روى نجم نادي ميلان الإيطالي ومنتخب البرازيل السابق، ألكسندر باتو، قصته في عالم "الساحرة المستديرة" للمرة الأولى، بعدما كشف عن الكثير من الأسرار المثيرة، حول الإصابات الكثيرة التي لاحقته، بالإضافة إلى اتخاذ القرارات الخاطئة، وحياته الشخصية، وحكاية بدايته مع كرة القدم.
وتحدث نجم منتخب البرازيل السابق مع منصة "ذا بلايرز تريبيون"، الثلاثاء، بقوله: "أعرف ما تفكرون فيه فقد سمعته على مدى 10 سنوات، ماذا حصل لباتو؟ لماذا لم يحصد الكرة الذهبية؟ ولماذا هو مصاب دائماً؟ كان يجب علي الإجابة عن كل هذه الأسئلة منذ وقت طويل".
وتابع "لقد دارت عني شائعات في ميلان بأنني محب للحفلات. لم أكن أحب الحفلات لكنني كنت مضطراً لحضورها فقد كنت أعيش في عالم القصص الخيالية، وعندما كنت أريد التحدث كانوا يقولون لي ما زلت شاباً صغيراً لتدخل في جدال. عمري 32 الآن وأعتقد أنّ الوقت مناسب للتوضيح، إن كنتم تريدون تصديق الشائعات فصدقوا أو أنصتوا لما حصل فعلاً".
وأضاف "أول شيء يجب أن تعرفوه أنني تركت منزل العائلة في سن صغيرة جداً، وعندما يقدم لك العالم في سن الـ11 من عمرك سيكون طريق تحقيق أحلامك صعباً. منحني الله موهبة لعب الكرة وحتى سن الـ10 لم أجرب اللعب في أرضية نظامية لأن اللعب في ملعب خماسي كان أكثر مرحاً بالنسبة لي".
وواصل "كانت عندي منحة دراسية في مدرسة خاصة بفضل موهبتي. في أحد الأيام شاركت في بطولة مدرسية، وقال كشاف دولي لوالدي: يا إلهي، هل جربت أن يشارك ابنك في ملعب كبير (11 لاعباً)؟، ثم انكسرت ذراعي وجبرت على عجل وعندما عاينها الدكتور بالأشعة وجد ورماً وقال يتوجب عليه دخول غرفة العمليات فوراً وإلا تعرضت للبتر".
وأردف "لقد صدمت حينها، كنت على بعد 24 ساعة من فقدان ذراعي اليسرى، لكن هل تظنون أن والدي كانا يستطيعان دفع تكاليف العملية؟ لا. جلب والدي كل الأشرطة التي كان يسجلها لي في الملعب الخماسي وعرضها على الكادر الطبي وقال لهم هذا ابني ولا أعرف كيف أدفع المبلغ ولا أريد أن يتوقف عن لعب الكرة. لا أعرف ماذا حصل بعد ذلك، ربما ظن الطبيب أنني موهوب جداً، ليقرر إجراءها مجاناً".
وواصل "اخترت نادي ميلان وكان بمقدوري الذهاب لبرشلونة أو ريال مدريد أو أياكس، لماذا ميلان؟ أسألكم هل جربتم اللعب بزي ميلان في البلاي ستيشن؟ ميلان لعب له كاكا، سيدورف، بيرلو، مالديني، نيستو، غاتوزو، شيفشينكو الذي كان لا يتوقف، والظاهرة رونالدو، الذي كان يمكن أن ألعب بجواره".
واستطرد "كان ميلان فاز للتو بلقب أوروبا وفور تلقي الاتصال سألت عن موعد رحلة الطيران الأسرع. اصطحبني المدرب أنشيلوتي بعد وصولي إلى النادي لبهو الطعام وقدمني لزملائي وقال: (هذا باتو، مهاجمنا الجديد)، ووقف الجميع وصافحني، واو! كاكا ورونالدو وسيدورف. كان هذا يومي الأول وتحولت لعبة الفيديو لواقع".
وتابع "بيرلسكوني كان رئيس النادي طبعاً وكان رائعاً، اتصل بي مرة ومازحني ثم قال لي لماذا تراوغ في الجناحين، تمركز في الوسط وسجل وبعدها قال لي المدرب وليوناردو نفس الشيء وسجلت هدفاً في كامب نو من التمركز في قلب الهجوم واهتزت شباك فالديز. في تلك الأيام كنت في القمة، الجميع في إيطاليا والبرازيل يتحدث عني وكنت أحب الاهتمام لكن هل تعلمون ما المشكلة التي حصلت؟ بدأت أحلامي تكبر وتصورت أنني فزت بالكرة الذهبية. عندما بدأت المشاكل كنت وحيداً أمامها، لاعبو الكرة اليوم لديهم طبيبهم الخاص ومدربهم الخاص وفي تلك الأيام لم يكن سوى رونالدو يحظى بهذه الأفضلية".
وعن الشائعات التي لاحقته مع ميلان، أجاب باتو "عندما كتبت الصحف أكاذيب عني لم يكن لدي فريق إعلامي لتوضيح موقفي كما أنني لم أكن أفهم أهمية التواصل وبناء العلاقات وقالوا لي إنّ الرد في الملعب فقط وهذا ليس حقيقياً. الجميع أراد رؤية عرقي ودمي ودموعي ودفعت الثمن باهظاً. هل تذكرون عندما كان غالياني في إنكلترا للتفاوض مع تيفيز؟ تقدم سان جيرمان بعرض جيد لي وأردت الرحيل لكن بيرلسكوني رفض بحضور أنشيلوتي".
واستطرد "كنت مصاباً لذا اعتقد المشجعون أنني لم أرغب بالرحيل وأنّ الفريق كان ليفوز لو كان تيفيز بدلاً مني، ساءت إصابتي ونفسيتي أيضاً، تحولت لكبوة ميلان الذي يكسب الكثير من المال ويريد المشجعون التخلص منه. هل تعرفون كم عانيت لأعود للياقتي؟ زرت كل طبيب حول العالم، طبيب في أتلانتا قال في تقريره ردود فعلي لا تتناسب مع ردة فعل عضلاتي، وطبيب في ألمانيا حقنني بسائل في ظهري لم أتمكن بسببه من المشي في مطار ميونخ اليوم التالي وطبيب آخر غرز 20 إبرة في جسمي في كل صباح وفي كل مساء وكل طبيب، 6 أو 7 أو 8 أطباء، يقول شيئاً مختلفاً. بكيت كثيراً لأنني ظننت أنني لن ألعب مستقبلاً".
واختتم باتو حديثه بالكشف عن الفندق الرخيص، الذي حجز به والده، من أجل تحقيق حُلمه، ولو قام بالأمر ذاته في يومنا هذا، لسارعت الشرطة إلى حبسه، لأنّ المكان عبارة عن وكر للدعارة وتجارة المخدرات، مؤكداً أنّه عاش لحظات جنونية في الحفلات التي حضرها، وجرب عدداً من أنواع المخدرات، التي أثرت على مسيرته، لكنه يطمح الآن إلى العودة مرة أخرى لمنتخب البرازيل، والمشاركة في مونديال قطر 2022.
'If life is a game, I have won.'
— Players' Tribune Football (@TPTFootball) May 31, 2022
🗣️ @Pato pic.twitter.com/uOKgoJ0FR8