عودة الأفراح إلى قرية معلول الفلسطينية المهجّرة بالجليل

معلول

ناهد درباس

ناهد درباس
20 يوليو 2019
BC00BD63-1B2B-4F35-9647-F1A8CCCC8786
+ الخط -
الشاب الفلسطيني خالد بشارات، من الجيل الثالث للنكبة، هُجّر أجداده من قرية معلول الفلسطينية، وولد في قرية يافة الناصرة المجاورة بالجليل الأسفل، ولا تبعد عن معلول سوى كيلومترين فقط، أي على مرمى حجر منها، قرر أن يعيد الأفراح إلى معلول.

اختار خالد بشارات (26 عاماً) أن يقيم حفل زفافه في كنيسة معلول، الواقعة على قمة جبل تكسوه غابة من أشجار الصنوبر والزيتون والخروب. وأن يتكلل وعروسه جيني صايغ من القدس، على أرض الأجداد التي زارها باستمرار منذ طفولته برفقة والده. وحضر حشد من المهنئين مراسم إكليل العروسين، وزينت الكنيسة بالزهور وفرشت أرض الكنيسة بالسجاد الأخضر.

غالبية المهجرين من قرية معلول استقروا في قرية يافة الناصرة، كما توزع بعضهم على الناصرة وقرية عسفيا وكفر كنا، أما القليل منهم غادر إلى دول مجاورة.

وقال والد العريس، الصحافي عودة بشارات، لـ"العربي الجديد": "أحد مختاري البلدة كان من عائلة بشارات والثاني من عائلة علي الصالح، ومشاعر إعادة الاحتفال والفرح في معلول رائع وجميل. أرجع إلى القرية التي هجّروا أهلها منذ نكبة 1948 من جديد".
اختيار القرية لإقامة حفل الزفاف جاء عفوياً (ناهد درباس/العربي الجديد) 

وأوضح أن إقامة حفل الزفاف في معلول كان اقتراح ابنه خالد، هو الحفيد الذي طرد جده من القرية. واعتبر أن العودة وإحياء الزفاف في القرية هو بحدّ ذاته مصدر اعتزاز. كما أشار إلى "أهمية الحفاظ على اسم القرية، والاحتفال تحت شمسها في هذا الجو الرائع، والذي يثير في نفس الوقت الذكريات".

أما العريس خالد بشارات، فقال: "اختيار معلول لتنظيم العرس في كنيستها جاء بشكل عفوي، كانت الفكرة في البداية أن نلتقط الصور قبل في القرية لأنني أحب هذه المنطقة لجمالها ولاستمرار صلتي بها".

وأضاف: "تطورت الفكرة وقررنا أن نتكلل في معلول، فأهلي أصلهم من هنا، وفي هذا المنطقة بالذات كانوا يسكنون".

في عام النكبة، كان عدد أهالي القرية يقدر بـ 900 نسمة، ومن أشهر عائلاتها البشارات وسلام وعودة وعلي الصالح. بسبب الاشتباكات، توجه غالبية الأهالي إلى قرية يافة الناصرة المحاذية على أن يعودوا إليها بمجرد أن تهدأ الأوضاع. لكن القرية سقطت يوم 15 يوليو/تموز عام 1948 في أيدي "قوات يهودية". كانت تلك القوات تطلق النار على القرية من مستعمرة "تيموريم "المجاورة.

هكذا وجد غالبية أهالي معلول أنفسهم مجبرين على النزوح بسبب أجواء الرعب والخوف. وتهجر جزء صغير منهم إلى الدول العربية المجاورة. وبعد يوم على احتلالها، دمرت القرية بالكامل وهدمت جميع بيوتها.

وبقي من معلول مسجد مهجور وكنيستان (أرثوذكسية وكاثوليكية)، وما زالت هناك مقبرتان واحدة للمسلمين والثانية للمسيحيين، علماً أن الأخيرة محاصرة داخل معسكر للجيش الإسرائيلي أقيم على أراضي القرية.

ذات صلة

الصورة
أبو خديجة يسعى للعودة إلى الملاعب رغم الغياب الطويل (العربي الجديد/Getty)

رياضة

روى لاعب منتخب فلسطين الأول لكرة القدم أحمد أبو خديجة (28)، الذي تحرّر من سجون الاحتلال في 31 أكتوبر الماضي بعد 20 شهراً من الاعتقال، تجربته في المعتقل.

الصورة
بعض مما خلفه الاحتلال في مستشفى كمال عدوان، 28 أكتوبر (خليل رمزي الكحلوت/ الأناضول)

مجتمع

أعلنت وزارة الصحة في غزة، الاثنين، أن مستشفى كمال عدوان شمال القطاع بات يعمل بطبيب واحد فقط، تخصص أطفال، بعد اعتقال جيش الاحتلال وترحيله كل الكادر الطبي.
الصورة
خلال تشييع الشهيدة حنان أبو سلامة (زين جعفر/ فرانس برس)

مجتمع

غدر الاحتلال الإسرائيلي بمن سمح لهم بقطف الزيتون من أهالي قرية فقوعة في جنين، لتسقط حنان أبو سلامة أول شهيدة للزيتون
الصورة
كثيراً ما يحصل تدافع خلال تعبئة المياه في دير البلح (مجدي فتحي/ Getty)

مجتمع

لطالما اشتهرت مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بالهدوء، وهو ما لا ينطبق عليها اليوم في ظل التهجير الذي شهدته بعدما ضاقت الأمكنة بالغزيين، فباتت الأكثر اكتظاظاً.
المساهمون