أخيراً، خرجت وزارة الصحة المغربية عن صمتها بشأن ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا الجديد، خلال الأيام الأربعة الماضية، وهو الارتفاع الذي أثار قلقاً وتساؤلات لدى المواطنين المغاربة.
محمد اليوبي، مدير مديرية الأوبئة بوزارة الصحة، كشف مساء الإثنين خلال الإيجاز الصحافي اليومي، أن ارتفاع عدد الإصابات والوفيات كان متوقعاً في المرحلة الثانية لتفشي جائحة كورونا بالمغرب، مشيراً إلى أن هذه المرحلة تتميز بظهور مجموعة من البؤر الوبائية في الوسط العائلي، وبؤر أخرى مرتبطة بحفلات أو مناسبات العزاء أو برحلات سياحية.
وأوضح المسؤول الصحي أن البؤر التي تم تسجيلها، الأولى في مدينة الدار البيضاء والمرتبطة بإحدى الحفلات الكبرى، والثانية بمدينة مكناس والمتعلقة بوفد سياحي قادم من دولة عربية (مصر)، بالإضافة إلى عزاء، مشيراً إلى أنه تم رصد مشاركين في حفلة الدار البيضاء 47 حالة، أما المشاركون في الرحلة السياحية، وكان عددهم 6 أشخاص، فقد نقلوا العدوى إلى 45 شخصاً.
وقال المتحدث إن نسبة الوفيات بلغت 6.2% بعد ارتفاع الحصيلة إلى 534 مُصاباً و33 وفاة وتماثل 14 حالة للشفاء، مشيراً إلى أن أهداف المخطط الوطني لمواجهة كورونا تقتضي، في المرحلة الثانية، الكشف بسرعة عن الحالات المصابة واحتواءها لتفادي تفشي الفيروس.
وبخصوص ارتفاع نسبة الوفيات في الأيام الفائتة، قال اليوبي إن ذلك يعود إلى أن أصحابها "مع الأسف كانوا أكثر عرضة لعوامل الخطر، سواء بسبب ارتفاع السن أو وجود أمراض مزمنة، كأمراض القلب والشرايين أو الربو أو السكري أو كلها"، كاشفاً أن معدل السن لدى المتوفين بلغ 66 عاماً، مقابل 52 عاماً لدى باقي الحالات المصابة.
وأشار إلى أن 82% من المتوفين كانت لديهم أمراض مزمنة، وأن أزيد من 85% منهم كانت حالتهم جد حرجة عند بداية التكفل بهم، مضيفاً أن نسبة المصابين الذين كانت وضعيتهم الصحية بسيطة، عند بداية التكفل بهم، بلغت 84%، مقابل 16% من الحالات في وضعية جد متقدمة أو حرجة.
وأرجع المسؤول ذاته ارتفاع نسبة الوفيات كذلك إلى "الشفافية في التعاطي مع الأرقام التي نصرح بها كما هي"، لافتاً إلى أن "نسبة الوفيات بالمغرب بلغت 6%، وهو نفس المعدل المسجل بدول أوروبية، مجاورة، لنا معها علاقات واتصال وطيد، إن لم تكن النسبة أكبر في دول أخرى".
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت عن تسجيل 71 حالة جديدة في الـ 24 ساعة الأخيرة ليرتفع إجمالي الإصابات المباشرة إلى 534، فيما تم تسجيل 7 وفيات جديدة، لترتفع بذلك الحصيلة إلى 33 وفاة، مقابل تماثل 14 حالة للشفاء.
وبخصوص التوزيع الجغرافي للجهات، تصدرت جهة الدار البيضاء سطات اللائحة بـ159 إصابة، تليها جهة مراكش آسفي بـ93 إصابة، ثم جهة فاس مكناس بـ91 إصابة، وجهة الرباط سلا القنيطرة بـ88 إصابة.
وسجلت جهة طنجة تطوان الحسيمة 38 حالة، تليها الجهة الشرقية بـ22 حالة، ثم جهتا سوس ماسة وبني ملال خنيفرة بـ17 حالة بكل جهة، وجهة درعة تافيلالت بـ8 حالات، وحالة واحدة بجهة كلميم واد نون.