انقضى اليوم، الخميس، الأسبوع الثالث من إضراب المعلمين في المدارس الحكومية الأردنية، ولا يزال أكثر من مليون ونصف المليون طالب في بيوتهم بعد فشل نقابة المعلمين والحكومة في التوصل إلى اتفاق ينهي الإضراب.
ويأمل الأردنيون في انفراج أزمة الإضراب قبل يوم الأحد المقبل، في حين تؤكد النقابة أنه لا عودة إلى الغرف الصفية قبل إقرار الحكومة للعلاوة والاعتذار عما حدث يوم 5 سبتمبر/أيلول عندما منعتهم من الاعتصام أمام مقرها.
ووعد رئيس الوزراء الأردني، عمر الرزاز، بإنهاء إضراب المعلمين خلال اليومين المقبلين، مؤكدا أن الفريق الحكومي يتحاور مع نقابة المعلمين حول أرقام محددة تنعكس مباشرة على رواتب المعلمين بما يدعم وضعهم المادي، ويساهم في تطوير العملية التعليمية.
وأضاف في تصريحات تلفزيونية مساء الخميس، أن "الحوار الإيجابي ليس غريبا لأننا نحترم مكانة المعلم وكرامته. الإضراب مضى عليه 3 أسابيع، ولدينا نفس طويل، لكن مصالح الطلبة تتضرر".
وقال المواطن أحمد المناصير لـ"العربي الجديد"، إنه على الحكومة والنقابة التوصل إلى حل سريع ينهي الإضراب، معتبرا ما يحدث مسؤولية الحكومة التي تقف مكتوفة الأيدي عن إيجاد حل.
بدوره، أكد الناطق باسم نقابة المعلمين نور الدين نديم، لـ"العربي الجديد"، أنه لم تصلهم أي مقترحات أو مبادرة جديدة لإنهاء الإضراب بشكل رسمي أو غير رسمي من النواب، أو من الحكومة، مُرحّبا بأي مبادرة تقوم بها أي جهة لإنهاء الإضراب.
وأضاف: "نأمل في مواصلة الحوار مع وزارة التربية والتعليم، والذي بدأ الأربعاء، مع أمين عام الوزارة للشؤون الفنية والتعليمية بالوكالة، نواف العجارمة. الوضع الحالي لا يخدم أحدا، والإضراب مستمر حتى إنصاف المعلمين وتحقيق مطالبهم ومواجهة الإهمال الحكومي لتحقيق المطالب".
وفي ظل دعوات إلى الاعتصام وتنفيذ فعاليات احتجاجية بعد صلاة يوم غد، الجمعة، دعت نقابة المعلمين منتسبيها إلى "عدم التجاوب مع أي دعوات احتجاجية مضللة من شأنها تسييس المطالب المهنية العادلة والمحقة للمعلم الأردني". وأكّدت النقابة، في بيان الخميس، "نبذ أي دعوة تخرج من غير مجلس النقابة"، مشيرة إلى أن مثل هذه الدعوات تهدف إلى تشويه صورة المعلمين وإضرابهم، وأنها لن تشارك بأي احتجاج تتم الدعوة إليه من أشخاص بنيّة زرع الفتنة.
وقال البيان: "احتجاج النقابة سيبقى سلميًا في إطاره الوطني وانتمائه للوطن وولائه للقيادة، ونرفض كل الدعوات الخارجية المشبوهة التي تدعو إلى التسلق على إضراب المعلمين لإحداث شرخ في النسيج الوطني".
وقال الكاتب الأردني المختص بالشؤون النقابية محمد سويدان، لـ"العربي الجديد"، إن "بيان مجلس نقابة المعلمين الذي دعا فيه المعلمين لعدم الالتفات لأي دعوات احتجاجية لا تصدر عنه في محله، فهناك من يريد تشويه الحراك من خلال الادعاء بأنه حراك سياسي، وبأنه خرج عن الغاية التي انطلق من أجلها".
وأضاف أن "مجلس نقابة المعلمين يثبت يوميا أنه قادر على قيادة الحراك إلى هدفه، وأنه بوعيه قادر على إفشال كل المحاولات التي تستهدف تشويه الإضراب، وأعتقد أن هناك بوادر انفراج للأزمة، فالتلاميذ منذ ثلاثة أسابيع لا يذهبون إلى مدارسهم"، محملا الحكومة المسؤولية عن تقديم مبادرة حقيقية ومقبولة لإنهاء الإضراب تراعي المصلحة العامة ومصالح الطلاب".