شهدت بطولة كأس آسيا 2023 لكرة القدم تألق العديد من المنتخبات، وكذلك خيبات بالنسبة لبعض الأسماء، حيث أكدت النسخة الثامنة عشرة المقامة في قطر حالياً، والتي تستمر حتى العاشر من شهر فبراير/ شباط المقبل، أن الإثارة ستكون كذلك كبيرة في دور الـ16.
وقدّمت بعض المنتخبات نفسها بشكل قوي في دور المجموعات، واستطاعت ثلاثة منها فقط حصد العلامة الكاملة بخطف 9 نقاط كاملة من خلال تحقيق 3 انتصارات متتالية، لتؤكد أنّها جاهزة للذهاب بعيداً والمنافسة على اللقب فمن هي يا ترى؟
صاحب الأرض والبطل السابق منتخب قطر
استطاع منتخب قطر، بطل نسخة 2019 في الإمارات العربية المتحدة، الظهور بمستوى مميز وكبير في هذه النسخة، وذلك حين حقق العلامة الكاملة في دور المجموعات، حيث فاز في 3 مباريات متتالية، أولها على لبنان في الافتتاح على ملعب لوسيل بثلاثية بيضاء قبل أن يهزم طاجكستان بهدفٍ من دون مقابل ثم الصين بالنتيجة عينها رغم إراحة العديد من اللاعبين الأساسيين.
وأكد منتخب قطر تماسكاً واضحاً في العديد من الخطوط، لا سيما الدفاعية، حيث لم تهتز شباكه في أي مناسبة، فيما كان هجومه جيداً واستطاع صناعة الخطورة على مرمى الخصوم بحضور الثنائي المتميز أكرم عفيف الذي سجل 3 أهداف والمعز علي هداف العنابي التاريخي في كأس آسيا.
ومن المتوقع أن يرتفع مستوى العنابي تدريجياً في البطولة، وهو الذي سيقابل شقيقه الفلسطيني في المباراة المقبلة بدور الـ16، في مهمة لن تكون سهلة أمام الفدائي الذي قدّم نفسه بقوة على الساحة الآسيوية في دور المجموعات.
وكان منتخب قطر بدأ هذه النسخة بعد تغيير المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، ولم يكن واضحاً إن كان سينطلق بقوة أم سيأخذ وقتا ليصل إلى المستوى المطلوب، لكن خبرة المدرب الإسباني ماركيز لوبيز لعبت دوراً كبيراً في المجموعة، التي بطبيعة الحال تعرف بعضها جيداً بحكم سنوات الخبرة المتراكمة والمشاركة في أكثر من بطولة خارجية خلال السنوات الماضية، منها كأس العالم 2022 وكوبا أميركا والكأس الذهبية وتصفيات أوروبا المؤهلة للمونديال السابق، من دون احتساب نتائج العنابي خلالها.
منتخب إيران القوي
لا يمكن الاختلاف على أن منتخب إيران أظهر وجهاً قوياً وأكد أنّه يسعى لتحقيق اللقب الرابع في تاريخه ومعادلة رقم اليابان القياسي، وذلك بعدما كان آخر تتويج له في عام 1976 على حساب الكويت.
وأظهر منتخب إيران قوة هجومية بتسجيل 7 أهداف، فيما اهتزت شباكه مرتين، واحدة أمام فلسطين والثانية ضد الإمارات، لكن المنتخب الذي شارك في مونديال 2022 أظهر قوة كبيرة على المستوى الذهني وفرض أسلوبه وبسطه على أرضية الميدان من خلال أدوات قادرة على صناعة الفارق في كافة الخطوط، ففي مركز حراسة المرمى هناك الخبير علي رضا بيرانوند، وفي خط الدفاع نجد لاعب أيك أثينا اليوناني إحسان حاج صافي (33 عاماً) وقائد المنتخب.
وهناك في خط الوسط علي رضا جهانبخش، لاعب فينورد الهولندي، وأسماء أخرى، في حين أن خط الهجوم يضمّ مهدي طاريمي لاعب بورتو البرتغالي، الذي يسعى إنتر ميلانو الإيطالي لضمّه على غرار ميلان الغريم التقليدي، كما هناك سردار أزمون لاعب روما الإيطالي. وفاز منتخب إيران في دور المجموعات 3 مرات، كانت الأولى على حساب فلسطين بنتيجة 4-1 ثم 1-0 أمام هونغ كونغ وبنتيجة 2-1 على حساب الإمارات.
منتخب العراق وحلم 2007
استطاع منتخب العراق أن يقدم نفسه واحداً من الأسماء القوية في هذه النسخة، بعدما حصد 9 نقاط من 3 انتصارات بينها فوز على اليابان، وسيلاقي في الدور المقبل منتخب الأردن بحضور موسى التعمري، نجم مونبلييه الفرنسي.
وأكد منتخب العراق أنّه يسعى خلف لقبه الثاني في البطولة بعد تتويج 2007، في حقبة يونس محمود ونشأت أكرم ونور صبري وآخرين، حيث يتطلع الجيل الحالي بدوره، بقيادة المتألق أيمن حسين، هداف البطولة الحالي بخمسة أهداف، لإفراح مشجعي أسود الرافدين.
وأكد المنتخب العراقي تحت قيادة المدرب الإسباني خيسوس كاساس أنّه يمتاز بأسلوب هجومي قوي، خاصة أن الأدوات حاضرة لتنفيذ خطط الإسباني الذي بات حالياً مطمعاً للعديد من الأندية بينها نادي قادش، لكن من دون شك، بحال تحقق الإنجاز مع العراق أو حتى لم ينجح المنتخب في مبتغاه، فإن الاتحاد العراقي سيحاول التمسك بمديره الفني، في ظل السعي الكبير للتأهل إلى كأس العالم 2026.