"كنت أفضل مدافع في العالم، يجب أن أستعيد تلك المكانة، هذا تحد بالنسبة لي، أعرف أن لويس إنريكي سيساعدني في ذلك".. هكذا تعهد جيرارد بيكيه لاعب فريق برشلونة ومنتخب إسبانيا قبل انطلاق الموسم بتحسين أدائه، لكن الواضح أنه يمضي من سيّئ إلى أسوأ.
يمر بيكيه بأكثر فترات مسيرته تدهورا على الإطلاق، لا سيما بعد أدائه الكارثي في الكلاسيكو، حيث لعب دورا محوريا في خسارة البرسا 1-3 ، فضلا عن سلوكه غير الاحترافي خلال مباراة إسبانيول الودية بكأس كتالونيا حين مشغولاً بهاتفه الجوال على مقاعد البدلاء.
وقرر إنريكي معاقبة بيكيه باستبعاده من قائمة مباراة سلتا فيجو الأخيرة بالليجا لأسباب فنية، يمكن تفسيرها بأدائه في الكلاسيكو وبسوء سلوكه في السوبر الكتالوني.
لكن ما الذي دفع بيكيه نحو الهاوية رغم تحمّسه وتفاؤله قبل بدء الموسم؟
انعدام المنافسة
قطع بيكيه وعدا امام جماهيره بعد مستواه المخيب في مونديال البرازيل مع المنتخب بأن ينتفض، وأن يتنافس بقوة على مركزه مع الوافدين الجديدين الفرنسي جيريمي ماتيو والبلجيكي توماس فيرمايلين، لكن الحظ خدمه بإصابة الأخير، وعدم ثقة إنريكي في مارك بارترا، ليجد مكانا في التشكيل الأساسي في معظم المباريات بجانب ماتيو أو الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو أو كلاهما.
غياب بويول
يمكن ملاحظة الهبوط الشديد في مستوى بيكيه منذ غاب شريكه في الدفاع القائد السابق كارليس بويول عن اللعب لكثرة إصاباته، قبل الاضطرار للاعتزال، حيث أظهر كلاهما انسجاما تاما في حقبة المدرب الأسبق بيب جوارديولا، وعجز بيكيه عن التفاهم مع أي شريك آخر.
وكان "قلب الأسد" يخفف كثيرا من العبء في الخط الخلفي، ويغطي ظهر بيكيه، فضلا عن دعمه معنويا بسبب الصداقة القوية التي تربطهما.
فرصة أخيرة.. مع مورينيو؟؟
ومع وصول العلاقة مع المدرب والجماهير لطريق مسدود، فإن السبيل امام بيكيه هو الرحيل عن الفريق الكتالوني، ربما في موسم الانتقالات الشتوية المقبل، وبالفعل تناثرت شائعات مؤخرا حول انضمامه لتشيلسي الإنجليزي.
ورغم صعوبة الإيمان بفكرة استعانة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو ببيكيه لتعزيز دفاع البلوز، ليس فقط لأدائه المخزي حاليا وإنما لسابق علاقتهما السيئة حين كان مدربا للغريم ريال مدريد، ففي إحدى المرات اتهمه بيكيه بأنه "دمر الكرة الإسبانية"، لكن نجاح سيسك فابريجاس المبهر مع "سبيشل وان" قد يفتح الباب للمراهنة.
كان سيسك قد رحل الصيف الماضي مطرودا من برشلونة وجماهيره بسبب أدائه المتواضع، لكن مورينيو أوجد له بيئة مناسبة للتألق وتناسى خلافاتهما أيضا، ليصبح حاليا العقل المفكر في الفريق اللندني وأفضل صانع ألعاب في الدوري الإنجليزي وربما الأفضل في العالم.. فهل يتكرر الأمر مع بيكيه؟ أم أنها مجرد شائعات من نسج الخيال؟