تتجه أنظار الجماهير الرياضية، الأربعاء، إلى ملعب "سانتياغو بيرنابيو"، من أجل متابعة المواجهة المرتقبة بين ريال مدريد الإسباني وضيفه الثقيل مانشستر سيتي الإنكليزي، ضمن منافسات إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما تمكنت كتيبة المدرب بيب غوارديولا من تحقيق فوز صعب ذهاباً بأربعة أهداف مقابل ثلاثة أهداف على استاد "الاتحاد".
ويدرك المدرب بيب غوارديولا صعوبة مهمة نادي مانشستر سيتي، لأن الفريق الإنكليزي لا يمتلك سجلاً رائعاً في المواجهات التي خاضها في الملاعب الإسبانية بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعدما لعب في 9 مباريات، حقق الفوز في 3 مناسبات، فيما تذوق طعم الخسارة في 5 مباريات، وخطف تعادلاً وحيداً.
لكن المواجهة أمام نادي ريال مدريد في ملعب "سانتياغو بيرنابيو"، ستكون الرابعة في تاريخ المسابقة القارية، حيث كانت البداية بالخسارة بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مرحلة المجموعات بموسم 2012/2013، فيما هُزم في نصف نهائي موسم 2015/2016 بهدف من دون رد، إلا أن رفاق النجم الجزائري رياض محرز، حققوا الانتصار بهدفين مقابل هدف في ذهاب دور الـ(16) بموسم 2019/2020.
ولعب نادي مانشستر سيتي ضد خصمه برشلونة الإسباني في ملعب "كامب نو" بثلاث مواجهات، ولم يتمكن من تحقيق أي انتصار على الفريق الكتالوني، الذي تفوق على الفريق الإنكليزي بهدفين مقابل هدف في إياب دور الـ(16) بالمسابقة القارية في موسم 2013/2014، وخسر مانشستر سيتي أيضاً بهدف نظيف في إياب دور الـ(16) بموسم 2014/2015، فيما تعرض لهزيمة قاسية بأربعة أهداف مقابل لا شيء في مرحلة المجموعات بموسم 2016/2017.
وخاض مانشستر سيتي مواجهة وحيدة أمام خصمه أتلتيكو مدريد، وانتهت بالتعادل السلبي بلا أهداف على ملعب الأخير، في إياب ربع نهائي المسابقة القارية في الموسم الحالي، لكن مانشستر سيتي تمكن من الانتصار على إشبيلية بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في مرحلة المجموعات بدوري الأبطال في موسم 2015/2016، وتفوق على فياريال بثلاثة أهداف نظيفة في دور المجموعات أيضاً بموسم 2011/2012.
أما ريال مدريد الإسباني، فإنه يعاني من أزمة تاريخية في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، لأنه لم ينجح في الوصول إلى المواجهة النهائية، عندما تعرض للهزيمة في لقاء الذهاب، سواء كان ذلك على ملعبه أو خارج أرضه، ولاحقته العقدة في 8 مناسبات بالمسابقة القارية.
بداية قصة العقدة في نصف النهائي بدأت في موسم 1967/1968، عندما خسر نادي ريال مدريد ذهاباً أمام مانشستر يونايتد الإنكليزي بهدف مقابل لا شيء في ملعب "أولد ترافورد"، ليتعادل بعدها بثلاثة أهداف لمثلها في الإياب بملعب "سانتياغو بيرنابيو"، وتواصلت معاناة ريال مدريد في موسم 1972/1973، بعدما خسر على يد أياكس أمستردام الهولندي ذهاباً بهدفين مقابل هدف، وهُزم على ملعبه في العاصمة مدريد بهدف دون رد.
ولاحقت العقدة ريال مدريد في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال بموسم 1986/1987، عندما تعرض لهزيمة كبيرة في ألمانيا على يد خصمه بايرن ميونخ بأربعة أهداف مقابل هدف، لكنه انتصر بهدف نظيف على ملعبه "سانتياغو بيرنابيو"، إلا أنه لم يكن كافياً لبلوغ النهائي.
وفي نصف نهائي موسم 2000/2001، خسر ريال مدريد مرة أخرى على ملعبه أمام بايرن ميونخ بهدف نظيف، ثم تفوق العملاق "البافاري" إياباً بهدفين مقابل هدف في ألمانيا. ولاحقت عقدة نصف نهائي ريال مدريد أمام برشلونة في موسم 2010/2011، عندما خسر بهدفين مقابل لا شيء في ملعب "سانتياغو بيرنابيو"، ثم تعادل في "كامب نو" بهدف لمثله.
وفي الموسم التالي مباشرة تذوق ريال مدريد مرارة الهزيمة في نصف النهائي بهدفين مقابل هدف على ملعب "أليانز" أمام بايرن ميونخ، وانتصر بنفس النتيجة على ملعبه، لكن العملاق "البافاري" حسم المواجهة لصالحه بركلات الترجيح.
غير أن معاناة ريال مدريد أمام الأندية الألمانية استمرت في موسم 2012/2013، بعدما خسر ذهاباً في نصف النهائي ضد بوروسيا دورتموند بأربعة أهداف لهدف، واكتفى بالفوز إياباً بهدفين مقابل لا شيء في ملعب "سانتياغو بيرنابيو".
وفي موسم 2014/2015، تعرض ريال مدريد للخسارة في نصف النهائي أمام يوفنتوس بمباراة الذهاب بهدفين مقابل هدف، وتعادل على أرضه إياباً، ما يجعل كتيبة المدرب الإيطالي، كارلو أنشيلوتي، في اختبار صعب للغاية، لأن مهمة رفاق النجم الفرنسي، كريم بنزيمة، تكمن في تحقيق "ريمونتادا" مثيرة أمام مانشستر سيتي، وكسر العقدة التي رافقت "الملكي" لسنوات طويلة في مباريات نصف نهائي المسابقة القارية.