نظّم مركز سرطان الأطفال في بيروت، عصر اليوم الثلاثاء، احتفاله السنوي بعنوان "مسيرة الفرح" لتخريج الناجحين في الشهادتين المتوسطة والثانوية، بحضور وزير التربية والتعليم العالي، أكرم شهيّب.
والطلاب المتخرجون المكرمون في الحفل ليسوا كسائر الطلاب الذين يخضعون للامتحانات في مدارس الدولة، بل يقدمونها داخل المركز الذي يعالجون فيه، حيث وسائل الراحة متوفّرة لهم، وهم يخضعون لنفس الامتحانات التي يقدمها أصدقاؤهم في المدارس.
ويواجه طلاب مركز السرطان بعض الصعوبات أثناء التحضير للامتحانات الرسمية، فمنهم من يضطر للغياب عن المدرسة لفترات طويلة بسبب العلاج، ومن هؤلاء طالب الشهادة المتوسطة، كفاح القنطار، الذي غاب عن المدرسة لمدة سنة ونصف بسبب وعكات صحية متكررة، حتى ظن أنه لن يكمل دراسته ويتقدم للامتحان. لكن إرادته كانت أقوى.
نجح القنطار بدرجة ممتاز، ليكون الأول بين رفاقه. وقال: "تعبت كثيراً كرمال (من أجل) جيب (أحصل على) العلامة العالية. أقول لنفسي: سأحصل على علامة أعلى منها في المستقبل، ولن أسمح للمرض أن يدمّر حياتي".
ولطلاب الثانوية العامة همٌ أكبر لأنهم على أبواب الجامعة، وبناء مستقبل جدي. ومنهم خليل شقير طالب فرع علوم الحياة الذي واجه العديد من الصعوبات، وقبل موعد الامتحانات بشهر تغير وضعه الصحي رأساً على عقب، ما جعله يشعر بالخوف والتوتر.
وقال شقير: "بمساعدة الأساتذة في المركز تمكّنت من تعويض ما فاتني في المدرسة، وتمكنت من النجاح بدرجة جيّد. الأمل يفعل المستحيل".
استطاعت رلى دهيني أن تنهي المرحلة الثانوية بنجاح، وهي تؤكد أن "التعب كان موجوداً، لكنه لم يكن يوماً عائقاً. بمساعدة المركز ودعم أهلي تمكنت من تخطي الصعوبات. فاتتني مواد كثيرة خلال العام الدراسي، ولكن المركز قام بتسهيل الأمور عليّ، وكان سبباً أساسياً في نجاحي".
وعبّر الوزير أكرم شهيّب عن فخره بالطلاب الناجحين، مؤكداً ضرورة دعمهم في كل الأوقات، جنباً إلى جنب مع دعم المركز ليستمر بمعالجة الأطفال وتأمين طريق نجاحهم.
وأوضح شهيّب: "في آخر جلسة لمجلس الوزراء تمت مناقشة إلغاء الألقاب. لكن اللقب الوحيد الذي لا يجب إلغاؤه هو لقب (الأبطال) الذي يستحقه هؤلاء الأطفال الذين يحاربون المرض وينجحون في دراستهم رغم كل الصعاب".
وتخللت الحفل عروض فنية متعددة قدمها أطفال المركز، فهناك من غنّى للبنان وللأرز، ومنهم من رقص، أو عزف على البيانو، وسط تصفيق حار من الجمهور. ليكون ختام الحفل برمي قبعات التخرّج إلى الأعلى احتفالاً بإنجاز صعب.