التاريخ 2 ديسمبر/ كانون الأول عام 2010 حبس العالم أنفاسه في لحظة، ليعرف هوية البلد المستضيف لكأس العالم 2022. بلاتر يفتح الظرف ويعلن اسم قطر. عدسة الكاميرا تركز على الورق والناس غير مصدقة.
نعم مونديال 2022 في ضيافة العرب. قطر تكسب الرهان وتفوز بحق تنظيم أهم حدث رياضي، بعد الأولمبياد. منذ الإعلان و بكلّ زيارة إلى الدوحة أكتشف حلماً.
أكتشف حجم العمل المبذول للخروج بأبهى صورة، عايشتُ التغييرات والبناءات، عايشت سنوات التجهيز، كأس العالم في البيت العربي استوجب ملفاً قوياً من دون خروقات في ظل وجود ناس تتصيد الحرف لتكتب به مجلداً.
مرت السنوات. مرت الأشهر خاطفة، أيام الناس الآن صارت بسرعة الصوت، هذه الساعات وصلت لنا الدنيا للأول من نوفمبر، كأس العالم على بعد أقل من 20 يوماً، الكل يتحضر، يجهز، البطولة التي تكلّفت كأغلى بطولة في تاريخ "فيفا".
الملاعب جاهزة، أول المنتخبات اليابان يصل في السابع من نوفمبر، دول أعطت التلاميذ عطلة مدرسية، وأخرى وضعت توقيتاً خاصاً لفسح المجال لتشجيع بلدانهم، كلّ شيء جاهز لضربة البداية.
في الأخير نريد الكرة، نريد الرياضة، بعيداً عن السياسة والتسييس والتحجج والتأجيج، الفرع لن يأخذ مكان الأصل ولا يبقى في الوادي إلا حجره، العالم في العشرين من الشهر الحالي، ينتظر المواجهة الافتتاحية بين قطر والإكوادور. سيهتم فقط بالمستديرة.
أهداف ميسي وقوة "السيليساو". أين سيصل رونالدو بالبرتغال؟ وهل يحقق ميسي حلمه؟ هل تواصل أوروبا أفضلية 20 عاماً؟ أم تعود الكأس لأميركا الجنوبية؟ أي حضور للكرة العربية في مونديال قطر؟
أيام والحلم سيصبح حقيقة. أيام ويصبح الشرق الأوسط قبلة الكرة العالمية. أيام ويؤكد العرب أن الحلم ممكن تحقيقه بالعمل والتخطيط، وأننا أمة قادرة على كتابة التاريخ ولو كره الكارهون.
نحن من سنُنجح البطولة. نحن من سنفوز ولو خسرنا، ونحن من سنصل كروياً وعلى الميدان. أتمنى أن أرى أداءً مميزاً يترجم في انتصارات. أتمنى أن أرى منتخباً عربياً في الدور الثاني.
20 نوفمبر حتى 18 ديسمبر، حلم تحقق وبطولة ستلعب وذكريات ستحفظها الأيام!