وجد باحثون في بريطانيا أنّه يجب إجراء فحوص سرطان الثدي لما يقارب 86 ألف امرأة سنوياً، ممّن لديهن تاريخ عائلي مع هذا المرض، مع بلوغهن الثلاثينيات من العمر، واعتبروا أنّ هذه الدراسة قد تساهم في تغيير سياسة تصوير الأشعة للثدي المتبعة في مراكز الصحة الوطنية البريطانية.
واكتشف فريق من الباحثين في جامعة مانشستر، أنّ هذا النوع من السرطان تم اكتشافه لدى الفئات العمرية الأصغر من تلك التي يغطيها فحص خدمات الصحة الوطنية الحالي، والذي غالبا ما يبدأ في سن الأربعين بالنسبة للنساء المعروف أنّهن معرّضات للخطر.
لذلك تقترح الدراسة الجديدة، التي تموّلها منظمة "سرطان الثدي الآن" (BCN) الخيرية، أنه ينبغي توسيع الفحص ليشمل النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 35 و39 عاماً، مع تاريخ عائلي سجلت فيه إصابات بالمرض، في الفترة التي قد تكون الأورام صغيرة وقبل أن ينتشر السرطان.
وفي السياق، قالت ديليث مورغان، الرئيسة التنفيذية لمنظمة "سرطان الثدي الآن": "يمكن لتلك الإجراءات أن تشكل اختراقا هائلا. نحن نعتقد أن هذه النتائج يمكن أن تكون متغيرة من الناحية العملية، ونحثّ على مراجعة الحكومة المقبلة برامج الفحص في خدمات الصحة الوطنية، لتحديد ما هي الأدلة الإضافية الواجب التركيز عليها في فحص النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 35 و39 ويهددهن خطر الإصابة بسرطان الثدي"، بحسب ما أوردت صحيفة "ذا إندبندنت".
وطبّقت هذه الدراسة في 34 مركزًا للفحص في المملكة المتحدة، وتبيّن أن تصوير الثدي بالأشعة السينية سنويًا للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 35 و39 عامًا، يكشف عن الأورام الأصغر حجمًا، مقارنةً بمجموعة من النساء اللواتي لم يتم فحصهن سوى في مرحلة عمرية لاحقة.
كما وجد الخبراء الذين فحصوا بيانات 2889 امرأة، في الفترة الممتدة من 2006 إلى 2015، أن الفحص المبكر يعني أن الأورام أقل عرضة للانتشار في العقد الليمفاوية، وهي علامة على انتشار السرطان في جميع أنحاء الجسم لاحقاً. ومع تاريخ أسرة تحمل سرطان الثدي، يزداد خطر الإصابة بالمرض بشكل معتدل أو عال لدى جميع النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 35 و39 عاماً. وفي المجموع، تم الكشف عن 50 حالة سرطان ثدي وكان 35 منها من النوع الذي يجتاح الجسم.
ومن بين الأورام الـ35، كشف الفحص أن 80 في المائة منها كان حجم الورم 2 سم أو أصغر، ولم ينتشر سوى 20 في المائة منها إلى العقد الليمفاوية. وقارنت التجربة النتائج مع مجموعة من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 35 و39 عاما، اللاتي تعرّضن لمخاطر متزايدة ولكن لم يخضعن للفحص. في هذه المجموعة، تم اكتشاف 45 في المائة فقط من السرطانات حين كانت صغيرة الحجم، مقابل أعداد أكبر من النساء اللواتي انتشرت الأورام لديهن إلى العقد الليمفاوية.
ولفت الباحثون إلى أنّ الفحص السنوي في سن 35 إلى 39 قد يفيد ما يقارب 86 ألف امرأة في المملكة المتحدة. بينما توصي خدمات الصحة الوطنية حالياً، بإجراء فحوصات سنوية للنساء اللواتي يتعرضن لخطر الإصابة بالمرض بدرجة متوسطة أو عالية ممن تتراوح أعمارهن بين 40 و49 عاماً.