ترتفع نسبة قطع أشجار الغابات بصورة غير مشروعة على نطاق واسع. ورصدت الوزارة المحليّة للموارد الطبيعية في إقليم زابايكاليه الواقع شرق سيبيريا وحده، أكثر من 3300 قطع غير مصرح به خلال الفترة ما بين عامي 2016 و2018. وبحسب بيانات الوزارة، فإن حجم إنتاج الخشب بصورة غير مشروعة، ازداد بمقدار الضعفين تقريباً، أي من 27.7 ألف متر مكعب عام 2016 إلى 52.6 ألفاً عام 2018.
لعلّ هذا الواقع دفع المعنيين بشؤون البيئة إلى دق ناقوس الخطر، في وقت أطلق ناشطون مبادرات لوضع حد لهذه الظاهرة التي باتت تهدد بيئة سيبيريا والشرق الأقصى الروسي وعموم البلاد.
في هذا الإطار، تشير منسقة حركة "لنحمِ غابات تومسك" يوليا بوبوفا، إلى أن قطع الأشجار بات كارثياً، محذرة من أن مقاطعتها تومسك الواقعة في سيبيريا، قد تصبح بلا غابات بعد خمس سنوات في حال استمر القطع بالمعدلات الحالية.
اقــرأ أيضاً
وتقول بوبوفا لـ "العربي الجديد": "في إقليم بريموريه، قطعت 95 في المائة من الغابات المستخدمة لأغراض تجارية. الوضع في مقاطعتنا أفضل، لكنها ستصبح أيضاً بلا غابات بعد خمس سنوات إذا استمر القطع بالوتيرة نفسها".
وفي نهاية العام الماضي، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قانوناً يقضي بفرض قيود على قطع الغابات، وينظم وضع الغابات المحمية التي يحظر فيها قطع الأشجار حظراً كاملاً، على أن يدخل القانون حيز التنفيذ ابتداءً من 1 يوليو/ تموز المقبل. وتوضح بوبوفا أن القانون الجديد لن يساعد كثيراً لاحتوائه على العديد من الثغرات، لافتة إلى أن الحدّ من ظاهرة قطع الغابات يتطلب نهجاً شاملاً. وتلخّص أبرز مطالب حركتها قائلة: "تنصّ المادّة التاسعة من الدستور الروسي على أن الموارد الطبيعية هي أساس الحياة ونشاط الشعوب المقيمة على تلك الأراضي. لذلك، نطالب بإجراء نقاشات مجتمعية بمشاركة كافة الأطراف المعنية، وإخطار السكان عند تأجير أو بيع الغابات".
تضيف: "كما نطالب بمنع الأشخاص الاعتباريين والطبيعيين الأجانب، من إنتاج وتصدير أو أي استغلال آخر للموارد الطبيعية في مقاطعة تومسك".
وتضم مجموعة حركة "لنحمِ غابات تومسك" على شبكة "فكونتاكتي" الروسية للتواصل الاجتماعي، أكثر من ألفي مستخدم يشاركون بعضهم بعضاً أنباء المبادرات والإجراءات، مثل جمع التوقيعات للحدّ من ظاهرة قطع الغابات.
ومن مؤشرات تفاقم مشكلة قطع الغابات في روسيا، طرح هذه المسألة في اجتماع لمجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي في وقت سابق من يناير/ كانون الثاني الجاري، حين وجهت رئيسته فالينتينا ماتفيينكو، انتقادات إلى قيادة الوكالة الفدرالية للغابات "روس ليس خوز"، لعجزها عن حل مشكلة قطع الغابات بصورة غير مشروعة.
وأظهرت بيانات حديثة أوردها "معهد الموارد العالمية" ومعهد "ماريلاند"، بالتعاون مع شركة "غوغل" من خلال تحليل صور ملتقطة عبر الأقمار الصناعية، أن روسيا تأتي في مقدمة الدول الأكثر عرضة لظاهرة إزالة الغابات، تليها كندا. وتبلغ حصة هذين البلدين مجتمعين، في تراجع مساحة الغابات على مستوى العالم، 34 في المائة.
لا يقتصر قطع الغابات وغيرها من المشاكل البيئية على روسيا وحدها، بل بات من القضايا العالمية المهدّدة لمستقبل البشرية، شأنها في ذلك شأن الاحتباس الحراري. لعلّ هذا ما دفع العديد من المنظمات المعنية بحماية البيئة والمشاهير والشخصيات العامّة لاعتماد "تحدّي العشر سنوات"، الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، للفت الأنظار إلى التحولات الخطيرة التي شهدها كوكبنا خلال عقد مضى.
اقــرأ أيضاً
ومن بين هؤلاء، مؤسسة الفنان العالمي ليوناردو ديكابريو، التي شاركت صورتين لولاية روندونيا في البرازيل، التي كانت تحتضن سابقاً أكثر من 200 ألف كيلومتر مربع من الغابات، قبل أن تصبح واحدة من أكثر المناطق عرضة لإزالة الغابات في محيط نهر أمازون.
بدورها، سلطت عارضة الأزياء البرازيلية جيزيل بيوندشين، عبر حسابها على "إنستغرام" الضوء على مبادرتها هي وعائلتها، لزرع أكثر من 40 ألف شجرة في إطار مشروع "أغوا ليمبا" في بلاها، وخلق ممر بيئي لاستعادة الحياة البرية وتحسين جودة المياه للأجيال المقبلة.
