الخطة البديلة..سلاح ريال زيدان الذي جلب نقاط الكلاسيكو

03 ابريل 2016
زيدان تفوّق تكتيكياً (getty)
+ الخط -
ضرب الريال أكثر من عصفور بهدف واحد، بعد أن هزم الغريم اللدود على ملعبه ووسط جماهيره، وقلّل فارق النقاط مع المتصدّر إلى سبع نقاط، بالإضافة إلى كسر سلسلة عدم الهزيمة البرشلونية، ليؤكد النادي الملكي أنه عائد بقوة في الآونة الأخيرة، بعد الخسارة الصادمة أمام الأتليتي في ديربي مدريد.

واستحق الميرنغي تحقيق الانتصار وخطف الثلاث نقاط، لأنه أجبر برشلونة على اللعب وفق منظوره الخاص، ونجح زيدان في فرض تفوّقه على لويس إنريكي في أول كلاسيكو تكتيكي بين الفريقين، والعبرة أبدا لم تكن في النتيجة، بل في توظيف المباراة حسب قدرات الريال، وخنق مفاتيح لعب البرسا حتى النهاية.

طريقة اللعب
بدأ برشلونة المباراة بطريقته المعتادة، 4-3-3 الهجومية، بتواجد الثلاثي اللاتيني في الأمام، وتحته راكيتيتش، إنيستا، وبوسكيتس، مع خط دفاع رباعي يبدأ من ألفيش وينتهي عند ألبا، مرورا بماسكيرانو وبيكيه، وفضّل المدرب إنريكي وضع ميسي في العمق أكثر، كصانع لعب حقيقي خلف الهجوم، مع التغطية المعتادة من الكرواتي راكي على اليمين.

بينما اختار زيدان خطة 4-3-3 مع ضغط متوسط أو متأخر، بمعنى عودة كل اللاعبين إلى منطقة المنتصف من دون الكرة، والدفاع بثنائي على كل جانب، مع إغلاق العمق بثلاثة لاعبين دفعة واحدة، كروس ومودريتش وخلفهما كاسيميرو، الحائط الدفاعي الأول قبل الرباعي الأخير وحارس المرمى.

لذلك ترك زيزو وفريقه الكرة لبرشلونة، الفريق المرهق منذ فترة بسبب ضغط المباريات ومشاركة معظم لاعبيه في تصفيات أميركا اللاتينية، ما جعل اللقاء يسير على وتيرة واحدة، استحواذ كاتلوني ومرتدات مدريدية، حتى النصف الأخير من عمر المباراة، أو بمعنى أدق حتى المباراة الأخرى بعد هدف بيكيه!

ميسي وكاسيميرو
لعب ميسي كثيرا في العمق، التكتيك الذي استخدمه برشلونة لضرب ريال أنشيلوتي في مواجهة العام الماضي، لكن هذه المرة الفكرة لم تنجح بشكل كلي، بسبب لعب الريال بثلاثي صريح في منتصف الملعب، ثلاثي يدافع بشكل أساسي قبل أي مهام أخرى، كروس ومودريتش في الارتكاز، وكاسيميرو لاعب حر في الخلف وكأنه ليبرو يقوم بالتغطية الدفاعية الكاملة.

سمحت وضعية الريال في راحة أكبر لخط دفاعه، مع كثافة عددية كبيرة أمام ليو ورفاقه، كذلك انخفاض مستوى نيمار وسواريز، أمر أجبر ميسي على الاحتفاظ بالكرة كثيرا دون فائدة، وخسر أصحاب الأرض انطلاقات إنيستا في وبين الخطوط، نتيجة عودة الأجنحة المدريدية كثيرا للخلف.

ونتيجة لهذه القراءة الجيدة من طرف زيدان وفريقه، سجل برشلونة هدفه من كرة ثابتة، ولعب في الشوط الثاني مباراة مفتوحة غير متوازنة، وكلما فقد الكتلان عنصر "التحكم"، كلما كانت فرص خسارته أكبر، وهذا ما حدث بالنص في النصف ساعة الأخيرة، حيث إن المباراة تحولت إلى عرض بدني مندفع من الجانبين، هجمة هنا وأخرى هناك، إلى السيناريو الذي يريده الريال بالحرف.

الخطة "ب"
حاول كل مدرب بعد التعادل اللجوء إلى خطته البديلة، اختار لويس إنريكي الدفع بأردا توران مكان راكيتيتش، ودفع فريقه ثمن هذا التغيير، لأنه بخروج الكرواتي فقد برشلونة لاعبا يضبط التحولات أثناء المرتدات، ويغطي باستمرار إلى جوار بوسكيتس، فظهر لاعب الارتكاز وحيدا أمام هجمات الريال، وانكشف الدفاع البرشلوني بوضوح.

في المقابل، نجح زيدان في الخطة ب، من خلال اللعب بتكتيكه نفسه، والحفاظ على تمركز وسطه، مع إشراك خيسي محل بنزيما، من أجل الضرب بثلاثي هجومي سريع في العدو والركض، مستغلا الحالة البدنية السيئة لخصمه، فلعب ريال مدريد مباراة أكمل في آخر 15 دقيقة، ولم يتأثر إطلاقا بطرد راموس، بل حدث العكس حتى هدف رونالدو القاتل.

وبالعودة إلى التغييرات، كان من الممكن وضع سيرجي روبرتو بجوار توران، خصوصا مع انخفاض لياقة إنيستا، أو التضحية بأحد المهاجمين (سواريز أو نيمار) في سبيل لاعب وسط رابع، لكن الفريق الكتالوني اندفع دون جدوى، عكس الريال الذي امتلك دكة هجومية بامتياز، لكنه لم يغامر أبدا، ولعب على المضمون ليحقق الانتصار.

إضافة قوية
نجح كاسيميرو في فرض نفسه بقوة داخل تشكيلة ريال مدريد، وحوّل طريقة اللعب من 4-4-2 الهجومية إلى 4-3-3، ليضيف إلى تكتيك مدربه بعدا واضحا من التوازن والهدوء، ويقلل كثيرا من هفوات الثنائي موديتش وكروس، ما جعل الفريق يظهر بشكل أفضل، ويستقبل هجمات أقل طوال التسعين دقيقة.

بلغة الأرقام، حقق كاسيميرو 6 عرقلات مشروعة، خلّص 3 كرات من مهاجمي برشلونة، وقام بصنع ثلاث محاولات دفاعية صحيحة، مع دقة تمرير تصل إلى 81%، صحيح أنه أضعف من كروس ومودريتش والبقية، في خاصية التمرير الدقيق وتدوير الكرات، إلا أنه صنع صيغة قريبة من التكامل أمام برشلونة، من خلال الجمع بين العقل والعضلات في توليفة واحدة.

استحق الريال في المجمل نقاط المباراة، بعد أن لعب برشلونة مباراة مندفعة دون تحكم، وعادت الليغا إلى الملعب مرة أخرى، في انتظار مباريات أصعب لحامل الثلاثية، سواء في الشامبيونز أمام أتليتكو أو بالدوري في قادم المواعيد، والعبرة بالخواتيم.

المساهمون