الرئاسة التركية: أنقرة لا تستطيع إجبار طالبي اللجوء على البقاء بأراضيها

05 مارس 2020
09C04F84-55E3-426D-A0A6-B688A507D984
+ الخط -

أوضح المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، يوم الأربعاء، أن أنقرة لا يمكنها إجبار طالبي اللجوء على البقاء في أراضيها، وذلك في معرض رده على سؤال حول تدفق طالبي اللجوء باتجاه أوروبا، خلال مؤتمر صحافي عقده عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة في أنقرة.
وقال قالن: "لا يمكننا إجبار أحد على البقاء هنا، والطرف الآخر (الأوروبي) مجبر على استقبال هؤلاء في إطار القانون الإنساني والدولي"، موضحاً أنه "مثلما استقبلت تركيا هؤلاء الناس، ولبت احتياجاتهم الأساسية في إطار حقوق الإنسان الأساسية، فالدول الأخرى أيضاً ملزمة باستقبال وتلبية احتياجات هؤلاء".

وأردف قالن، "نشاهد معاملة إنسانية تركز على الأوروبيين فقط، وهذا لا يمكن قبوله أبداً".
واستطرد "منذ أيام ونحن نشاهد كيف يتم التعامل مع اللاجئين الراغبين بعبور الحدود، والموقف الذي سيتخذونه الأوروبيون أمام ما نشهده، يحظى بأهمية كبيرة باعتبارهم يرددون باستمرار مفاهيم مثل حقوق وكرامة الإنسان وحق الحياة، في الحقيقة الأوربيون يختبرون قيمهم بأفعالهم".
وأشار قالن إلى أن "مسارعة الاتحاد الأوروبي لتقديم مساعدات بمئات الملايين لليونان المحتضنة نحو 100 ألف لاجئ، وتحدثه عن البيروقراطية حينما يتعلق الأمر بتركيا المستضيفة قرابة 4 ملايين لاجئ، ما هو إلا انتهاج لسياسة ازدواجية المعايير".
ودعا "الأوساط -التي تحاول إظهار تركيا على أنها مسؤولة عن أزمة اللاجئين الثانية - للنظر في المرآة أولاً، ومن المفيد لهم أن يجلسوا ويبحثوا عن سبب ظهور هذه الأزمة ومن يسعى لحلها ومن لا يكترث".
ونفى قالن بشدة أن تكون غاية تركيا بفتح حدودها أمام طالبي اللجوء، افتعال أزمة لتشكيل ضغط سياسي بهدف تحقيق بعض المكاسب. قائلاً: "لم ننظر أبداً إلى قضية اللاجئين كمدخل للابتزاز السياسي".
وشدد قالن على أن تركيا ستواصل تقديم المساعدات إلى اللاجئين في إطار إمكاناتها وقدراتها، لكن لن يعود بإمكانها تحمل أعباء اللاجئين بمفردها ما لم يتم تقاسم الأعباء واتخاذ الخطوات في إطار الاتفاق التركي الأوروبي حول اللاجئين.
وأضاف "كلما سارع الاتحاد الأوروبي والأطراف المعنية باتخاذ الخطوات، كلما سيكون هناك إمكانية لقطع أشواط في حل هذه الأزمة".
ورداً على سؤال حول مباحثات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، بأنقرة، الأربعاء، قال قالن، "لم نتلق أي مقترح ملموس من السيد ميشيل، لكن أوصلوا لنا رسالة مفادها أن العمل جارٍ على ذلك، وطبعاً نحن نريد أن نرى ذلك ملموساً".
وبيّن أن أزمة طالبي اللجوء تفجرت في سياق التطورات التي تشهدها سورية، ولم تظهر الأسبوع أو الشهر الماضي.
وأضاف أن أردوغان ردد مراراً خلال السنوات الماضية أن الأزمة وصلت لمرحلة لا يمكن تحملها أو إدارتها، إلا أن "الأوروبيين تناولوا القضية من منطلق عدم تحمل المسؤولية ما دام اللاجئون لا يصلون إلى أوروبا أو حدودها، والآن يتحركون بقلق بحثاً عن حل لإيقاف هذه الهجرة".
وأكد أن أردوغان يواصل حراكه الدبلوماسي المكثف من أجل إيجاد حل للأزمة في إطار مبدأ تقاسم الأعباء.
وأضاف أن تركيا أوفت بكامل التزاماتها في إطار الاتفاق التركي الأوروبي حول اللاجئين الموقع 2016، "وبفضل الجهود والخطط التركية توقفت الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، إلا أن لقدرات تركيا أيضاً حدوداً".
وشدد أن لا تركيا ولا دولة أخرى قادرة بمفردها على حل مشكلة تدفق اللاجئين من سورية أو أفغانستان أو إيران، ما دامت الاشتباكات العسكرية والفوضى السياسية المسببة لتدفق اللاجئين مستمرة في تلك الدول.


من جهة أخرى، دعا قالن، إلى تهيئة الظروف على الساحة السورية لضمان عودة اللاجئين بطريقة آمنة وطوعية وكريمة.
وبدأ تدفق طالبي اللجوء إلى الحدود الغربية لتركيا، منذ مساء الخميس الماضي، عقب تداول أخبار بأن أنقرة لن تعيق حركتهم باتجاه أوروبا.
والسبت الماضي، أعلن الرئيس التركي أن بلاده ستبقي أبوابها مفتوحة أمام اللاجئين الراغبين بالتوجه إلى أوروبا، مؤكداً أن تركيا لا طاقة لها لاستيعاب موجة هجرة جديدة.

(الأناضول)

ذات صلة

الصورة
ترامب يلتقي زيلينسكي في نيويورك / 27 سبتمبر 2024 (Getty)

سياسة

تبدو أوروبا اليوم متعايشة مع احتمالية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لكنها تنظر للأمر من باب أنه "سيتعين" على القارة العجوز "أن تكون حقاً بمفردها".
الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
المساهمون