نجح المدرب الفرنسي كورنتين مارتينيز في أن يقود المنتخب الموريتاني للمرة الأولى في تاريخه إلى نهائيّات كأس أفريقيا 2019 التي أقيمت في مصر، ولكنّه لم يكتف بهذا الإنجاز التاريخي وتمكن من قيادة هذا المنتخب من جديد إلى نهائيّات كأس أفريقيا الكاميرون 2021 التي ستقام العام المقبل، ليثبت أن التأهل الأول لم يكن محض مصادفة.
وبهذا الإنجاز، نجح المدرب في نحت اسمه في تاريخ كرة القدم الموريتانية، فقد توّج المجهودات الكبيرة التي يقوم بها الاتحاد الموريتاني، وساعده على تحقيق قفزة مهمة للغاية بعد محاولات عديدة سابقة، فشل خلالها المرابطون في العبور إلى الموعد القاري، ومنذ انطلاق التجربة في 2014 فإن الكرة الموريتانية سجلت نجاحا كبيرا.
ولئن يدين المنتخب الموريتاني إلى هذا المدرب بإنجازاته التاريخية الأخيرة، فإن مارتينيز بدوره يدين بسطوع اسمه مدربا إلى هذا المنتخب العربي أيضا، ذلك أن مسيرته التدريبية لم تعرف غير محطة مع فريق بريست الفرنسي قبل أن يحظى بفرصة مع موريتانيا.
واشتهر مارتينيز بتجربته لاعبا مع فريق أوكسير، حيث انتمى إلى الجيل الذهبي الذي فاز بالثنائي في فرنسا سنة 1996، كما كان حاضرا مع منتخب بلاده في يورو 1996 وبلغ نصف النهائي.
ويعتبر مارتينيز من أفضل لاعبي جيله، ولكن تجربته الدولية تأثرت بوجود النجم زين الدين زيدان، الذي أغلق الباب أمام الجميع وحال دون أن يتمتع أي لاعب بفرصة مع منتخب فرنسا فوقع مارتينيز ضحية لزيدان وتألقه، كما لم ينجح في تجربته الوحيدة خارج فرنسا عندما تعاقد مع لاكورونيا.
ولحسن حظ هذا المدرب فإنه عاش مرحلة مهمة من مسيرته تحت إشراف عميد المدربين في فرنسا، غي رو، الذي يعتبر من أشهر المدربين في العالم، بفضل طريقة عمله المميزة والتي مكنته من تحويل أوكسير إلى فريق ينافس على الألقاب.
وذكر مارتينيز في حوار سابق مع موقع "يوروسبور" أنّه لا يحاول تقليد طريقة عمل غي رو، ولكن من الصعب ألا يترك هذا المدرب تأثيره على اللاعبين الذين درّبهم. ولحسن حظ مدرب موريتانيا، فقد تمتع بفرصة العمل تحت إشراف إيلي بوب الذي يعتبر بدوره من أفضل المدربين في فرنسا إضافة إلى التشيكي إيفان هاسيك وهذا الثنائي ترك بصمته في شخصية مارتينيز.
وما يحسب لهذا المدرب أنّه خلال مسيرته في موريتانيا نجح في زرع روح الانتصار في اللاعبين، إذ ذكر في حوار سابق أن الفوز في لقاء ودي كان يسعد اللاعبين، ولكن الآن يقتحمون كل المباريات بثقة في النفس ودون عقد.
وقد عرفت عن مارتينيز قوة شخصيته ضمن أفضل جيل في فريق أوكسير، وهو ما ساعده على حمل شارة القيادة في الفريق، ونجح في نقل هذه الصفات إلى لاعبيه.
كذلك لعب مارتينيز دورا كبيرا في استقدام عديد من العناصر التي تنشط خارج موريتانيا أو مساعدة البعض على خوض تجارب في أوروبا، ذلك أن هذا المنتخب لا يملك نجوما مثل بقية المنتخبات المنافسة له ولكنّه يملك طريقة لعب مميزة ترتكز على الأداء الجماعي.