لا يحصل السوريون المقيمون في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بريف اللاذقية على الساحل السوري، على الخدمات الطبية اللازمة للمرضى، ما يضطرهم إلى التوجه إلى المنشآت الطبية في إدلب شمالاً، أو السفر إلى تركيا، لكن تكاليف الانتقال والسفر باهظة مقارنة بدخولهم المحدودة.
يقول أبو عبد الله هيوش، من ريف اللاذقية، لـ"العربي الجديد": "أعاني من أمراض القلب وتعاني زوجتي من مرض السكري، وهناك أدوية يجب أن نتناولها يوميا، لكن تأمين الدواء صعب، وفي كثير من الأحيان لا يكون متاحا في المشفى أو المركز الطبي، وشراء الأدوية من الصيدليات الخاصة مكلف بالنسبة لنا، بينما نحن بالكاد نوفر المال لطعامنا اليومي".
ويضيف: "أضطر للذهاب إلى المشافي أو المراكز الطبية في إدلب، وخاصة في جسر الشغور، رغم معاناة الطريق والتكلفة، لكن لا بديل أمامي، وعقب الهجمة الأخيرة على ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، أصبح الحصول على الدواء مهمة شبه مستحيلة في إدلب".
بدوره، يقول النازح محمد الحسن، المقيم في أحد مخيمات ريف اللاذقية، لـ"العربي الجديد": "والدي تعرض إلى جلطة دماغية قبل أيام، والحمد الله أنها لم تكن شديدة، لكنه بحاجة إلى صورة شعاعية، وهي خدمة غير متوفرة في المنطقة، ويجب أن أذهب به إلى إدلب، لكن المشكلة أن وضعنا المادي سيئ للغاية، والنقل مكلف جدا".
ويتساءل الحسن: "لماذا لا تتوفر هذه الأجهزة في المنشآت الطبية في المنطقة، وخاصة أن هناك مشافي ومراكز طبية عدة؟ أطالب المنظمات الإنسانية بالمساعدة في تأمين الدواء والأجهزة الطبية، أو وسائل نقل المرضى إلى مشافي إدلب، فغالبية الناس ليست لديها القدرة على تحمل التكاليف المادية".
من جانبه، يؤكد مدير مديرية الصحة في الساحل، خليل أغا، لـ"العربي الجديد"، أن واقع الرعاية الصحية، وخصوصا رعاية النساء والأطفال والحوامل، سيئ في المراكز الصحية، والخدمات الطبية بكافة أنواعها تراجعت، كما أن الوضع في المخيمات أكثر سوءا، ومعظم سكان المخيمات أوضاعهم الاقتصادية متدهورة، والناس تعاني بشدة من جراء عدم إمكانية شراء الدواء أو إجراء صورة شعاعية، خاصة إذا تطلب الأمر الانتقال إلى أماكن بعيدة تتطلب مصاريف".
ويوضح أن "المعاناة زادت بسبب ضعف الدعم من معظم المنظمات، وخاصة أدوية الأمراض المزمنة، وأدوية الأطفال والأمصال، فمعظم المنظمات خفضت الدعم بداية العام الحالي، وغالبية الكوادر الطبية تعمل متطوعة. المنشآت الطبية في المنطقة تخدم نحو 100 ألف شخص، وخلال الشهر الماضي كان عدد المراجعين لدى مشفى الساحل التخصصي أكثر من 7 آلاف مراجع، وأكثر من خمسة آلاف في مشفى النسائية والأطفال، وكثير من الحالات الخطرة يتم تحويلها إلى تركيا أو إلى إدلب، ولكن تكاليف النقل باهظة".