تغيّر واقع تشلسي، بطل دوري أبطال أوروبا، والمتوج قبل فترة بمونديال الأندية، والمنافس الدائم على لقب الدوري الإنكليزي، إلى نادٍ تحت طائلة عقوبات جمدت كل طموحاته في مواصلة السير على طرق التتويجات.
عقوبات فرضتها الحكومة البريطانية، لتجميد أصول وحظر سفر الروسي رومان أبراموفيتش، مالك تشلسي، وضعت النادي اللندني في أزمة، وصل تأثيرها إلى أدق التفاصيل، مما يجعل النادي عاجزاً في الفترة المقبلة عن الإيفاء برواتب لاعبيه وموظفيه وحتى دعم رحلات الفريق، على مستوى المسابقة المحلية والقارية.
مشكلة النادي لم تكن مع تجميد أصول مالكه فقط، بل امتدت لأكثر من ذلك، بعد أن قرّرت العديد من الشركات سحب رعياتها للنادي، من بينها شركة الهواتف "3"، وهي واحدة من 3 ثلاثة رعاة أوقفوا التعامل مع تشلسي، ليفقد النادي صفقة تبلغ قيمتها 40 مليون جنيه إسترليني سنوياً، بحسب تقرير لصحيفة "ذي إندبندنت".
أبراموفيتش الذي أعلن في بيان رسمي قرار بيع تشلسي، تعرّض لضربة موجعة جديدة، بعد أن أعلنت رابطة الدوري الإنكليزي عبر بيان رسمي استبعاده من منصبه كرئيس للنادي، الذي لن تتأثر مشاركته على مستوى المسابقات المتواجد فيها حالياً.
جماهير "البلوز" التي تنفست الصعداء في السنوات الأخيرة، بعد فترات مظلمة عانى فيها الفريق من تراجع كبير على مستوى النتائج، باتت الآن تخشى هجرة جماعية للنجوم تعيد الفريق إلى نقطة الصفر، بعد وصول سقف الطموحات إلى مرحلة اللاعودة، خصوصاً مع تواجد المدير الفني الألماني توماس توخيل، الذي ربما يكون أول الراحلين في الموسم المقبل.
البلجيكي روميلو لوكاكو والفرنسي نغولو كانتي والمغربي حكيم زياش، وآخرون، باتوا مطلباً لأندية عالمية، تحاول استغلال فترة اللاستقرار التي يعانيها تشلسي، قد تجعل الخسارة أكثر مما كان متوقعاً، وليصبح أحد عمالقة القارة العجوز أمام طريق شبه مسدود، يبدد أحلام عشاقه، وربما يفقد "البريميرليغ" أحد أضلاع المتعة.
ما أصاب تشلسي، كان واحداً من أصعب تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، وما خلّفه من زلزال ضرب أركان رياضة "الدبّ الروسي"، في الوقت الذي فقد فيه البلد المحتل نجوماً على مستوى مختلف الرياضات. خسائر ربما لن تقف عند هذ الحد، دون أن ترفع حمامة السلام، غمامة الحرب، وتعيد كل شيء إلى مكانه المعتاد، وعلى رأسه الرياضة.