يواجه الجيش الملكي منافسه الرجاء، على ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، في كلاسيكو مغربي مثير، في إطار ربع نهائي كأس العرش، وهي قمة صعبة سيسعى كلّ فريق إلى حسمها، من أجل الحضور في المربع الذهبي.
ويختبر الجيش الملكي قدراته أمام نسور الرجاء، في صدام صعب، سيبحث كلّ طرف عن حسمه. فالفريق العسكري يضم في خزانته 11 لقباً، آخرها تُوِّج به عام 2009، ويريد التصالح مع جماهيره العريضة، فيما سيبحث الفريق الأخضر عن كيفية إحراز اللقب التاسع له في تاريخه، بعدما كان عام 2017 آخر مرة يظفر فيها الرجاء باللقب.
الجيش، كما يحلو لجماهيره تلقيبه بـ"الزعيم"، يواجه الرجاء وكلا الفريقين يطمح إلى التأهل للدور النصف نهائي. فالفريق العسكري الذي يستقبل "النسور" على أرضه لا يريد التواضع أو السقوط داخل ميدانه، في الوقت الذي يريد استغلال صحوته في الدوري، بعدما بات يحتل المركز الثالث برصيد 23 نقطة، بفارق 3 نقاط فقط عن منافسه الرجاء صاحب المركز الثاني.
وفي الوقت الذي كان فيه الجيش الملكي قد فاز في آخر مباراة بالدوري، على حساب أولمبيك أسفي بثلاثية نظيفة، رفع بها المعنويات، سقط الرجاء في فخ التعادل أمام نهضة الزمامرة، متذيل ترتيب الدوري، وهو الأمر الذي أقلق الأنصار، قبل مواجهة اليوم أمام الجيش الذي عاد بقوة، وتترقب جماهيره أن يحقق تأهله على حساب أبناء مدينة الدار البيضاء.
ورغم كلّ المعطيات التي قد ترجّح كفة نادٍ على آخر، فالمتابعون والنقاد الرياضيون في المغرب يدركون تماماً أنّها تبقى من دون أهمية في الكلاسيكو، بعدما اعتادوا طوال سنوات شراسة الفريقين خلال الصدام بينهما مهما كانت وضعيتهما في ترتيب الدوري أو المشاكل التي قد تحيط بهما قبل المواجهة، ما يضفي التشويق والحماسة دائماً على هذه المباراة.
غياب الجمهور
ستفتقد قمة ربع نهائي كأس العرش لأبرز عنصر مثير فيها، إذ ستقام أمام مدرجات فارغة، تبعاً لقرار خوض المباريات من دون جمهور الذي اتخذ الموسم الماضي، ضمن جهود الحدّ من انتشار كورونا، وهذا ما سيخفض من حدة التوتر التي تصاحب هذا اللقاء، ولا سيما مع تكرار حالات الشغب التي تندلع بعدها، لكنّ غياب الجمهور عن المدرجات لن يمنع السلطات الأمنية لمدينة الرباط من اتخاذ إجراءات احترازية في محيط ملعب الأمير مولاي عبد الله، خوفاً من تجمع الجماهير قبل اللقاء المرتقب أو بعده.
وكشف مصدر أمني رفيع المستوى لـ"العربي الجديد" أنّ عناصر الشرطة ستتوزع بشكل مكثف وقوي، في محيط الملعب، للحدّ من تسلل بعض جماهير الجيش الملكي، التي رغم فرض حظر التجول في الفترة المسائية، ستحاول الحضور في وقت مبكر، لمتابعة المباراة. يقول المصدر: "ندرك أهمية مباراة الكلاسيكو، ورغم حظر التجول الذي يشهده المغرب في المساء، سننشر عناصرنا على طول محيط الملعب، لمنع تسلل أيّ شخص، خصوصاً أنّنا ندرك أنّ هناك من يريد الإفطار بالقرب من الملعب، كي يجد منفذاً لمتابعة المباراة". يتابع: "الأمر سيكون محسوماً، لا يحق للغرباء دخول الملعب، ويسمح فقط للفريقين، والإعلاميين التابعين للإذاعة والتلفزيون في المغرب. هناك تعليمات صارمة وسنطبقها حرفياً".
