كشفت حكومة إقليم كردستان، شمالي العراق، أمس الثلاثاء، عن وجود أكثر من 900 ألف نازح ينتشرون في مخيمات ومدن الإقليم، في آخر إحصاء رسمي صادر عن جهة حكومية.
وذكرت دائرة الإعلام والمعلومات بحكومة الإقليم في بيان لها، ليلة أمس، أنه "بعد الأزمة السورية واندلاع الحرب على داعش في العراق وسورية، أصبح إقليم كردستان ملجأ لعدد كبير من اللاجئين، وفي عام 2022، بلغ العدد الإجمالي للنازحين في إقليم كردستان نحو 665 ألفاً، وبلغ عدد اللاجئين أكثر من 248 ألف نسمة".
وأضاف البيان أن "عدد النازحين المقيمين في المخيمات بلغ 230 ألف شخص، وعددهم خارج المخيمات وصل إلى 490 ألفاً و92 شخصاً، كما يوجد في الإقليم 248 ألفاً و434 شخصاً لاجئا، منهم 93 ألفاً و966 لاجئاً داخل المخيمات، و154 ألفاً و468 لاجئاً خارج المخيمات".
في غضون ذلك، استبعد مركز تنسيق الأزمات بوزارة داخلية إقليم كردستان، شمال العراق، إغلاق مخيمات النازحين هذا العام، بسبب البنية الاقتصادية في المناطق المحررة من تنظيم "داعش" التي لا تزال غير مناسبة.
ونقلت شبكة "رووداو" الإعلامية، الممولة من حكومة الإقليم، عن حسين كلاري، وهو المدير العام لمركز تنسيق إدارة الأزمات بوزارة داخلية إقليم كردستان، قوله إن "نحو 8 عوائل نازحة تعود إلى مناطقها يومياً، في وقت يرغب فيه الكثير من النازحين بالانتقال للعيش في المخيمات بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة في المدن".
وأضاف كلاري أنه "من المستبعد أن تتمكن الحكومة العراقية من إعادة النازحين في مخيمات إقليم كردستان إلى مناطقهم وإغلاق المخيمات هذا العام، بسبب عدم رغبة غالبية النازحين في العودة، ناهيك عن مشاكل عدم توفر الماء والكهرباء والخدمات، إلى جانب عدم وجود فرص عمل".
وكشف المسؤول عن أن "مركزه تلقى طلبات الكثير من النازحين الراغبين بالانتقال من العيش في المدن إلى المخيمات بسبب صعوبة الحياة في المدن، وعدم دفعهم الإيجار، ما يرفع عن كاهلهم جزءاً من الأعباء".
من جهته، انتقد النائب المستقل في البرلمان العراقي باسم خشان إهمال حكومة محمد شياع السوداني ملف النازحين، مبيناً، في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أن "هناك تقصيراً حكومياً، لا نعرف إذا كان متعمداً أم لا، تجاه قضية النازحين الذين يقطنون في خيام متهالكة منذ سنوات، وأن هذا الإهمال غير مقبول، ولا بد من إصدار قرارات عاجلة لحلّ هذه المشاكل، ودعم المناطق المحررة من أجل تثبيت الاستقرار فيها، إضافة إلى إرجاع الحياة إلى المناطق منزوعة السكان التي تسيطر عليها جماعات مسلحة".
وفي وقتٍ سابق، أكدت وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية إيفان جبرو أن توجه الحكومة هو إغلاق ملف المخيمات التي توجد غالبيتها في إقليم كردستان، مشيرة إلى أن هناك "تنسيقاً عالياً مع حكومة إقليم كردستان لدمج المخيمات وإعادة من نستطيع إعادتهم".
وبرغم الوعود الحكومية الكثيرة في العراق بشأن إغلاق أزمة النازحين، إلا أنها لا تزال حاضرة بقوة بسبب إخفاق السلطات في بغداد في فرض سيطرتها على جميع المناطق وإخراج الجماعات المسلحة وإعادة السكان.