مجدداً تعود أزمة النفايات في شمال لبنان إلى الواجهة، إثر توجه أكثر من 30 شاحنة نفايات ليل أمس الثلاثاء إلى بلدة تربل في قضاء الضنية، وتفريغ حمولاتها في المكان المحدد لإقامة مطمر. وتصدى الأهالي والناشطون قاطعين أحد الطرق، وتجمعوا تأكيداً لرفضهم إقامة المطمر في المنطقة.
وأشيع في الساعات الماضية أن حلحلة جزئية سجلت على خط الأزمة، عبر اعتماد منطقة تربل مكباً بديلاً عن مكب عدرة الذي أقفل، إلى حين إنهاء العمل بالمطمر الصحي. إلا أن مصادر المنطقة تؤكد أن الرفض تام من قبل الأهالي، وأن أحد الطرق لا يزال مقطوعا، فيما تم فتح طريق آخر يؤدي إلى المكب.
وأكدت المصادر التي تنشط على خط الحراك الرافض لإنشاء مطمر في المنطقة، لـ"العربي الجديد" أن سكان المنطقة استفزوا ليلاً بعد توجه نحو 30 شاحنة محملة بالنفايات من الأقضية المجاورة، إلى موقع المكب المقترح، ورمي حمولاتها بطريقة غير صحية، وبدون التقيد بأدنى المعايير، ما دفع الأهالي إلى قطع الطرقات وإشعال الإطارات، وكادت أن تقع صدامات بين الأهالي وعناصر الجيش والقوى الأمنية التي رافقت الشاحنات.
وعاد الأهالي صباح اليوم الأربعاء إلى التظاهر عند أكثر من نقطة في المنطقة، رفضاً لإعتماد المطمر في بلدة تربل. وتشير المصادر إلى أن الأهالي، وهيئات المجتمع المدني في منطقة المنية وفي طرابلس، تبحث في ما بينها لتصعيد تحركها، خصوصاً أنها تلقت خبر تجميد العمل بالمطمر لمدة 72 ساعة الذي أصدره رئيس الحكومة سعد الحريري قبل أيام، قبل أن تقلب الأمور رأساً على عقب في الساعات الأخيرة.
— Bachar (@Bachar72178093) ١٤ أغسطس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وكان وزير البيئة فادي جريصاتي، المحسوب على "التيار الوطني الحر"، قد عقد مؤتمراً صحافياً دعا فيه إلى عدم "تسييس البيئة لأن كلنا سندفع الثمن، ولا لإعطائها دينا أو طائفة". وأكد "أن المطمر مكلف ولا يمكن أن ننشئ مطمرا لكل منطقة، وكذبة العيش المشترك اتضحت اليوم".
— ahmad naboulsi (@ahmadnaboulcy) ١٤ أغسطس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ويأتي كلام جريصاتي في إشارة إلى القانون 80 الصادر عام 2018 الذي كرس اللامركزية في معالجة النفايات، وسط مخاوف من تصوير البعض للصراع على أنه بين أقضية ذات أغلبية مسيحية حيث تتراكم النفايات، وبين أقضية ذات أغلبية مسلمة، حيث موقع المطمر المقترح.
— Liliane Hamze (@LilianHamze) ١٤ أغسطس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وجددت المصادر التأكيد أنها ترفض تحمل كلفة إنشاء مطمر لكل أقضية الشمال على حساب صحة أبناء المنطقة، مشيرة إلى أن هذا ليس خطاباً طائفياً بين أقضية مسيحية وأقضية مسلمة كما يحاول البعض التصوير، بل هو خطاب صحي رافض لإنشاء مطمر من دون إجراء الدراسات اللازمة، ومن دون تحديد الأثر البيئي والصحي، أو التأكد مما إذا كان اختيار الموقع لإقامة المطمر يستوفي الشروط الصحية لإقامته، خصوصاً أن التجارب في كل لبنان لم تكن يوماً مشجعة، وكل المطامر التي أنشئت لم تراع أي شروط صحية.
— KLM... (@KLM96981541) ١٤ أغسطس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
قوى الأمن تصدّ المعترضين
وفي السياق، انتشر صباحاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لعنصر من قوى الأمن الداخلي يعتدي بالضرب على سيّدة من الفوّار كانت بين المعترضين على إقامة مطمر تربل، وتبين لاحقاً أن العنصر هو شقيق السيدة.
وأثار الفيديو استنكاراً واسعاً وردود فعل غاضبة، أدت إلى تدخل وزيرة الداخلية التي أكدت أن العنصر المعتدي سيحال إلى التحقيق. في حين علّق ناشطون من المجتمع المدني وإعلاميون على ما جرى بالدعوة إلى عدم السكوت عن السلوك المهين والاعتداء الذي ارتكبه عنصر الأمن.
وإثر ذلك غردت وزيرة الداخلية ريّا الحسن عبر "تويتر"، مشيرة إلى أنها "طلبت فتح تحقيق بإشراف القضاء المختص، وحتى لو أن السيدة المعتدى عليها هي أخت العنصر الدركي، فهذا لا يجيز له ضربها"، كما أكدت قوى الأمن لاحقاً أن "التحقيق جارٍ بإشراف القضاء".
— Raya Haffar El Hassan (@rayaelhassan) ١٤ أغسطس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وكان الموقع الرسمي لقوى الأمن نشر بياناً مفاده أن العناصر كانت في مهمة لضبط الأمن في المنطقة، وكان بين المعترضين سيدة تبين أنها شقيقة أحد العناصر، وانه صفعها لأنها لم تمتثل لطلبه منها مغادرة المكان والعودة إلى البيت. ولفت إلى أن تحقيقاً سيفتح بالحادثة.