تعهّدت دول مجموعة السبع، اليوم الأحد، بإنهاء أيّ تلوّث جديد بالبلاستيك فيها بحلول عام 2040، علماً أنّ جولة جديدة من المفاوضات تبدأ في نهاية مايو/ أيار 2023 في العاصمة الفرنسية باريس، للتوصّل إلى معاهدة ملزمة قانونياً في هذا الإطار برعاية الأمم المتحدة بحلول نهاية عام 2024. وفي حين يتزايد استهلاك البلاستيك في العالم، إلى أين وصلت المعركة القائمة من أجل الحدّ من تأثيره البيئي؟
معاهدة دولية بنهاية عام 2024؟
يأتي تعهُّد دول مجموعة السبع (الولايات المتحدة الأميركية واليابان وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وكندا) مستنداً إلى الاقتصاد الدائري والتقليل أو التخلّي عن المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد وغير القابلة لإعادة التدوير، بحسب ما جاء في بيان أُصدر اليوم الأحد.
وإلى حين إنهاء أيّ تلوّث جديد بالبلاستيك في تلك الدول، من المتوقع قطع وعود أخرى. قبل عام في نيروبي (كينيا)، وافقت 175 دولة على إنهاء التلوّث بالبلاستيك في العالم من خلال وضع معاهدة ملزمة قانونياً بحلول نهاية عام 2024 برعاية الأمم المتحدة. ومن المقرّر عقد جلسة مفاوضات مقبلة في هذا المجال في مايو المقبل في باريس. ومن بين الإجراءات الرئيسية قيد التفاوض، فرض حظر عالمي على المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، واعتماد مبدأ "جعل الجهات المسبّبة للتلوّث تدفع"، وفرض ضريبة على إنتاج كميات البلاستيك الجديدة.
ما هي كمية البلاستيك التي تُنتَج في العالم؟
لا يبدو أنّ الإنتاج العالمي سوف يتباطأ، بل على العكس تماماً. فقد تضاعف إنتاج البلاستيك في العالم ما بين عامَي 2000 و2019 ليبلغ 460 مليون طنّ في مقابل 234 مليوناً، بحسب ما جاء في تقرير أصدرته منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي في فبراير/ شباط من عام 2022. وبالتزامن، تضاعف إنتاج النفايات البلاستيكية إلى 353 مليون طنّ في عام 2019. وفي عام 2019 وحده، رُمي 22 مليون طنّ من البلاستيك في الطبيعة، بما في ذلك ستّة ملايين طنّ في الأنهار والبحيرات والمحيطات، وفقاً لتقرير المنظمة نفسه. يُذكر أنّ المواد البلاستيكية تمثّل "85 في المائة على أقلّ تقدير من إجمالي القمامة البحرية"، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة للبيئة.
أين يُنتَج البلاستيك؟
في عام 2020، كان مصدر أكثر من نصف المواد البلاستيكية في آسيا. ويمثّل إنتاج الصين وحده نحو ثلث الإجمالي العالمي مع 32 في المائة. وعلى مدى العقد 2010-2020، ارتفع الإنتاج ارتفاعاً حاداً بنسبة 82 في المائة، من 64 مليون طنّ إلى 117 مليون طنّ سنوياً، فيما كان النموّ العالمي يبلغ 30 في المائة، وفقاً لتقرير أصدرته جمعية "بلاستيك يوروب" الممثلة للمتعاملين في مجال صناعة البلاستيك. وقد أنتجت أوروبا 55 مليون طنّ من البلاستيك في عام 2020، أي بانخفاض خمسة في المائة مقارنة بعام 2019.
كيف سينمو الإنتاج؟
تشير التقديرات الواردة في تقرير الصندوق العالمي للطبيعة، الصادر في سبتمبر/ أيلول من عام 2021، إلى أنّ إنتاج البلاستيك العالمي سوف يتضاعف بحلول عام 2040، و"سوف يسرّع أزمة المناخ". وبحسب الاتجاهات الحالية، سوف يرتفع استخدام البلاستيك في كلّ دول مجموعة العشرين بحلول عام 2050 إلى ما يقرب من ضعف المستوى المسجّل في عام 2019، ليصل إلى 451 مليون طنّ سنوياً، وفقاً لتقرير أُعِدّ بالتعاون ما بين مجموعة "إيكونوميست إمباكت" والمؤسسة اليابانية "ذا نيبون فاونديشن".
ما هي الحلول التي تتعدّى إعادة التدوير؟
وفي حين تعيد أوروبا تدوير أكثر من ثلث نفاياتها البلاستيكية، لم تُدوَّر إلا تسعة في المائة فقط من النفايات البلاستيكية (33 مليون طنّ) في العالم في عام 2019، بحسب منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. وتدعو المنظمات غير الحكومية، مثل "زيرو ويست" (صفر نفايات)، إلى تقليل الاستخدام لخفض الإنتاج العالمي، أكثر من إعادة التدوير التي لا تمثّل حلاً سحرياً. وانطلاقاً من ذلك، تريد إدخال مفهوم البيع من دون تغليف وإعادة الاستخدام والتصميم المراعي للبيئة "من أجل منتج يدوم مدة أطول"، بحسب مديرة المنظمة غير الحكومية جولييت فرانكيه.
تجدر الإشارة إلى أنّ ثمّة من يروّج لإنتاج البلاستيك الحيوي بهدف التقليل من استخدام النفط، لكنّ ذلك لا يمثّل سوى قسم ضئيل من المجمل. فهذا البلاستيك الذي يُنتَج من السكر أو النشا أو الذرة أو القمح يمثّل أقلّ من واحد في المائة من إنتاج البلاستيك العالمي.
(فرانس برس)