، آلاف من هؤلاء قرروا التخلي عن إجازاتهم السنوية في سواحل مصر، أو خارج البلاد، للمشاركة في إسقاطه. رغم أن هؤلاء أنفسهم كانوا ضد إسقاط من سبقه وهاجموا من طالبوا بسقوطه.
سقط النظام، وفرح من أسقطوه، غنوا ورقصوا، بعضهم لم يكن يدرك مدى فداحة ما فعله بنفسه وببلاده، وبعضهم خدع نفسه أن العسكريين الذين سيطروا على السلطة بعد الإطاحة بالرئيس المدني المنتخب، سيحققون الديمقراطية، أو يعيدون الطابع المدني إلى السلطة، هذا الطابع الذي يعد النتيجة الإيجابية الوحيدة لثورة أطاحت بالجنرال حسني مبارك ونظامه، أو هكذا كنا نعتقد.
بعضهم كان يرغب في تجربة أن يكون ثائراً بعدما أُلصق به وصف "الفلول"، أو "حزب الكنبة"، حتى لو كان ذلك بالمشاركة في ثورة مضادة، وآخرون كان كل همهم إسقاط ثورة يناير، ومعاقبة من شاركوا فيها، وكان هذا مدعوماً بوضوح من الجيش والشرطة. تعددت الأغراض والأهداف، لكنها اتفقت على إسقاط الرئيس محمد مرسي، وهو نفسه ترك الثورة المضادة تشتعل تحت قدميه دون أن يفعل شيئاً لمقاومتها أو تحجيمها.
مرت الشهور والسنون، واختفت شعارات يناير تماماً، ثم اختفت سريعاً شعارات يونيو 2013، فخارطة الطريق المزعومة التي أعلنها الجنرال في بيان الانقلاب، لم يتحقق منها شيء، ولا يحتاج المرء عيناً فاحصة لكشف أن الأوضاع باتت أكثر سوءاً على كل المستويات، فلا الأسعار انخفضت، ولا مستوى المعيشة تحسن، ولا مصر أصبحت "أدّ الدنيا"، بل ظهرت شعارات جديدة منها "شبه دولة" بعدما كانت "أم الدنيا"، و"انتو مش عارفين إننا فقراء أوي"، و"يعمل ايه التعليم في وطن ضايع".
حتى شعارات نخبة الانقلاب نفسها اختفت، وباتت الحريات وتعدد الآراء من الماضي، ومن يخرج إلى الشارع معترضاً يعتقل، وربما يقتل، ومن يكتب أو يعرض رأياً مخالفاً يعاقب، حتى إن التظاهر الذي أسقط مبارك، ثم طارد الجنرال حسين طنطاوي وصولاً إلى عزل مرسي، بات جريمة.
الأهم أنه لم يعد يجرؤ أحد على التبجح بأن مصر الآن أفضل مما كانت عليه في 2013.