لم يشفع تفوق طلاب سوريين بالمدارس التركية لهم في أن يلقوا الترحيب من بعض الأتراك، ولم يزل بعضهم يعاني من العزلة داخل المدارس بشكل يؤثر على إتقانهم للغة وأنماط الحديث والعادات، ويأمل البعض أن يقلل قرار إلغاء الصفوف الخاصة بالسوريين من تلك الفجوة بين الطلاب الأتراك والسوريين.
ولا ينكر وزير التربية التركي، ضياء سيلجوك، وجود "صعوبات في تكيف الطلاب الأجانب مع النظام التعليمي التركي بسبب حاجز اللغة"، مشدداً على ضرورة فتح فصول الاندماج بمراكز التعليم المؤقتة من أجل زيادة امتثال هؤلاء الطلاب لنظام التعليم التركي.
وأشار سيلجوك في تصريحات لصحيفة "حرييت" التركية اليوم الثلاثاء، إلى أن "هذه الفصول أنشئت من أجل زيادة امتثال الطلاب السوريين الذين يعيشون في تركيا منذ 8 سنوات. يجب أن تكون الفصول قادرة على تلبية الاحتياجات التعليمية للطلاب الأجانب في تركيا، في ظل الهجرة المكثفة منذ 2011".
وحسب موقع وزارة التربية التركية، فإن مشروع "دمج الأطفال السوريين في نظام التعليم التركي"، استطاع تأمين التعليم لـ84 في المائة منهم، والبالغ عددهم 608 آلاف طالب سوري، من أصل 976 ألف سوري في سن التعليم داخل تركيا.
وقال المشرف على تأسيس رابطة المعلمين السوريين بتركيا، جلال ديمير، إن "وزارة التربية التركية ضد الصفوف الخاصة للسوريين لأنها لا تساعد على الاندماج، ولذا قررت إغلاق المدارس المؤقتة للسوريين، وليس من المعقول أن تعود وزارة التربية وتفتح صفوفا خاصة للسوريين".
وأضاف ديمير لـ"العربي الجديد"، أنه "يوجد صفوف خاصة لتعليم الطلاب السوريين اللغة التركية بهدف تطوير مهاراتهم اللغوية، وخاصة في ما يتعلق بأنماط الكلام. الاندماج ليس أمرا سهلا، ويحتاج إلى سنين طويلة لأن المجتمع التركي بشكل عام منغلق، ليس تجاه غير الأتراك فقط، بل تجاه أهل القرى التركية الذين يأتون إلى إسطنبول، والذين يعانون من عدم تقبل المجتمع لهم أيضا".
بدورها، تشير المعلمة السورية منار يوسف عبود، إلى أنه "تم فتح صفوف للطلاب السوريين بهدف تجاوز ضعف اللغة التركية، لكن ذلك زادهم ضعفاً بتلك اللغة، وكرس العزلة وعدم الاندماج"، وأضافت لـ"العربي الجديد"، أنه "تقرر إلغاء مراكز التعليم المؤقتة، ولم يبق سوى مركزين في إسطنبول لطلاب الثانوي، وإن كان الوزير التركي يقصد فتح شعب لتقوية الطلاب، فهي موجودة منذ عامين، ولكن الخطأ يتمثل في فصل السوريين، فالطلاب الأتراك قليلا ما يتقبلون السوريين".
وأوضحت المعلمة السورية أن "بعض المدارس التركية تعتمد حصص تقوية في اللغة، قبل إعادة الطالب إلى الصف مع أقرانه الأتراك، مثلما يحدث في مدرسة (نينا هاتون) بمنطقة توب كابيه في إسطنبول، في حين تم وضع سوريين آخرين بصفوف مستقلة تزيد من صعوبة تعلم اللغة والاندماج، كما يحدث بمدرسة (إمام خطيب) في منطقة الفاتح".
وتقدم تركيا التعليم خارج مراكز التعليم المؤقتة التابعة لوزارة التربية عبر 14 ألفًا و742 مدرسة، لحوالي 366 ألفًا و457 طفلًا سوريًا وعراقيًا، كما أن هناك 338 مركزًا تعليميًا مؤقتًا في 22 مقاطعة تركية، يتلقى فيها نحو 229 ألفًا و445 طالبًا سوريًا تدريبًا على المناهج الدراسية التركية، ويبلغ عدد السوريين في مؤسسات التعليم المفتوح تسعة آلاف و634 طالبًا.