افترق النجم الصربي المصنف الثاني عالمياً، نوفاك ديوكوفيتش قبل أيام عن مدربه السلوفاكي ماريا فايدا بعد مسيرة دامت 15 عاماً، وقد حققا معاً العديد من الألقاب طوال تلك الفترة، ونستعرض في هذا التقرير المحطات التي عاشها نولي مع المدربين طوال مسيرته، وكيف كانت بداياته؟
الفترة الأخيرة
كان ديوكوفيتش في الفترة الأخيرة يعمل مع كلّ من فايدا الذي كان معه كما ذكرنا منذ فترة طويلة، إضافة إلى المدرب الثاني الكرواتي غوران إيفانيسيفيتش، بطل ويمبلدون السابق على الملاعب العشبية.
خلال فترة عمل فايدا مع نولي شهدت حالات اللاعب الصربي في بعض الأوقات فترات من الصعود والهبوط، فباتت علاقتهما استثنائية، حتى أن اللاعب قال في يوم إنهاء التعاون: "كان ماريان معي في أهم اللحظات التي لا تُنسى في مسيرتي. لقد حققنا بعض الأشياء الرائعة معا وأنا ممتن جدًا لصداقته وتفانيه على مدار الـ15 عاما الماضية، سيكون دائما جزءاً من أسرتي"، هذا الأمر كفيل بتوضيح الصورة والتأثير الذي استطاع السلوفاكي أن يضفيه على صاحب الألقاب العشرين في الغراند سلام.
بداية رحلة نوفاك
أرسل والدا ديوكوفيتش نجلهما إلى معسكر تنس في نوفي ساد لأول مرة عندما كان في الرابعة من عمره. في عام 1993 قبل أن يبدأ الصربي تعليمه الابتدائي، أرسله الوالدان للتعلم لاحقاً على يد لاعبة التنس اليوغوسلافية يلينا غينتشيتش في جبل كوباونيك، حيث كان والداه يديران أيضًا مطعمًا للوجبات السريعة، وامتلكا أيضاً شركة معدات رياضية.
ديوكوفيتش اعترف في أكثر من مناسبة أن غينتشيتش "وضعت المعايير الأساسية له وأعطته فكرة عما كان سيتطلبه الأمر ليكون الأفضل في العالم".
كانت يلينا غينتشيتش قد أدركت الإمكانات الصامتة أو لنقل النائمة في ديوكوفيتش، وصرحت لاحقًا بأنه امتلك قدرات هائلة حتى عندما كان طفلاً "أعظم موهبة رأيتها منذ مونيكا سيليش". خلال فترة عملها معه، وبسبب التسارع في مستواه وتحسّنه الملحوظ، اقترحت نقله إلى مكانٍ آخر يمكن فيه النمو بشكل أفضل، فاتصلت بنيكولا بيليتش، وهو لاعب يوغوسلافي كان لديه أكاديمية تنس في ألمانيا.
بعمر الـ12 عاماً انتقل إلى أكاديمية بيليتش للتنس الكائنة في بلدة أوبرشلايسهايم بميونخ، حيث أمضى السنوات الأربع التالية هناك، ثم بدأ مسيرته الدولية عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، وانطلق في رحلة الفوز بمنافسات الفردي والزوجي وكذلك الفرق على صعيد الفئات العمرية.
بداية المسيرة الحقيقية
بعد فترة وفي سنّ النضوج بدأ ديوكوفيتش العمل مع ديان بتروفيتش في سن السادسة عشرة تحديداً، كان ذلك في عام 2004، وعلى يديه بات الصربي محترفاً، واستطاع أن يتقدم إلى قائمة المصنفين العالميين المائة الأوائل بعد قفزات هائلة وسريعة في الترتيب العام.
ومع ذلك لم يستطع ديان مساعدة ديوكوفيتش في الفوز بلقب فردي واحد على الأقل على مستوى منافسات اتحاد لاعبي التنس المحترفين خلال فترته القصيرة معه. بعد ذلك أنهى الثنائي شراكته في 2005.
شراكة مع ريكاردو بياتي
من خريف 2005 حتى يوني/حزيران 2006، عمل نوفاك ديوكوفيتش مع الإيطالي ريكاردو بياتي. تحت إشرافه وصل نوفاك إلى الدور الثالث في منافستين بالغراند سلام، تحديداً بطولة ويمبلدون على الملاعب العشبية وأميركا المفتوحة على الأراضي الصلبة.
ساعده المدرب الإيطالي لدخول قائمة أفضل 40 لاعباً في العالم على مستوى التصنيف، قبل أن ينفصل الطرفان لأن بياتي رفض العمل معه بدوامٍ كامل.
بعد أن أصبح ديوكوفيتش الرقم 1 في العالم لأول مرة في عام 2011، ادّعى بياتي في مقابلة مع رويترز أنه كان يعلم في عام 2006 أن ديوكوفيتش يمكن أن يصبح الرقم واحد في العالم. كما أكد أنه سيصل إلى مستوى رافائيل نادال وروجر فيدرير.
وكشف بياتي أن الصربي عمل دائمًا بجد عندما كان طفلاً وكان مصممًا جدًا على أن يكون الأفضل عالمياً. وكان بياتي قد عمل أيضاً مع الروسية ماريا شارابوفا ودرب مؤخراً الإيطالي يانيك سينير.
فايدا وما حدث لاحقاً من تطورات
في عام 2006 وصل فايدا واستمرّت الشراكة بينهما حتى عام 2017، قبل أن يتوقفا لمدّة عام ويعودا في 2018.
كان ديوكوفيتش قد عيّن تود مارتن المصنف الرابع عالمياً سابقاً كمدرب ثان له في عام 2009 إلى جانب ماريان فايدا. كان الصربي يخسر باستمرار في دور الستة عشر بالغراند سلام وكذلك ربع النهائي خلال هذه الشراكة، فافترق الطرفان في 2010، وقال حينها لشبكة "ESPN" الأمر أصبح معقداً مع مدربين يختلفان في أسلوب العمل.
جاء بعدها الألماني العظيم بوريس بيكر، الذي عمل مدرباً رئيسياً لنوفاك من 2013 حتى 2016، بينما شغل السلوفاكي منصب مدرب مساعد ضمن الفريق الخاص بالصربي.
تحت إشراف بيكر المصنف الأول عالمياً سابقاً، انتزع ديوكوفيتش 6 ألقاب في البطولات الأربع الكبرى، بما في ذلك أربعة ألقاب على التوالي و14 لقبًا في بطولة الماسترز ذات الألف نقطة، ونجح في السيطرة على اندفاع رافائيل نادال"، ليعلن لاحقاً انهاء العلاقة مع بيكر مؤكداً أن "الأهداف التي حددت بينهما قد تحققت".
عمل بعدها ديوكوفيتش في أصعب مرحلة من مسيرته التي شهدت سلسلة إصابات مع راديك ستيبانيك وكذلك الأسطورة أندريه أغاسي، المعاناة كانت أكثر ذهنية منها جسدية، وهي الفترة التي انفصل فيها عن فايدا، لكن التعاون استمرّ 11 شهراً واستعاد نوفاك قوته وهيمن على التصنيف العالمي، ليعود بعدها فايدا ويستمرّ معه حتى أيام مضت.