ويسلّط اليوم العالمي للصحة النفسية للأمهات، الموافق للسادس من مايو/ أيار كل عام، الضوء على صراع الأم قبل الولادة وبعدها. وفي هذا العام تحديداً، اتسع نطاق تلك الصراعات النفسية في ظل ظروف أزمة فيروس كورونا العالمية.
ويفيد مركز سدرة للطب في قطر، بأنّ تلك الفئة من النساء لا تواجه نقص المعلومات عن تأثير وباء كورونا بالنساء الحوامل فحسب، بل أيضاً طبيعة الفيروس المعدية التي تعرضهن للخطر في كل زيارة للطبيب.
ويشير بيان مركز سدرة إلى أن القلق حيال التغييرات المحتملة لخطط الولادة، والسماح بحضور عدد قليل من أفراد العائلة في أثناء الولادة، ومشاعر التوتر بشكل عام أصبحت جميعها جزءاً لا يتجزأ من التجربة التي تخضع لها النساء اللاتي يستعددن للولادة في أنحاء العالم كافة.
وتقول مها العاكوم، عضو مؤسسة قطر، وهي أم حامل بطفلها الأول، والتي تخطط لولادته في سدرة للطب، إن كل تلك الأحداث غير المتوقعة المصاحبة لفترة حملها شكلت عبئاً كبيراً عليها، ووصفت نفسها بالشخص الذي يخطط بدقة، قائلة: "عندما بدأت تلك الأزمة، وجدت نفسي في موقف صعب للغاية. لم يعد بإمكاني التخطيط لليوم التالي أو للأسبوع المقبل، فضلاً عما بقي من فترة حملي وولادتي".
ومع النصائح من الاتجاهات كافة بملازمة المنزل، وممارسة العمل عن بُعد، ومع إغلاق مراكز التسوق والمحال التجارية على وجه السرعة، واجهت العاكوم الكثير من التحديات في ما يتعلق بالاستعداد لولادة طفلها ولتلبية احتياجاتها ما بعد الولادة. ومع ذلك، كان التحدي الأصعب على الإطلاق عدم قدرتها على الاختلاط بعائلتها أو والديها لفترات طويلة. فقد شُخِّصَت إصابتها بسكري الحمل في بداية حملها، وهو ما تطلّب منها اتخاذ كل إجراءات الحذر.
لقد كان التعامل مع الموقف صعباً بالنسبة إلى العاكوم، ولكنها تحافظ على معنوياتها من خلال التواصل الدائم مع أهلها عن بُعد، ومن خلال الحد من كمّ المعلومات الذي تتلقاه يومياً عن أزمة كورونا. وهي تمارس الهوايات لشغل وقتها، وللتخفيف من حدة قلقها.
كذلك هو الحال أيضاً بالنسبة إلى آربي أبو حانيان، التي وضعت مولودها في أواخر شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إذ كانت تجربة ما بعد ولادتها خلال ظروف انتشار فيروس كورونا فريدة من نوعها. فكونها أصبحت أماً للمرة الأولى، وجدت أنّ من الضروري أن تتمسك بإيجابتها، وأن نتفهم حقيقة أن الأزمات قد تحدث، ونصحها الأطباء بالبقاء في المنزل قدر الإمكان من أجل سلامتها وسلامة طفلها.
وتشرح قائلةً: "أمارس عملي من المنزل، وهو الأمر الذي يحد من مشاعر القلق وأية مشاعر سلبية قد تنتج من ملازمة المنزل مع طفلي حديث الولادة. وكذلك أمارس الرياضة باستمرار، حيث تساعدني حقاً في الحفاظ على صحتي النفسية". وتضيف: "لمجرد أننا ملتزمون البقاء في المنزل، فهذا لا يعني أنه لا يمكننا التواصل مع أهلنا وأصدقائنا عن بُعد".
وتقول رئيسة قسم الطب النفسي للبالغين والصحة النفسية للمرأة في سدرة للطب، فيليس وات، إن فترة الحمل وما بعد الولادة تتسم بأنها مؤججة للعواطف، مشيرة إلى ملاحظة زيادة الشعور بالقلق بين العديد من السيدات الحوامل ومَن هنّ في مرحلة ما بعد الولادة وأسرهن مع تفشي فيروس كورونا.