في أفغانستان التي تعاني من ويلات الحرب منذ أربعة عقود، بدأت ثقافة التبرع بالدم بالانتشار. وللمؤسسات التعليمية والنقابات الطلابية دور كبير في نشر هذه الثقافة الراقية، خصوصاً في العاصمة الأفغانية كابول وبعض المدن الرئيسة، كما بدأت شرائح الشعب المختلفة تتوجه لنشر تلك الثقافة التي تحتاج إلى رعاية الحكومة والمؤسسات المعنية.
في هذا الصدد، قالت نقابة "آسا" الطلابية في كابول، إنّ مشاركة الطلاب في حملات التبرع بالدم، ومشاركة المواطنين بجميع شرائحهم مؤشر جيد، ويؤكد أنّ الثقافة تنتشر في أفغانستان، مؤضحة أنّ الحملة الأخيرة بعنوان "إن لم نستطع أن نوقف الحرب، يمكننا إنقاذ الجرحى" كانت ناجحة وكانت المشاركة فيها قوية من قبل المواطنين والطلاب والموظفين في الدوائر الحكومية.
وقالت مسؤولة النقابة، صنم رستمي، إنّ الحملة كانت ناجحة جداً، وقد جمعت في كابول نحو 25.500 وحدة دم، وسلمتها إلى بنك الدم المركزي. وأكدت أنّ الحملة أطلقت بالتعاون مع جامعة "كابول" ووزارة الصحة، وأنّ النقابة تشكر الوزارة والجامعة على تعاونهما وتوفير الفرصة، وما كانت تحتاج إليه الحملة من الدعم اللوجستي.
وتبرع بالدم خلال الحملة الطلابية بعض كبار المسؤولين أيضاً، وكان من بينهم مستشار الرئيس الأفغاني في الشؤون التعليمية وهو رئيس جامعة "كابول" الدكتور حميد الله فاروقي. في هذا الصدد، قال فاروقي: "جئنا إلى هنا لنشجع الطلاب الذين يساهمون في هذه الثقافة الراقية، وهي فعلا تحتاج إلى النشر والدعم المتواصل. أشجع هذه المبادرة الجميلة لأبنائنا، مشيرا إلى أن تلك المبادرة تشير إلى أن شبابنا يشعرون بألم الشعب وما يمر به المتضررون من جراء الأعمال الإجرامية والعمليات التفجيرية، وهذا الشعور لدى شباب شعبنا والجيل الحاضر في حدّ ذاته أمر مرحب به، ونحن نقدّر ذلك".
اقــرأ أيضاً
من جهته، يقول أحد المتبرعين بالدم في الحملة، وهو صاحب بقالة في محلة تيمني، ويدعى أحمد ديسبزي لـ"العربي الجديد": "كنت أخشى من التبرع، لكنّ أحد زملائي أخذني معه. خفت من الإبرة، لكنّي في النهاية كنت أشعر بسعادة فائقة، عندما نظرت إلى صور الجرحى، من الأطفال والنساء والرجال، إذ شعرت بأنّي قمت بشيء وإن كان صغيراً لهم... شعرت بأنّي قد أديت الواجب وإن في أبسط صوره".
كذلك، نظم الطلاب حملات تبرع في مدن مختلفة، من بينها مدينة جلال آباد مركز إقليم ننجرهار، التي أطلق فيها طلاب جامعة "جلال آباد" الحملة بالمشاركة مع شرطة الإقليم، وكانت ناجحة جداً بدورها، إذ شارك مئات من سكان المدينة وطلاب الجامعة وطلاب المعاهد المختلفة، علاوة على مشاركة واسعة لعناصر الشرطة.
محمد، أحد عناصر الشرطة الذين تبرعوا بالدم، لكنّها ليست المرة الأولى له، وإن كان في المرات الماضية قد تبرع بالدم من أجل أقاربه وأصدقائه وذويهم. هو الآن تبرع بالدم من أجل البلاد، كما يقول لـ"العربي الجديد". يضيف أنّ "ثقافة التبرع بالدم ونشرها وحث الشباب على التبرع في الحملات التي تنظمها جهات عدة في البلاد، باتت حاجة ملحة ويومية، إذ إنّي أعرف أنّ عدداً كبيراً من المواطنين قد يخسرون حياتهم بسبب عدم توافر الدم، خصوصاً إذا كانت لديهم جروح عميقة، كما يحدث في العمليات الانتحارية والتفجيرات عموماً.
اقــرأ أيضاً
أيضاً، بدأت هذه الثقافة في الانتقال إلى الأقاليم البعيدة التي تعاني إلى حدّ كبير من الحروب المستمرة بين الحكومة والجماعات المسلحة، ومنها إقليم أوزركان وهو من الأقاليم التي نظمت فيها حملات تبرع بالدم أكثر من مرة، كان آخرها حملة نظمها بعض ناشطي المجمتع المدني في مركز الإقليم ترينكوت، وساهم فيها كثير من أبناء المدينة، فكان أكثر المتبرعين من الشباب. كذلك، شارك في الحملة عدد من المسؤولين في الحكومة المحلية والموظفين في الإدارات العامة، بالإضافة إلى مشاركة كبيرة من رجال الشرطة.
