تسببت موجة الأمطار والسيول وفيضان المياه بخروج جسرين رئيسين بالموصل عن الخدمة، وتكاد تغمر جسوراً أخرى، الأمر الذي يهدّد ضفتي نهر دجلة في الموصل بالشلل التام.
ومنذ أكثر من أسبوع منع أصحاب الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمواد التجارية الأخرى من العبور على تلك الجسور، التي أصبحت آيلة للانهيار بأي لحظة، في حين يغامر أصحاب السيارات الصغيرة بالعبور عليها لقضاء أعمالهم.
أبو أحمد، هو أحد أهالي المحافظة، يقول لـ"العربي الجديد": "مع أول موجة أمطار اتضح فشل جسور المحافظة التي تم إصلاحها سابقا"، مبينا أن "جسر الحرية الرابط بين شارع الكورنيش والفيصلية، وجسر النصر الرابط بين منطقة الغابات بالحاوي، غرب المدينة، خرجا عن الخدمة وانهارت أجزاء منهما".
وأضاف "لم يتبق سوى الجسر القديم والجسرين الرابع والخامس، والتي تكاد المياه أن تغمرها، إذ وصلت إلى أعلى مستوياتها"، متابعاً "تسبب ذلك بزخم مروري كبير، والمحافظة اليوم مقطّعة الأوصال، ومعظم الأهالي لا يغامرون بالعبور خوفا من انهيار الجسور في أي لحظة".
وأشار إلى أن "بعض أصحاب السيارات الصغيرة يجبرون على العبور لإنجاز أعمال ضرورية، لكن المغامرة خطيرة"، داعياً "الجهد الهندسي إلى متابعة هذه الجسور وعدم إهمالها، ومنع السيارات من العبور عليها في حال كانت لا تتحمل".
— زياد السنجري (@zeyad_alsenjary) ٣٠ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ويعاني سائقو الشاحنات من منع عبورهم منذ أكثر من أسبوع فوق الجسور. فسائق الشاحنة أبو آية، وهو من محافظة كركوك، قال: "منذ 8 أيام وأنا أبيت في شاحنتي. مئات الشاحنات متوقفة في شوارع الموصل، ولا يمكنها العبور"، مؤكدا "لا نستطيع عبور أي جسر لأنّ حمولاتنا ثقيلة ولا يمكن لنا أن نغامر بها".
وأكد أنه "لا توجد أي خطوات من قبل الحكومة والجهات المسؤولة لإيجاد حل لنا. لا نعرف ماذا نفعل وكيف سنعبر"، معتبراً أنّ "الفشل الحكومي بإعمار الجسور هو السبب بكل ذلك، والجهات المسؤولة لم تتحمل مسؤوليتها".
ويؤكد مسؤولون في دائرة جسور الموصل عدم وجود حلول لهذه الأزمة في الوقت الحالي حتى تخف تدفقات المياه. وأكد أحد رؤساء الأقسام في الدوائر التنفيذية للمديرية، لـ"العربي الجديد"، أنه "لا يمكن إصلاح جسري الحرية والنصر، لأنّهما يحتاجان إلى مخصصات مالية كافية من بغداد".
وقال: "الشاحنات لا يمكن لها العبور إلّا في حال انخفاض مستوى المياه في دجلة، وأن يقوم الجهد الهندسي بإجراء المتابعة المباشرة وإعداد تقارير عن إمكانية عبورها"، مبينا "قدمنا تقارير إلى الوزارة ببغداد، لكن لم نحصل على أي حلول".
خسائر وأضرار
أصدرت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، اليوم الأربعاء، إحصائية بأبرز الخسائر الناجمة عن السيول والفيضانات في العراق.
وقال عضو المفوضية، علي أكرم البياتي، في بيان له نقلته وسائل إعلام محلية عراقية: "إن طفلاً في التاسعة من العمر لقي مصرعه مع إصابة ثلاثة من أشقائه في ذي قار إثر سقوط سقف البيت في قضاء سيد دخيل نتيجة الأمطار، في حين أصيبت خمس طالبات بجروح في (مدرسة بابل الابتدائية) بقضاء الشطرة في محافظة ذي قار نتيجة انهيار سقف داخل المدرسة، أما في صلاح الدين فقد أغلق جسر سامراء على خلفية ارتفاع منسوب المياه".
وأردف "أما في محافظة واسط، قطع الطريق الرابط بين محافظتي واسط وديالى بسبب السيول، إضافة إلى أن المياه حاصرت شركة زيبك الصينية النفطية، وفي كركوك اجتاحت سيول الأمطار عشرات المنازل شمالي المحافظة بسبب الفيضانات، كما اجتاحت سيول الأمطار بعض المنازل في ناحية (التون كوبري) والبالغ عددها 60 منزلاً ما دفع العوائل إلى ترك منازلهم، علما أن هذه العوائل بحاجة إلى مساعدات".
وبعد نحو عامين من تحرير الموصل، لم تخطُ الحكومة باتجاه إعمار المحافظة فعلياً، كما أنّ إصلاح الجسور التي دمرت بفعل القصف لم يكن بالمستوى المطلوب.
وسبق للدوائر العراقية أن أعلنت الاستنفار لمواجهة السيول والفيضانات المتوقعة في عدد من المحافظات، ويؤكد مسؤولون أنّ الخطر الذي تواجهه البلاد كبير، محذرين من عدم اتخاذ الاستعداد اللازمة لمواجهته.