وتكمن أهمية الغابات في تحقيق التوازن البيئي على الأرض. وتشير بعض التقديرات إلى أن حصة قطع الغابات في انتشار غازات الدفيئة والاحتباس الحراري تبلغ نحو 20 في المائة.
لعلّ هذا الواقع دفع المعنيين بشؤون البيئة إلى دق ناقوس الخطر، في وقت أطلق ناشطون مبادرات لوضع حد لهذه الظاهرة التي باتت تهدد بيئة سيبيريا والشرق الأقصى الروسي وعموم البلاد.
في هذا الإطار، تشير منسقة حركة "لنحمِ غابات تومسك" يوليا بوبوفا، إلى أن قطع الأشجار بات كارثياً، محذرة من أن مقاطعتها تومسك الواقعة في سيبيريا، قد تصبح بلا غابات بعد خمس سنوات في حال استمر القطع بالمعدلات الحالية.
وتقول بوبوفا لـ "العربي الجديد": "في إقليم بريموريه، قطعت 95 في المائة من الغابات المستخدمة لأغراض تجارية. الوضع في مقاطعتنا أفضل، لكنها ستصبح أيضاً بلا غابات بعد خمس سنوات إذا استمر القطع بالوتيرة نفسها".
وفي نهاية العام الماضي، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قانوناً يقضي بفرض قيود على قطع الغابات، وينظم وضع الغابات المحمية التي يحظر فيها قطع الأشجار حظراً كاملاً، على أن يدخل القانون حيز التنفيذ ابتداءً من 1 يوليو/ تموز المقبل. وتوضح بوبوفا أن القانون الجديد لن يساعد كثيراً لاحتوائه على العديد من الثغرات، لافتة إلى أن الحدّ من ظاهرة قطع الغابات يتطلب نهجاً شاملاً. وتلخّص أبرز مطالب حركتها قائلة: "تنصّ المادّة التاسعة من الدستور الروسي على أن الموارد الطبيعية هي أساس الحياة ونشاط الشعوب المقيمة على تلك الأراضي. لذلك، نطالب بإجراء نقاشات مجتمعية بمشاركة كافة الأطراف المعنية، وإخطار السكان عند تأجير أو بيع الغابات".
تضيف: "كما نطالب بمنع الأشخاص الاعتباريين والطبيعيين الأجانب، من إنتاج وتصدير أو أي استغلال آخر للموارد الطبيعية في مقاطعة تومسك".
وتضم مجموعة حركة "لنحمِ غابات تومسك" على شبكة "فكونتاكتي" الروسية للتواصل الاجتماعي، أكثر من ألفي مستخدم يشاركون بعضهم بعضاً أنباء المبادرات والإجراءات، مثل جمع التوقيعات للحدّ من ظاهرة قطع الغابات.
ومن مؤشرات تفاقم مشكلة قطع الغابات في روسيا، طرح هذه المسألة في اجتماع لمجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي في وقت سابق من يناير/ كانون الثاني الجاري، حين وجهت رئيسته فالينتينا ماتفيينكو، انتقادات إلى قيادة الوكالة الفدرالية للغابات "روس ليس خوز"، لعجزها عن حل مشكلة قطع الغابات بصورة غير مشروعة.
وأظهرت بيانات حديثة أوردها "معهد الموارد العالمية" ومعهد "ماريلاند"، بالتعاون مع شركة "غوغل" من خلال تحليل صور ملتقطة عبر الأقمار الصناعية، أن روسيا تأتي في مقدمة الدول الأكثر عرضة لظاهرة إزالة الغابات، تليها كندا. وتبلغ حصة هذين البلدين مجتمعين، في تراجع مساحة الغابات على مستوى العالم، 34 في المائة.
لا يقتصر قطع الغابات وغيرها من المشاكل البيئية على روسيا وحدها، بل بات من القضايا العالمية المهدّدة لمستقبل البشرية، شأنها في ذلك شأن الاحتباس الحراري. لعلّ هذا ما دفع العديد من المنظمات المعنية بحماية البيئة والمشاهير والشخصيات العامّة لاعتماد "تحدّي العشر سنوات"، الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، للفت الأنظار إلى التحولات الخطيرة التي شهدها كوكبنا خلال عقد مضى.
ومن بين هؤلاء، مؤسسة الفنان العالمي ليوناردو ديكابريو، التي شاركت صورتين لولاية روندونيا في البرازيل، التي كانت تحتضن سابقاً أكثر من 200 ألف كيلومتر مربع من الغابات، قبل أن تصبح واحدة من أكثر المناطق عرضة لإزالة الغابات في محيط نهر أمازون.
بدورها، سلطت عارضة الأزياء البرازيلية جيزيل بيوندشين، عبر حسابها على "إنستغرام" الضوء على مبادرتها هي وعائلتها، لزرع أكثر من 40 ألف شجرة في إطار مشروع "أغوا ليمبا" في بلاها، وخلق ممر بيئي لاستعادة الحياة البرية وتحسين جودة المياه للأجيال المقبلة.
وتكمن أهمية الغابات في تحقيق التوازن البيئي على الأرض. وتشير بعض التقديرات إلى أن حصة قطع الغابات في انتشار غازات الدفيئة والاحتباس الحراري تبلغ نحو 20 في المائة.