جدير بالذكر، أنّه في كثير من الأحيان، يشتري ذوو المرضى الدم مقابل مال، وبينما يتوافر ذلك في العاصمة والمدن الرئيسة، لكن في المناطق النائية والأقاليم التي تعاني من انتشار المسلحين بشكل كبير لا تتوافر هذه الخدمة، وبالتالي هناك حاجة ملحة لتوسيع ثقافة التبرع إلى أبعد حدّ.
في هذا الصدد، قالت نقابة "آسا" الطلابية في كابول، إنّ مشاركة الطلاب في حملات التبرع بالدم، ومشاركة المواطنين بجميع شرائحهم مؤشر جيد، ويؤكد أنّ الثقافة تنتشر في أفغانستان، مؤضحة أنّ الحملة الأخيرة بعنوان "إن لم نستطع أن نوقف الحرب، يمكننا إنقاذ الجرحى" كانت ناجحة وكانت المشاركة فيها قوية من قبل المواطنين والطلاب والموظفين في الدوائر الحكومية.
وقالت مسؤولة النقابة، صنم رستمي، إنّ الحملة كانت ناجحة جداً، وقد جمعت في كابول نحو 25.500 وحدة دم، وسلمتها إلى بنك الدم المركزي. وأكدت أنّ الحملة أطلقت بالتعاون مع جامعة "كابول" ووزارة الصحة، وأنّ النقابة تشكر الوزارة والجامعة على تعاونهما وتوفير الفرصة، وما كانت تحتاج إليه الحملة من الدعم اللوجستي.
وتبرع بالدم خلال الحملة الطلابية بعض كبار المسؤولين أيضاً، وكان من بينهم مستشار الرئيس الأفغاني في الشؤون التعليمية وهو رئيس جامعة "كابول" الدكتور حميد الله فاروقي. في هذا الصدد، قال فاروقي: "جئنا إلى هنا لنشجع الطلاب الذين يساهمون في هذه الثقافة الراقية، وهي فعلا تحتاج إلى النشر والدعم المتواصل. أشجع هذه المبادرة الجميلة لأبنائنا، مشيرا إلى أن تلك المبادرة تشير إلى أن شبابنا يشعرون بألم الشعب وما يمر به المتضررون من جراء الأعمال الإجرامية والعمليات التفجيرية، وهذا الشعور لدى شباب شعبنا والجيل الحاضر في حدّ ذاته أمر مرحب به، ونحن نقدّر ذلك".
من جهته، يقول أحد المتبرعين بالدم في الحملة، وهو صاحب بقالة في محلة تيمني، ويدعى أحمد ديسبزي لـ"العربي الجديد": "كنت أخشى من التبرع، لكنّ أحد زملائي أخذني معه. خفت من الإبرة، لكنّي في النهاية كنت أشعر بسعادة فائقة، عندما نظرت إلى صور الجرحى، من الأطفال والنساء والرجال، إذ شعرت بأنّي قمت بشيء وإن كان صغيراً لهم... شعرت بأنّي قد أديت الواجب وإن في أبسط صوره".
كذلك، نظم الطلاب حملات تبرع في مدن مختلفة، من بينها مدينة جلال آباد مركز إقليم ننجرهار، التي أطلق فيها طلاب جامعة "جلال آباد" الحملة بالمشاركة مع شرطة الإقليم، وكانت ناجحة جداً بدورها، إذ شارك مئات من سكان المدينة وطلاب الجامعة وطلاب المعاهد المختلفة، علاوة على مشاركة واسعة لعناصر الشرطة.
محمد، أحد عناصر الشرطة الذين تبرعوا بالدم، لكنّها ليست المرة الأولى له، وإن كان في المرات الماضية قد تبرع بالدم من أجل أقاربه وأصدقائه وذويهم. هو الآن تبرع بالدم من أجل البلاد، كما يقول لـ"العربي الجديد". يضيف أنّ "ثقافة التبرع بالدم ونشرها وحث الشباب على التبرع في الحملات التي تنظمها جهات عدة في البلاد، باتت حاجة ملحة ويومية، إذ إنّي أعرف أنّ عدداً كبيراً من المواطنين قد يخسرون حياتهم بسبب عدم توافر الدم، خصوصاً إذا كانت لديهم جروح عميقة، كما يحدث في العمليات الانتحارية والتفجيرات عموماً.
أيضاً، بدأت هذه الثقافة في الانتقال إلى الأقاليم البعيدة التي تعاني إلى حدّ كبير من الحروب المستمرة بين الحكومة والجماعات المسلحة، ومنها إقليم أوزركان وهو من الأقاليم التي نظمت فيها حملات تبرع بالدم أكثر من مرة، كان آخرها حملة نظمها بعض ناشطي المجمتع المدني في مركز الإقليم ترينكوت، وساهم فيها كثير من أبناء المدينة، فكان أكثر المتبرعين من الشباب. كذلك، شارك في الحملة عدد من المسؤولين في الحكومة المحلية والموظفين في الإدارات العامة، بالإضافة إلى مشاركة كبيرة من رجال الشرطة.
جدير بالذكر، أنّه في كثير من الأحيان، يشتري ذوو المرضى الدم مقابل مال، وبينما يتوافر ذلك في العاصمة والمدن الرئيسة، لكن في المناطق النائية والأقاليم التي تعاني من انتشار المسلحين بشكل كبير لا تتوافر هذه الخدمة، وبالتالي هناك حاجة ملحة لتوسيع ثقافة التبرع إلى أبعد حدّ.