تتجه اليوم أنظار عشاق الكرة الأوروبية والعالمية إلى ملعب فرنسا، الذي يحتضن نهائي دوري الأبطال بين الريال وليفربول، بين كلوب وأنشيلوتي، وبين الريدز الإنكليزي والأبيض المدريدي، في مواجهة مفتوحة على كل التكهنات، تتكرر للمرة الثالثة بين العملاقين بعد نهائي سنة 1981 الذي فاز به ليفربول، ونهائي 2018 الذي توج به الريال للمرة الثالثة عشرة في تاريخ النادي، بينما لعب الريال 9 نهائيات قبل اليوم، فاز فيها باللقب في ست مناسبات، وهي أرقام توحي بأن الأمر يتعلق بأكثر الأندية تتويجاً ومشاركة في المباريات النهائية، والأكثر جماهيرية في العالم، ما يجعل باريس اليوم قبلة للمناصرين في المدرجات والمشاهدين عبر 200 بلد سيتابعون عبر الشاشات آخر موعد كروي للموسم على مستوى الأندية.
التكهن بمن يتوج باللقب يبقى صعباً في نظر المحللين والمتتبعين، الذين انقسموا بين من يرشح الريال لأنه سيد المسابقة عبر التاريخ،وكلّ مبارياته توحي بأن التاج يناديه ويبتسم له بالنظر لسيناريوهات تأهله منذ ثمن النهائي أمام العمالقة، وبالطريقة الفريدة من نوعها، والروح الانتصارية التي لا يملكها سوى من يلبس قميص الريال.
وبين من يرشح ليفربول بجبروته والروح التي غرسها يورغن كلوب في لاعبيه منذ 2015، فسمحت لهم ببلوغ النهائي الثالث في خمس سنوات، ما يوحي بأن التكافؤ في حظوظ التتويج متساوية الى حد بعيد، تحسمها الجزئيات المتعلقة باللياقة والتركيز العالي والاستغلال الأمثل للفرص التي تتاح لكلا الفريقين، ما يضمن فرجة ومتعة وإثارة فوق الميدان وفي المدرجات التي تستوعب 80 ألف متفرج.
الريال، صاحب الرقم القياسي في بلوغ النهائيات وفي عدد التتويجات، لم يسبق له أن خسر نهائي دوري الأبطال بالصيغة الجديدة، ويريد مواصلة ملحمته التي صنعها هذا الموسم أمام البياسجي، ثم تشلسي والسيتي، في سيناريوهات لا يتقنها إلا الكبار، ومن ثم تكرار ما فعله أمام ليفربول سنة 2018 وتأكيد أحقيته بأن يستمر ملكاً على عرش أكبر مسابقة كروية للأندية في العالم، مستفيدا من فترة الراحة التي استغلّها المدرب ولاعبوه لإعادة شحن البطاريات والتحضير الجيد للنهائي بعد تتويجه المبكر بلقب الدوري، مقارنة بليفربول الذي لم يستفد سوى من ستة أيام بعد الجهد الذي بذله اللاعبون في نهائي كأس الاتحاد والجولات الأخيرة من الدوري، وهي معطيات ترجح كفة الريال ليكون أكثر جاهزية من الناحية البدنية وحتى النفسية.
ليفربول الفائز بلقبه الأخير سنة 2019، بعد أن خسر قبل سنة أمام الريال، سيكون على موعد مع دخول التاريخ كأول فريق إنكليزي يتوج بالكؤوس الثلاث خلال موسم واحد، بعد إحرازه لقبي كأس الرابطة والاتحاد الإنكليزي، وموعد آخر مع الثأر لخسارته مع نفس الفريق سنة 2018 ومعادلة عدد الألقاب التي أحرزها الميلان، ويكون كلوب على موعد مع تأكيد سطوة المدربين الألمان على المسابقة في المواسم الأربعة الأخيرة رفقة مدرب البايرن هانس فليك، ومدرب تشلسي توماس توخيل، وبالتالي حرمان أنشيلوتي من رابع تتويج له بدوري الأبطال رفقة خمس لاعبين في الريال يسعون إلى الالتحاق برونالدو في عدد التتويجات باللقب، وهو الأمر الذي سيزيد من حجم الضغوطات على نادي ليفربول أكثر منه على الريال، خاصة أن كلوب خسر التاج مرتين في النهائي مع دورتموند وليفربول.
كلمة السر الليلة ستكون بحوزة كلوب وصلاح من جانب ليفربول، وأنشيلوتي وبنزيمة من جهة الريال، لأن كلوب يريد تجنب الخسارة الثانية أمام الريال والثالثة في نهائي الأبطال، وصلاح يريد أن يثأر، كما قال، ويصبح أول لاعب عربي يفوز مرتين باللقب الأغلى، بينما يسعى أنشيلوتي لكي يتوج بالرابعة، ويريد بنزيمة الفوز بالخامسة واللحاق برونالدو في عدد التتويجات، ومن ثم ضمان تتويجه بجائزة أفضل لاعب لهذه السنة.