قضت محكمة أسترالية بالسجن 6 أعوام على الكاردينال جورج بيل، وزير اقتصاد الفاتيكان، في قضية الاعتداء الجنسي على طفلين في تسعينيات القرن الماضي.
وبثت قنوات تلفزيونية أسترالية، يوم الأربعاء، جلسة محاكمة بيل التي جرت في محكمة ملبورن المحلية، على الهواء مباشرة.
وقال القاضي بيتر كيد، مخاطبًا بيل قبيل النطق بالحكم: "الضحايا كانوا يثقون بك، لكنك أسأت لهذه الثقة من خلال السلطة التي كنت تشغلها".
ويعاقب القانون الأسترالي مرتكبي جرائم الاعتداء الجنسي بالسجن لفترة تصل إلى 8 أعوام.
وكان الكاردينال بيل قد استأذن حكومته في الفاتيكان كي يتوجه إلى أستراليا ويتابع شخصياً الدعوى المرفوعة ضده هناك.
ورفض بيل التهم الموجهة إليه، فيما أكد محاموه عزمهم على استئناف حكم الإدانة.
بدوره أعلن رئيس الأساقفة الكاثوليك في أستراليا دينيس هارت، عن عزمه تقديم اعتذار للضحايا وعائلاتهم، ومشروع قانون حول زواج الأساقفة للفاتيكان.
جدير بالذكر أن أستراليا شهدت عام 2012 تأسيس هيئة ملكية للبحث في الاستغلال الجنسي للأطفال.
وبعد 5 أعوام من البحث نشرت الهيئة عام 2017 تقريراً يؤكّد تعرض عشرات الآلاف من الأطفال للاستغلال الجنسي، في الكنائس، والمدارس، ومؤسسات الدولة.
وأحد الصبيين اللذين دين بيل بالاعتداء عليهما توفي في 2014 من جراء جرعة زائدة من المخدرات، وتقول عائلته إن السبب يعود إلى الصدمة التي تعرض لها. وقال الضحية الثاني في بيان أصدره محاميه الشهر الماضي إن العملية القضائية المستمرة تسبب التوتر "ولم تنته بعد". وقال الرجل الذي لم يعلن عن هويته "مثل كثير من الناجين اختبرت العار والوحدة والاكتئاب والصراعات". وأضاف "في مرحلة ما ندرك بأننا وثقنا بشخص كان علينا أن نخشاه ونخشى تلك العلاقات الأصيلة المفترض أن نثق بها".
وكان البابا فرنسيس قد عيّن بيل لإدارة مالية الفاتيكان في 2014، وكان أحد أقرب مستشاري الحبر الأعظم بوصفه عضواً في مجلس سي-9 إلى حين إقالته من هذه الهيئة بعد إدانته في 11 ديسمبر/ كانون الأول. وتمثل أنباء إدانته انتكاسة كبيرة في وقت يقود فيه البابا حملة لإظهار تصميم الكنيسة على محاربة الاعتداءات الجنسية.
وعلى مدى عقود من الزمن، نفى بيل أن يكون قد ارتكب اعتداءات جنسية أو تستر على اعتداءات كتلك، لكنه أقرّ بأنه "أخطأ" في التعامل مع كهنة اعتدوا على أطفال في مقاطعة فيكتوريا.
وذكر تحقيق أجرته لجنة واستمر خمس سنوات في اعتداءات على أطفال في تقرير نشر العام الماضي أن عشرات آلاف الأطفال تعرضوا لاعتداءات جنسية في كنائس كاثوليكية ودور أيتام ونوادٍ رياضية ومجموعات شبابية ومدارس في "مأساة وطنية" لأجيال عدة. وقبل بيل، كانت أبرز قضايا الانتهاكات الجنسية في الكنيسة في أستراليا هي إدانة الأسقف السابق لأديلايد فيليب ويلسون العام الماضي، بتهمة التستر على جرائم كاهن اعتدى على أطفال في سبعينيات القرن الماضي. واستأنف ويلسون الإدانة وكسب الاستئناف.
(الأناضول، العربي الجديد)