الوافدون الجدد
ستكون صفوف الناديين مكتملة في مباراة الكلاسيكو مساء اليوم، ولا يعاني لاعبو الجانبين من إصابات، باستثناء حارس الجيش محمد باعيو، الذي استأنف تدريباته المنفردة بعد العملية الجراحية التي أجراها في البطن. ومن المرجح أن يواصل مدرب الرجاء، التونسي لسعد جردة الشابي، إبعاد بعض العناصر التي لم يقتنع بها، كالمدافع البوركينابي سومايلا واتارا، ومتوسط الميدان بدر بولهرود، والظهير الأيسر أسامة سوكحان الذي أعاده المدير الفني إلى الفريق الرديف، بعد تراجع مستواه، مثل زميله محمود بنحليب، الذي أُبعِد عن الفريق الأول، بعد تغريمه مبلغ 15 ألف دولار أميركي، بعد تخلفه عن رحلة الفريق الأخضر، لمواجهة نامونغو التنزاني في مسابقة كأس "الكاف".
ويثق الطاقم الفني للجيش الملكي بقيادة البلجيكي فاندبروك بقائد خط وسطه جلال الداودي الذي يملك تجربة كبيرة، ليمنح الاستقرار لخط وسط ميدان الفريق العسكري، فيما ينتظر جمهور الفريق الكثير من المهاجم الإيفواري كيدي كنادو، وزميله رضا سليم، الذي غالباً ما يتألق في كلّ المباريات التي يخوضها ضد الرجاء، مثل الحارس أيوب لكرد، الذي يطمح إلى مواصلة التألق في منافسات الكأس، بعدما لعب دوراً بارزاً في بلوغ الجيش ربع النهائي.
بلجيكي "واثق بنفسه"
يراهن المدير الفني للجيش الملكي، البلجيكي سفن فاندنبروك، على تحقيق الفوز في الكلاسيكو، وقد عبّر عن ذلك صراحة بقوله، في تصريح لقناة "الرياضية" المغربية إنّ الفوز على الرجاء مهم جداً له لمواصلة تحقيق نتائج إيجابية، ستمنحه دفعة قوية لإتمام المسار بنحو جيد، وعامل مهم لكسب الثقة، لذلك كلّه سيعمل المدرب كلّ ما في وسعه لكسب المواجهة. وشدد ربان الجيش على أنّه يعرف جيداً قيمة الفوز في مباراة الكأس، كذلك إنّ الانتصار على الغريم الأخضر سيكسب من خلاله عاطفة الجمهور العسكري، الذي ينتظر تحقيق فريقه لانتصار جديد في مسابقة سيغضب أنصار "الزعيم" طويلاً، إذا لم يحققوا فيها نتيجة إيجابية، بعدما ارتبط كأس العرش لسنوات طويلة بفريقهم.
ولمّح المدير الفني البلجيكي إلى أنّه سيواجه فريقاً لا يحتاج معه لتحفيز اللاعبين الذين يكونون في الغالب محفزين من تلقاء أنفسهم. وستخوض الكتيبتان، العسكرية والخضراء، هذه المواجهة بعد تاريخ حافلٍ من الصدامات بين الطرفين، التي تُرجح كفة "النسور الخضر" إذ انتصروا في 40 لقاءً، مُقابل فوز الجيش في 34 مباراة، بينما تعادل الجانبان في 49 مناسبة. ووفق الأرقام والإحصائيات، فإنّ كلاًّ من الجيش والرجاء تواجها في 123 مباراة، ويتمثل أكبر انتصار للجيش الملكي في خمسة أهداف نظيفة، بينما أكبر فوز لنادي العاصمة الاقتصادية هو ثلاثة أهداف لهدف واحد.