عاد ساربروكين، فريق الدرجة الثالثة الألماني إلى صناعة مفاجأة جديدة، بعد أن أقصى خصمه نادي بايرن ميونخ من الدور الثاني من مسابقة كأس ألمانيا لكرة القدم، إثر الانتصار عليه 1-2، الأربعاء.
النادي ذاته، خطف الأضواء إليه في مسابقة الكأس في 2020، بعد أن بات أول فريق من الدرجة الرابعة يصل إلى نصف نهائي كأس ألمانيا قبل الهزيمة أمام باير ليفركوزن بثلاثية، وخلال طريقة لقبل النهائي، أطاح بفريقين من الدوري الألماني (فورتونا دوسلدورف وكولونيا) وفريقين من الدرجة الثانية (كارلسروهر ويان ريغنسبورغ).
لكن إنجازه الذي لا يُنسى ربما كان في 21 فبراير/شباط من عام 1951 ضد ريال مدريد، كما كشفت صحيفة "ماركا" في تقرير لها، استعرض التاريخ المذهل لساربروكين.
وبين التقرير أن ساربروكين كان أحد الفرق الألمانية الجيدة جدًا، ومد المنتخب بلاعبين خلال انتصار ألمانيا بكأس العالم 1954 في سويسرا ضد المجر، وقبلها واجهوا ريال مدريد الذي كان يضم بوشكاش وتشيبور وهيديكوتي، وهزموه برباعية نظيفة في البرنابيو.
الخريطة السياسية للحرب العالمية الثانية
كان النادي ينتمي لإقليم سار الألماني، الذي تحول إلى منطقة مستقلة في نهاية الحرب العالمية الثانية، بعد الخريطة السياسية التي رسمت حدود أوروبا، إثر هزيمة ألمانيا النازية، ليصبح فريقا بلا بلد.
وكان الفريق ينتظر دخول جولات في القارة العجوز، بحثًا عن منافسين لائقين بمستواه، في الوقت الذي عارضت فيه فرنسا (كانت سار محمية فرنسية بعد الحرب العالمية) لأكثر من عقد من الزمن عودة المقاطعة إلى ألمانيا، وفي عام 1948 دخل النادي دوري الدرجة الثانية الفرنسي كضيف، ليواصل النادي تألقه في المسابقة الفرنسية، ففاز بالبطولة بعد نتائج ثقيلة على منافسيه مثل 10-1 ضد روان أو 9-0 أمام فالنسيان.
مستواه الفني العالي للغاية نال احترام وإعجاب جول ريميه نفسه، لكن تأييد رئيس الفيفا والاتحاد الفرنسي لم يكن كافيا لفرق الدرجة الأولى لفتح أبواب الدوري الفرنسي الأول أمام ساربروكين.
الرفض في فرنسا
جرى رفض نادي ساربروكين من قبل فرنسا، لكن إدارته كانت بارعة لبقاء الفريق على قيد الحياة، وفي عام 1950 اخترع ما يسمى بكأس سارلاند الدولية، وهي مسابقة غير رسمية خصصت مليوني فرنك للفائز، وضمت 15 فريقًا رفيع المستوى من النمسا والدنمارك والسويد ويوغسلافيا وسويسرا وفرنسا، لتصبح في الواقع سابقة كأس أوروبا.
وافتتح الفريق المسابقة بفوزه على رين 4-0، وهي مقدمة لسلسلة من النتائج المميزة التي سمحت لهم بالفوز بالنسخة الأولى والوحيدة من الكأس، لأنه في صيف عام 1951 تم قبولهم من قبل ألمانيا في بطولاته الوطنية.
وارتفعت شهرة الفريق بشكل كبير وكذلك ارتفعت العروض من جميع أنحاء أوروبا لمشاهدة كرة القدم الخاصة به على الهواء مباشرة، في الوقت الذي اشتهر فيه لقاؤهم على ملعب أنفيلد (مايو/أيار 1950)، حيث فازوا بنتيجة 1-4 على ليفلربول بثلاثية سجلها مهاجمهم هربرت بينكيرت، الذي اعتبر أفضل مهاجم في تلك الحقبة، ثم جاء انتصارهم الشهير على فريق كتالوني ضم لاعبين من برشلونة وإسبانيول ومدريد، في ملعب "تشامارتين".
Incredible! 😮
— MARCA in English 🇺🇸 (@MARCAinENGLISH) November 1, 2023
Saarbrücken, a third-division German club, stunned Bayern Munich with a 90+6 winner in the German Cup.
Thomas Tuchel's squad, post-Harry Kane, has lost two competitions and now sits second in the Bundesliga.
Is the curse real? ⚽🏆🔥 pic.twitter.com/eMliDO2y10
بصمة في سان سيرو
ولن ينسى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مساهمة ساربروكين في تعزيز المواجهات بين الفرق في القارة، حيث جرت دعوة النادي للمنافسة في النسخة الأولى من كأس أوروبا، على الرغم من حصوله على المركز الثالث في دوري الدرجة الأولى الألماني.
وكانت مرحلة ظهوره الأول ترقى إلى مكانته التي استحقها عن جدارة، وفي سان سيرو، كتب خاتمة "قصته الخيالية" الخاصة، بفوزه على فريق ميلان الذي ضم نوردال وليدهولم وسكيافينو بنتيجة 3-4، وفي مباراة الإياب، انتقم اللومبارديون بالفوز 1-4، ليتأهلوا للدور التالي.
وبسبب ما يسمى بقانون سار في نفس العام (1955)، ضُمت المنطقة إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية اعتبارا من 1 يناير/كانون الثاني 1957، وتدريجياً نسيت أوروبا ذلك الفريق الاستثنائي الذي لا وطن له، والذي يقاتل حالياً من أجل البقاء في دوري الدرجة الثالثة الألماني.