ريال مدريد بين فنيات البرازيليين وقوة الفرنسيين

يُحسن فريق ريال مدريد الإسباني طوال المواسم الماضية، التعاقد مع اللاعبين الأجانب، إذ إنّ الميزانية الضخمة التي يملكها الفريق، ووضعه المالي المميز، جعله ملك الصفقات، فضلاً عن اللعب لعملاق الدوري الإسباني، الذي يستهوي الكثير من اللاعبين ويحفزهم على دعم صفوفه في رحلة البحث عن الألقاب والتتويجات، بما أن النادي الملكي يكون دائماً في موقف قوة، ومرشحاً لحصد أفضل النتائج.

وطوال تاريخه الكبير، مثّلت عدد من الجنسيات النادي الملكي، وهو أمر طبيعي فهو فريق منفتح على العالم بفضل إشعاعه الكبير، بما أنه يملك جماهير منتشرة في كل القارات، وهو من أكثر الفرق من حيث القاعدة الجماهيرية، وبالتالي كان من السهل عليه الاعتماد على كل الجنسيات تقريباً من أجل حصد أفضل الألقاب والتتويجات.

ويتميز ريال مدريد في نسخة موسم 2024ـ2025، بسيطرة اللاعبين الفرنسيين وكذلك البرازيليين، الذين يبدو حضورهم منافساً للاعبين الإسبان، وخاصة في التشكيلة الأساسية، حيث سيكون المدرب الإيطالي، كارلو أنشيلوتي، مجبراً على الاعتماد على لاعبين من البلدين بشكل مستمر طوال التحديات التي تنتظره، والطريف أن أهم صفقات ريال مدريد في الميركاتو الصيفي، شملت لاعباً فرنسياً وهو كيليان مبابي، ولاعباً برازيلياً هو إندريك.

ويُسيطر نجوم منتخب البرازيل، على هجوم ريال مدريد، بوجود ثلاثة لاعبين في الخط الأمامي، يتقدمهم النجم فينسيوس، الذي أصبح لاعباً أساسياً، ولا يمكن الاستغناء عنه، بل إنه أصبح مرشحاً للحصول على جائزة الكرة الذهبية، بعد مستوياته الرائعة في الدوري الإسباني وكذلك في دوري الأبطال، وبالتالي فإنه سيكون من بين الأسلحة التي سيعتمد عليها المدرب أنشيلوتي في الموسم المقبل، في رحلة البحث عن ألقاب جديدة في مسيرة النادي.

أما اللاعب الثاني فهو رودريغو، نجم الدقائق الأخيرة، بفضل أهدافه الحاسمة التي ساعدت الريال في الكثير من المناسبات وقلبت الطاولة على المنافسين في العديد من المباريات القوية، ومكّنت الفريق من حسم المواجهات التي كانت تبدو شديدة التعقيد، ولكن وجوده أساسياً أصبح مهدداً بعد الصفقات الجديدة، كما أنه وجد منافسة قوية منذ الموسم الماضي بعد تألق إبراهيم دياز.

وانضمّ المهاجم الواعد إندريك، إلى قائمة اللاعبين البرازيلين في الريال، وهو قادر على أن يشغل العديد من الأدوار وأظهر مستويات جيدة منذ بداية ظهوره في المباريات الودية، غير أنه سيجد منافسة قوية للغاية في الموسم الجديد بما أن النادي الملكي يملك الكثير من الخيارات في الهجوم، وبالتالي فإن الوافد الجديد سيحتاج إلى جهود كبيرة من أجل إقناع المدرب الإيطالي بقدراته. ويبرز ميليتاو ضمن كتيبة ريال مدريد، فهو لاعب صاحب خبرة وهو الوحيد الذي شغل خطة دفاعية، وبعد أن أعاقته الإصابة في الموسم الماضي عن المشاركة باستمرار، فإن الوضع سيختل في الموسم الجديد بعد تعافيه، حيث بات قادراً على اللعب وتقديم الإضافة.

وفي الجهة المقابلة، ينتشر اللاعبون الفرنسيون على مختلف الخطوط، وتحسّن وضع الظهير الأيسر فيرلاند ميندي في النصف الثاني من الموسم الماضي، بعد أن حسّن مستواه بشكل لافتٍ، وبات قادراً على تقديم الإضافة، وارتفعت أسهمه بشكل كبير، بخاصة أنه يجلب الحظ لفريقه في مباريات الدوري في ملعب سانتياغو بيناربيو.

وفي خط الوسط يبرز أورليان تشاوميني، الذي بات لاعباً أساسياً وهو المرشح الأول لتعويض توني كروس، ليكون محور المهام الدفاعية، ونجح في افتكاك مكان أساسي منذ الموسم الماضي، كما أنه حل طوارئ في الدفاع كلما بحث المدرب عن خيار بديل عند الغيابات، ويتوقع أن يكون لتشاوميني، انطلاقاً من الموسم المقبل أهمية مضاعفة بما أن لوكا مودريتش لا يلعب بانتظام، وهو عنصر الخبرة في الوسط.

أما إدراوردو كامافينغا، فإنه يملك خبرة كبيرة، غير أنه لم يفرض نفسه أساسياً، ويعتمد عليه المدرب في نهاية المباريات، ولكنه لاعب مهم بالنسبة إلى أنشيلوتي، لأنه يُحسن اللعب في العديد من المراكز بين وسط الميدان والدفاع، وبالتالي فإنه سيكون من بين الخيارات المهمة بالنسبة إلى المدرب، ومنافساً للعديد من الأسماء في مختلف المراكز.

وانضم كيليان مبابي إلى قائمة نجوم الريال، وهو لاعب قادر على نحت مسيرة بطولية مع النادي الملكي، رغم أن الطريق لن يكون سهلاً باعتبار أن الريال يبدو في أفضل حالاته، ويملك العديد من الحلول في الهجوم، وسيتعين عليه مضاعفة الجهود حتى يؤكد أرقامه مع فريقه السابق، باريس سان جيرمان الفرنسي، خاصة أن الريال انتظره طويلاً، وهو من أهم الصفقات التي عقدها الفريق في المواسم الأخيرة وينتظر إضافة نجمه الجديد.

كرة عالمية

التحديثات الحية

إندريك راقص السامبا يعقد مهمة مبابي

ويبدو ريال مدريد مزيجاً من المهارات والفنيات لراقصي "السامبا"، والقوة البدنية والتكتيكية للكرة الفرنسية، التي تُعرف بوجود لاعبين ممزين من الناحية البدنية، إضافة إلى الانضباط التكتيكي، وبنسبة كبيرة يمكن مشاهدة 3 لاعبين برازيليين أساسيين، وكذلك ثلاثة لاعبين من فرنسا في الموسم المقبل.

وهو ما يعطي الفريق قوة إضافية بلا شك والمزيد من الخيارات، ولكن هذا لا يعني أن مفاتيح اللعب ستكون فرنسية برازيلية فقط، فالريال يعتمد كثيراً على إبداعات الإنكليزي جود بيلنغهام في وسط الميدان، وكذلك المدافع الألماني روديغر الذي يمكنه صنع الفارق أيضاً وهو مهم للغاية، في حسابات المدرب، لكن من الواضح أنّ الحضور البرازيلي والفرنسي سيكون الأكثر تأثيراً، في غياب نجوم منتخب إسبانيا، بعد رحيل ناشتو وكذلك خوسيلو عن النادي، وسيكون داني كارفخال، الإسباني الوحيد الذي سيلعب أساسياً في الموسم المقبل.