لم يكن العملاق البلجيكي، تيبو كورتوا، يحلم في يوم من الأيام، أن يصبح الحارس الأساسي لنادي ريال مدريد، ويقوده إلى تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعد الانتصار بهدف نظيف على ليفربول، السبت، في استاد فرنسا بالعاصمة باريس.
ولعب كورتوا دوراً محورياً، بعدما لبس ثوب البطل في الموسم الحالي من دوري أبطال أوروبا، لكن نثر تصدياته الساحرة في النهائي، عقب قيامه بالوقوف سدّا منيعاً أمام رفاق النجم المصري محمد صلاح، نتيجة عجزهم عن هز شباكه.
لكن كورتوا في طفولته كان مُحباً لرياضة كرة الطائرة، بسبب والده، الذي كان لاعباً محترفا، إلا أن الصغير البلجيكي تعلق بكرة القدم، بعدما استمتع بمشاهدتها وشعر بشغف أكبر تجاهها، ما دفعه لإبداء حبه تجاه اللعبة إلى عائلته، مؤكدا أنه يريد أن يصبح أحد أكبر حراس المرمى في العالم.
وعلى ضوء ذلك، قرر والده ضمه إلى أحد الفرق البلجيكية، ويدعى بيلزن، واستمر معهم حتى عام 1999، حينها لفت أنظار كشافي نادي جينك، الذين سارعوا إلى ضمه في الأكاديمية، حتى استطاع الوصول إلى الفريق الأول عام 2009.
تألق كورتوا في بلجيكا، جعل أنظار إدارة تشلسي الإنكليزي تسارع إلى ضمه، فأصبح أحد نجوم "البلوز"، لكن بسبب تواجد الأسطورة بيتر تشيك حينها مع الفريق، رحل تيبو على سبيل الإعارة إلى أتلتيكو مدريد الإسباني، وهناك صقل موهبته.
وفي صيف عام 2014، عاد كورتوا إلى تشلسي، لكن قلبه بقي متعلقاً بالعاصمة الإسبانية مدريد. لذلك عبّر في أكثر من مناسبة، عن حلمه باللعب في صفوف "الملكي" يوما من الأيام، ووجه عدة رسائل مباشرة للإدارة، التي استجابت بعد نهاية مونديال 2018، نتيجة حصوله على جائزة أفضل حارس.
تيبو كورتوا عانى في أول موسم مع ريال مدريد، وتلقى انتقادات لاذعة من قبل أنصار ريال مدريد، لكنه تحامل على نفسه، وتدرب بشكل كبير، ليصبح أحد أعمدة "الملكي" بلا منازع، ويحقق معهم لقبي "الليغا"، واليوم دوري أبطال أوروبا، الذي لطالما عبر عن أمنيته بنيله.