الشاب الفلسطيني خالد بشارات، من الجيل الثالث للنكبة، هُجّر أجداده من قرية معلول الفلسطينية، وولد في قرية يافة الناصرة المجاورة بالجليل الأسفل، ولا تبعد عن معلول سوى كيلومترين فقط، أي على مرمى حجر منها، قرر أن يعيد الأفراح إلى معلول.
اختار خالد بشارات (26 عاماً) أن يقيم حفل زفافه في كنيسة معلول، الواقعة على قمة جبل تكسوه غابة من أشجار الصنوبر والزيتون والخروب. وأن يتكلل وعروسه جيني صايغ من القدس، على أرض الأجداد التي زارها باستمرار منذ طفولته برفقة والده. وحضر حشد من المهنئين مراسم إكليل العروسين، وزينت الكنيسة بالزهور وفرشت أرض الكنيسة بالسجاد الأخضر.
غالبية المهجرين من قرية معلول استقروا في قرية يافة الناصرة، كما توزع بعضهم على الناصرة وقرية عسفيا وكفر كنا، أما القليل منهم غادر إلى دول مجاورة.
وقال والد العريس، الصحافي عودة بشارات، لـ"العربي الجديد": "أحد مختاري البلدة كان من عائلة بشارات والثاني من عائلة علي الصالح، ومشاعر إعادة الاحتفال والفرح في معلول رائع وجميل. أرجع إلى القرية التي هجّروا أهلها منذ نكبة 1948 من جديد".
وأوضح أن إقامة حفل الزفاف في معلول كان اقتراح ابنه خالد، هو الحفيد الذي طرد جده من القرية. واعتبر أن العودة وإحياء الزفاف في القرية هو بحدّ ذاته مصدر اعتزاز. كما أشار إلى "أهمية الحفاظ على اسم القرية، والاحتفال تحت شمسها في هذا الجو الرائع، والذي يثير في نفس الوقت الذكريات".
أما العريس خالد بشارات، فقال: "اختيار معلول لتنظيم العرس في كنيستها جاء بشكل عفوي، كانت الفكرة في البداية أن نلتقط الصور قبل في القرية لأنني أحب هذه المنطقة لجمالها ولاستمرار صلتي بها".
وأضاف: "تطورت الفكرة وقررنا أن نتكلل في معلول، فأهلي أصلهم من هنا، وفي هذا المنطقة بالذات كانوا يسكنون".
في عام النكبة، كان عدد أهالي القرية يقدر بـ 900 نسمة، ومن أشهر عائلاتها البشارات وسلام وعودة وعلي الصالح. بسبب الاشتباكات، توجه غالبية الأهالي إلى قرية يافة الناصرة المحاذية على أن يعودوا إليها بمجرد أن تهدأ الأوضاع. لكن القرية سقطت يوم 15 يوليو/تموز عام 1948 في أيدي "قوات يهودية". كانت تلك القوات تطلق النار على القرية من مستعمرة "تيموريم "المجاورة.
هكذا وجد غالبية أهالي معلول أنفسهم مجبرين على النزوح بسبب أجواء الرعب والخوف. وتهجر جزء صغير منهم إلى الدول العربية المجاورة. وبعد يوم على احتلالها، دمرت القرية بالكامل وهدمت جميع بيوتها.
وبقي من معلول مسجد مهجور وكنيستان (أرثوذكسية وكاثوليكية)، وما زالت هناك مقبرتان واحدة للمسلمين والثانية للمسيحيين، علماً أن الأخيرة محاصرة داخل معسكر للجيش الإسرائيلي أقيم على أراضي القرية.